هل اكتشفت فرق الليغا الطريقة المُثلى لإيقاف برشلونة؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-10-09 15:50
تشافي هيرنانديز المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

60 دقيقة تقريبًا قضاها برشلونة دون كمٍ كافٍ من الفرص على مرمى مضيفه غرناطة، قبل أن تنفجر قدرات البرسا الهجومية في الربع الأخير من الساعة، الذي شهد تسجيل البلوغرانا لهدف التعادل ثم تسجيله هدفًا ثالثًا ألغاه حكم المباراة بداعي التسلل.

ليست المرة الأولى التي يلعب بها أحد الفرق بخماسي دفاعي في مواجهة برشلونة، فارضًا تحصينًا دفاعيًا إضافيًا، أصبح يشكل إزعاجًا كبيرًا للخطط التي بناها تشافي هيرنانديز.

المدير الفني لبرشلونة غيّر من إستراتيجيته هذا الموسم، فبعدما كان يلعب بجناحين صريحين في رسم تكتيكي 4-3-3؛ بوجود رافينيا أو ديمبيلي أو فيران توريس على الجناح الأيمن، ووجود أنسو فاتي أو فيران توريس أو رافينيا على الجناج الأيسر، أصبح يلعب بما يشبه الجناح الوحيد بوجود لامين يامال على الجانب الأيمن، بينما في الجانب الأيسر بات مطلوبًا من الظهير أليخاندرو بالدي القيام بدور الجناح والتمركز في تلك المنطقة لإفساح المجال لجواو فيليكس أو لاعب وسط إضافي للحضور في عمق الملعب.

لم تأخذ تلك الإستراتيجية وقتًا طويلًا، حتى أدرك الكثير من مدربي فرق الليغا أن وجود لاعب خامس في الخط الخلفي من شأنه أن يقلل كثيرًا من خطورة بالدي التي اعتدناها في الموسم الماضي، فاليافع الكتالوني لم يعد يمتلك ما يمكن وصفه بـ"التمويه"، وذلك عندما كان يتسلم الجناح الأيسر الكرة على الطرف ويدخل بها لعمق الملعب مفسحًا المجال لبالدي للانسلال في المساحة التي تخلفها عملية سحب الظهير الأيمن للعمق.

ومع غياب لاعبي برشلونة، من أمثال بيدري ودي يونغ، أصحاب القدرة على اختراق بعض ثغرات وسط المنافسين الناتجة عن تقليل عدد لاعبيه، ازدادت متاعب تشافي، الذي بات يمتلك ممرين جيدين كغوندوغان وغافي، أو لاعبًا يغلب عليه الطابع البدني كأوريول روميو.

الأمر تكرر في أكثر من مباراة منها باكورة مباريات برشلونة في الليغا أمام خيتافي، ولكن على استحياء بإعادة لاعب وسط خيتافي خوان إغليسياس، ليكون لاعبًا خامسًا في الدفاع، لتتحول خطة الفريق المدريدي من 4-5-1 إلى 5-4-1، ثم اختفى الأمر لفترة، قبل أن يعود بقوة مع سيلتا فيغو، الذي قدّم مباراة شبه مثالية أمام برشلونة بطريقة تتأرجح بين 5-3-2 و5-2-3، حسب المركز الذي يشغله الجناح (لاعب الوسط) الفرنسي جوناثان بامبا، وهي الخطة التي تحولت من خيار متاح لسيلتا إلى خطة دائمة للفريق من بعد مباراة برشلونة، حتى قام المدرب بتحويلها في مباراة خيتافي الأخيرة إلى 4-4-2.

ومنذ مباراة سيلتا فيغو، وما شهدته من معاناة كتالونية لم ينهها إلا تحرك عبقري من جواو كانسيلو، عكف أكثر من فريق على تثبيت الفكرة نفسها، كما حدث مع ريال مايوركا الذي نصب مدربه خافيير أغيري، حصنًا دفاعيًا مزعجًا لبرشلونة من خلال خطة 5-3-2، بوجود فيدات موريكي وأبدون براتس كمهاجمَين ذوَي أطوال فارعة يتم إرسال الكرات المرتدة إليهما لضرب البرسا بالمرتدات، والمحافظة على تماسك الفريق الدفاعي بـ8 لاعبين على الأقل.

وعاد غرناطة ليعيد الكرة ويخوض لقاءه أمام برشلونة بطريقة 5-3-2، تحولت إلى 5-2-3، بعدما تحول نجم اللقاء بريان ثاراغوثا من مهاجم إلى مركزه الأصلي "جناحًا أيسر"، ما سبب متاعب جمة لبرشلونة.

بارقة أمل

إذًا، كيف سجّل برشلونة في كل تلك المباريات في النهاية؟ الدقة تقتضي القول إن تلك الخطة مناسبة جدًا لعينة الفرق التي تحدثنا عنها؛ فقد منحت الفرق صلابة دفاعية أكبر، لكنها كانت دائمًا رهينة ألّا يلجأ برشلونة لحلول مختلفة عن الفكرة الحالية لتشافي.

لكن في الآونة الأخيرة، بدأ المدير الفني للبرسا في محاولة إيجاد حلول، حتى إن كان ذلك بعد إضاعة الكثير من الوقت من خلال رتابة واضحة في التمرير دون مفاجأة الخصم، لكن بارقة الأمل الحقيقية ظهرت في لقاء أمس ضد غرناطة أكثر من المباريات الأخرى، بعدما برع برشلونة في آخر 20 دقيقة في إرسال الكرات القطرية للمنطلقين من الخلف للأمام، مع عودة تشافي للخلف خطوة بإخراج لاعبين هجوميين وإشراك لاعبين من ذوي الميول الدفاعية، ما منح الفريق قدرة أكبر على استعادة الكرة بسرعة وإجهاد المنافس بسيل من الهجمات دون توقف أو هوادة.

وما علينا في الوقت الحالي إلا متابعة صراع الأفكار هذا، وترقب ما إذا كان تشافي سيتوصل إلى حل لضرب الفرق المتحصنة منذ البداية بدلًا من أن يتلقى هو أهدافًا تجبره على خوض مباراة أصعب كثيرًا مما يُفترض أن يخوضها؛ إذ سيكون لديه وقت كافٍ للتفكير مع التوقف الدولي الذي بدأ بانتهاء مباريات هذا الأسبوع.

شارك: