هل يحمل قادة المنتخبات العربية شارة فلسطين في كأس العالم؟

2022-10-07 19:12
قائد بولندا روبرت ليفاندوفسكي يتسلم شارة القيادة الأوكرانية من أندري شيفتشينكو لحملها في مونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تسري القضية الفلسطينية في عروق كل عربي غيور على الوحدة العربية، وفي عروق أيضا كل الباحثين عن السلام في العالم، الذين يؤمنون بالحق دون الباطل.

رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يرفض الخلط بين الرياضة والسياسة، بناءً على قواعد الميثاق الأولمبي الرياضي، فإن قرار الهيئة الدولية بحرمان روسيا من المشاركة في كأس العالم قطر 2022، وبعدها في تصفيات كأس أوروبا 2024، عقب الحرب على أوكرانيا، فضلًا عن السماح برفع شعارات ذات مضامين سياسية لمناهضة الحرب ضد أوكرانيا، بالموازاة مع عدم التردد في تسليط العقوبات في حق أي رياضي عربي يرفض مواجهة أي منافس صهيوني في منافسة ما، وتجاهل كل ما يحدث في حق الفلسطينيين، جعل العديد من المتابعين يتساءلون عن سر هذه القرارات، التي وصفوها بالمزاجية والازدواجية.

وكان اللواء، جبريل الرجوب، رئيس اتحاد فلسطين لكرة القدم، قد أعرب، في تصريحات سابقة له، عن تذمره من استمرار جرائم الصهاينة، وطالب "الفيفا" بالمسارعة في فتح تحقيق حول همجية المحتل الصهيوني في الوسط الرياضي الفلسطيني، ولكنّ نداءه لم يجد آذانًا صاغية لدى الهيئة الدولية.

ناشطون عرب يردون على دعوات دعم الشواذ وأوكرانيا في "المونديال"

أعلن قائد منتخب بولندا روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم نادي برشلونة الإسباني، قبل أيام، عن عزمه بارتداء شارة قيادة تحمل علم أوكرانيا في كأس العالم 2022، أهداه إياها أسطورة كرة القدم الأوكرانية أندري شيفتشينكو، من أجل دعم بلاده في الحرب مع روسيا، وإرسال الرسالة إلى العالم أجمع، من بوابة كرة القدم التي تستقطب العديد من الجماهير.

كما أعلن قادة 9 منتخبات، من بينهم هاري كين قائد منتخب إنجلترا، عن رغبتهم في ارتداء شارة ذات دلالات معينة لدعم "الشواذ والمثليين" في مونديال قطر، في تحدٍ صارخ واعتداء على قواعد البلد العربي الإسلامي.

من هذا المنطلق، طالب العديد من النشطاء العرب، على موقع التواصل الاجتماعي، من المنتخبات العربية المشاركة في مونديال 2022 (قطر والمغرب والسعودية وتونس) بضرورة السير على الأقل على خطى هؤلاء، وحمل شارة القيادة بشعار علم فلسطين لدعم القضية الفلسطينية، كأضعف الإيمان؛ لإدانة الاستعمار والاستدمار في حق هذه الدولة الفلسطينية العريقة من الصهاينة الغاصبين.

وسم #شارة_قيادة _فلسطين يغزو مواقع التواصل

وأطلق رواد مواقع التواصل في الفترة الأخيرة وسم "#شارة_قيادة _فلسطين"، والذي انتشر كالنار في الهشيم عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر" على وجه الخصوص، مطالبين من مسؤولي الفرق العربية المعنية بالمشاركة في كأس العالم قطر 2022، بالسماح لقادة منتخباتهم بحمل شارة بعلم فسلطين.

وتفاعل العديد من المغردين والناشطين عبر مواقع التواصل مع هذا الوسم، وأكدوا ذلك بإعادة نشر الوسم، في محاولة للتأثير في قرار المنتخبات العربية، وأملًا بتجسيد الفكرة على أرض الواقع، على الأقل لمنح الشعب الفلسطيني ذرة أمل لمواصلة الكفاح والنضال، مستنكرين في الآن ذاته ازدواجية الغرب في معاييرهم الرياضية.

إقامة المونديال لأول مرة في بلد عربي فرصة لا تعوض

ويرى متابعون أن إقامة المونديال فوق الأراضي العربية، وفي الشرق الأوسط لأول مرة في تاريخ المنافسة، يُعد فرصة لا تعوض من أجل نصرة القضية الفلسطينية، خاصة في ظل المواقف المشرفة للدولة القطرية تجاه القضية الفلسطينية.

وتستضيف قطر نهائيات كأس العالم في الفترة ما بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبلين، كأول بلد عربي يحتضن هذه المنافسة، وذلك بمشاركة 32 منتخبًا من جميع أنحاء العالم.

وسيكون المونديال القطري، وفق تصريحات سابقة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جياني إنفانتينو، محل متابعة من قِبل نصف سكان الكرة الأرضية، وهذا ما سيكون بمثابة فرصة لا تُعوض للتشهير والتنديد بما يحدث من تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان في حق المواطنين والأطفال الفلسطينيين الأبرياء.

أبو تريكة ومحرز أشهر الداعمين للقضية الفلسطينية 

يحتفظ التاريخ بمواقف خالدة للعديد من الرياضيين العرب، الذين سبق لهم دعم القضية الفلسطينية عبر الملاعب الكروية، لكن يبقى أشهرهم النجم المصري محمد أبو تريكة والجزائري رياض محرز.

وكان أبو تريكة قد كتب على قميصه الداخلي شعار "تعاطفنا مع غزة"، وأظهر تريكة ذلك القميص للعالم في إحدى مقابلاته مع منتخب مصر، ردًّا على العدوان الصهيوني على غزة في عام 2008، كما رفض المشاركة في مباراة ودية مع نجوم العالم كانت مقررة في سبتمبر/ أيلول 2014، بدعوة من بابا الفاتيكان؛ بسبب مشاركة يوسي بنايون، اللاعب السابق لمنتخب الكيان الصهيوني، واكتفى تريكة في تعليقه بالقول: "نحن نربي أجيالًا".

وعلى خطى أبو تريكة، صنع الجزائري رياض محرز الحدث بالملاعب الإنجليزية، بعد احتفاله بالعلم الفلسطيني خلال تتويج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز "البريميرليغ"، الأمر الذي أثار انتباه العديد من المشجعين الإنجليز الذي بحثوا في القضية ودعموا موقف فلسطين.

مواقف عديدة أيضًا تم تسجيلها لرياضيين آخرين من جميع الدول العربية، نصرة للقضية الفلسطينية، كرفض اللاعب المغربي السابق مروان الشماخ اللعب في الأراضي المحتلة بألوان نادي بوردو الفرنسي أمام فريق مكابي حيفا عام 2009، وغيرها من المواقف المُشرفة.

شارك: