هل يمضي العنابي على خطى المنتخبات المستضيفة لكأس العالم؟

2022-08-30 01:12
آمال كبيرة يعقدها الشارع الرياضي العربي على المنتخب القطري (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لا تتجه أنظار العالم في أيّ استحقاق مونديالي على القدرات التنظيمية للدولة المضيفة والبنية التحتية التي تتمتع بها وملاعبها فحسب، بل يتعدى ذلك إلى رصد ومتابعة لحضور منتخبها الوطني وقدراته التنافسية، وهو الذي حجز مقعده فور الفوز بشرف تنظيم الحدث.

ومع قرب انطلاق نهائيات كأس العالم قطر 2022 يترقب الشارع العربي ما سيقدمه المنتخب القطري تحديدًا في هذا الاستحقاق الذي يُشكّل تحديًا كبيرًا لبطل "القارة الصفراء" والذي يتخطى حدود دولة قطر التي كانت وما تزال رائدة تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى وفرس الرهان الجامح القادر على تخطي الصعاب في شتى المجالات.

كرة القدم كانت وما زالت تعطي مَن يعطيها، وأكبر مثال على ذلك ما حققته العديد من الدول المستضيفة التي لم يكتف بعضها ببلوغ المباراة النهائية فحسب، بل استطاع إلى جانب نجاحه التنظيمي خطف لقب المونديال.

وذلك بدءًا من منتخب الأوروغواي في النسخة الأولى عام 1930 وانتهاء بالمنتخب الفرنسي عام 1998، وما بينهما نجحت إيطاليا عام 1934 وإنجلترا عام 1966، و ألمانيا الغربية عام 1974، والأرجنتين عام 1978 في الظفر باللقب الأغلى على الصعيد العالمي.

لماذا يمكن للعنابي أن يذهب بعيداً في كأس العالم

منذ سنوات دخل المنتخب القطري آتون التحضيرات التي تهدف لإعداده لخوض نهائيات كأس العالم، ولذلك فقد خاض تجارب ثرية احتك خلالها بمدارس عالمية متنوعة، ولم يكتفِ بالمباريات الوديّة، فتجاوزها إلى المشاركة في العديد من  المنافسات الدولية؛ حيث شارك في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم، وكان "ضيفًا" على المجموعة الأول ولعب مباريات قوية ضد البرتغال وصربيا ولوكسمبورغ وأيرلندا وأذربيجان.

كما خاض مباريات لا تقل قوةً، حينما شارك في بطولة كوبا أمريكا 2019، وواجه الأرجنتين وكولومبيا وباراغواي، وقبل خوض البطولة، خاض وديةً مثاليةً أمام البرازيل. وأتبعها بالمشاركة في الكأس الذهبية لمنتخبات أمريكا الشمالية 2021 ووصل إلى نصف النهائي.

وعلاوة على تلك المشاركات الغنية بالتجارب التي ستنعكس إيجابًا على أداء الفريق عند خوض المونديال، يحظى المنتخب القطري بواحدة من أفضل تشكيلات اللاعبين عربيًا وآسيويًا، وذلك من حيث التناغم بين عناصر الخبرة والشباب، وقد أثبتت تلك المجموعة مدى الترابط في بطولة كأس آسيا 2019 التي حصدها "العنّابي" باقتدار.

أداء المنتخب القطري وتميز لاعبيه لم يأتِ من قبيل الصدفة، حيث بدأ العمل بين أغلب العناصر التي باتت في مقام النجومية أمثال أكرم عفيف والمُعز علي والبقية، بدأت العمل في ريعان الشباب داخل أروقة آكاديمية أسباير، ثم تم تصعيدها لتكوّن نواة منتخب الشباب الفائز بلقب كأس آسيا تحت 20 عامًا، وتحت قيادة المدرب الإسباني فيليكس سانشيز الذي منح قيادة العنابي، بناءً على قدراته في تطوير أداء اللاعبين وهو ما أثبه بالفوز بلقب كأس آسيا 2019.

منتخبات الدول المستضيفة للمونديال.. بين الوصافة والخروج المبكر

وفي استعراضٍ لحضور منتخبات الدول التي استضافت المونديال سنجد أن منتخبين اثنين فقط قد خسرا النهائي، هما البرازيل في مونديال 1950 أمام الأوروغواي (1-2)، والسويد في مونديال 1958 أمام البرازيل (2-5)، فيما خرج المستضيف من الأدوار الإقصائية في مونديال تشيلي عام 1962 الذي حصدت فيه تشيلي المركز الثالث.

كما خرجت المكسيك في نسخة 1970 من الدور ربع النهائي، وإسبانيا عام 1982 من الدور الثاني، وعادت المكسيك لتخرج من الدور ربع النهائي في مونديال 1986، تلا ذلك خروج إيطاليا من نصف نهائي مونديال 1990 والذي حلّت فيه بالمركز الثالث، أمّا الولايات المتحدة الأمريكية فخرجت من الدور الثاني في النسخة التي استضافتها عام 1994.

حضور كوري لافت في أول نسخة آسيوية

وفي أول نسخة للمونديال تشهدها القارة الآسيوية والتي نظمتها اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 كان المنتخب الياباني يخرج من الدور الثاني، فيما خرجت كوريا من نصف النهائي، ليعقب ذلك خروج ألمانيا من نصف نهائي النسخة التي استضافتها عام 2006 والتي حلت فيها بالمركز الثالث.

وتُعَدّ جنوب أفريقيا أول دولة مستضيفة للمونديال يخرج منتخبها من الدور الأول، تلاها خروج البرازيل مستضيفة نسخة عام 2014 من الدور نصف النهائي واحتلالها المركز الرابع، أمّا روسيا فودعت النسخة الماضية من المونديال في 2018 من الدور ربع النهائي.

ليست أضغاث أحلام عندما يُمنّي العربي النفس برؤية ممثله القطري في نهائي مونديال 2022 في 18 ديسمبر/ كانون الأول القادم، ذلك لأن العنابي يتسلح بعدة عوامل تُشكّل قوى دافعةً له، يتقدمها فوزه بلقب كأس آسيا 2019، إلى جانب رحلة التحضيرات الشاقة التي يخوضها وما تزال متواصلةً حتـي اللحظة، والمزدحمة بالتجارب الودية الدسمة، فضلًا عن حالة التجانس والانصهار الفني التي يتمتع بها هذا الجيل الحالي من اللاعبين مع الجهاز الفني.

شارك: