هل أنهى برشلونة صداعًا ليُصاب بآخر؟
عاد برشلونة بفوزٍ مهم من أرض ملعب ألافيس بعدما هزم صاحب الأرض بثلاثة أهداف مقابل هدف، ضمن الجولة الـ23 من الدوري الإسباني، ليمنح النادي الكتالوني نفسه بعضًا من الهدوء عقب سلسلة من النتائج المتراجعة أنهاها أخيرًا بفوزه على أوساسونا دون إقناع، ثم بمباراة أفضل كثيرًا الليلة أمام ألافيس.
المباراة حملت عدة إيجابيات لبرشلونة من ضمنها إمكانية السيطرة على نسقها في كثير من الأوقات رغم الشراسة الكبيرة التي يلعب بها ألافيس، وكذلك استغلال الفرص التي تُتاح للفريق عكس ما كان يحدث في مباريات أخرى حفلت بالكثير من الفرص الضائعة، فتعامل روبرت ليفاندوفسكي بشكل مميز مع فرصة الهدف الأول وكذلك كان الحال مع فيتور روكي في الفرصة التي سجل منها الهدف الثالث.
لكن ما يمكن أن يثير القلق بشكل رئيس من مباراة اليوم هو الجبهة اليسرى لبرشلونة.
فقد كان ألافيس خطيرًا من تلك الجبهة، وكان أحد أبرز لاعبيه هو الجناح الأيمن أليكس سولا، الذي استغل المساحات في تلك الجبهة بشكل مؤثر، ولولا غياب التركيز في التمريرات العرضية أو في إنهاء الكرات داخل منطقة الجزاء لربما كان لألافيس شأن أفضل في المباراة.
هل نسينا أن نخبركم أن تحسن برشلونة بشكل عام لا يعني أن مشاكل الدفاع قد انتهت؟ ربما نسينا!
اليوم لعب جواو كانسيلو على الرواق الأيسر وإلى جانبه كان قلب الدفاع الصغير بو كوبارسي، أمّا على الجانب الآخر فكان جول كوندي ظهيرًا أيمن وإلى جانبه رونالدو أراوخو كقلب دفاع، بعدما تخلى تشافي عن فكرة التبديل بين الاثنين وإشراك المدافع الأوروغواياني في الجانب الأيمن.
صحيح أن أراوخو لا يمر بأفضل فتراته، إلا أنه ربما كان غريبًا أن يلعب على الجانب الأيمن، فوجود كوبارسي (رقم 33) على الجانب الأيسر مع هذا التطرف الواضح في صعود كانسيلو (رقم 2) مقارنة بصعود كوندي لربما كان يستدعي وضع المدافع الأوروغواياني إلى جانب الظهير البرتغالي.
هذا الأمر استغله ألافيس بشكل مهم، وبات على كوبارسي أن يتحمل إزعاجًا مستمرًا من الجناح الأيمن سولا، الذي قدم مباراة ممتازة وكان خطيرًا جدًا، خاصة في الشوط الأول، بل إنه بدأ إحماءه منذ الدقيقة الأولى عندما أرسل كرة إلى المزعج سامويل أوموروديون في منطقة الجزاء لكنها مرت بسلام على "البلوغرانا".
يمكن ملاحظة كيف كان سولا (رقم 7) يلعب إلى جانب الخط مستغلًا تلك المساحة الكبيرة في ظهر كانسيلو ومطمئنًا تمامًا لدفاع تيناليا أمام خطورة كانسيلو ومساندًا بشكل واضح من أنتونيو بلانكو، بينما كان الجناح الأيسر لويس ريوخا (رقم 11) على العكس تمامًا حيث لعب كثيرًا في العمق.
هذا الأمر أسفر عن إرسال سولا وحده لـ13 كرة عرضية! نجح في إيصالها لهدفها في 5 منها، وتكفل ريوخا على الجانب الآخر بإرسال 7 وصلت 3 منها لهدفها، كما كان الحال مع رأسية جون غوريدي التي أخرجها بينيا بصعوبة، وهي نسب عالية جدًا للكرات العرضية الصحيحة بشكل عام.
ورغم محاولات فرينكي دي يونغ إيقاف سولا في الشوط الثاني، فإن نجم ألافيس نجح في المرور من الهولندي وإرسال عرضية مميزة على رأس أموروديون الذي لم يخب هذه المرة وسجل هدف فريقه الوحيد.
برشلونة من صداع إلى آخر!؟
هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها الجبهة اليسرى صداعًا لبرشلونة، وهو أمر مثير للسخرية. فبعدما كانت الجبهة اليمنى صداعًا للفريق لسنوات، وتمكن من حل الأمر نسبيًا بعدة حلول رغم عدم حلها بشكل كامل، إلا أن "البارسا" لم ينعم كثيرًا بالهدوء على أطرافه بعدما تراجع مستوى أليخاندرو بالدي، وكذلك لم ينجح كانسيلو في سد هذه الجبهة بكفاءة في الفترة الماضية.
النهج الذي اتبعه ألافيس مع سولا يُظهر أن المنافسين بدؤوا في إدراك تلك الثغرة في دفاعات برشلونة، فهل يتحرك النادي الكتالوني بشكل مضاد قريبًا وقبل المواجهة الهامة أمام نابولي حيث الأطراف غاية في الكفاءة؛ خفيتشا كفاراتسخيليا على يمين "البارسا" وماتيو بوليتانو، حيث الثغرة الجديدة.
شارك:
أخبار ذات صلة
