نفخة الصدر ما تنفع في الكوورة

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-22 14:45
كرة قدم(Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ عقود طويلة ارتبطت الموهبة بالرياضة وأن الموهبة هي الجانب الأهم في صنع رياضي بارع يُشار إليه بالبنان دون الالتفات إلى بقية الجوانب، إلّا أن الحال تغيّر وتطور لتصبح القدرات العقلية والذهنية للاعب هي الأساس والاعتماد الذي لا يمكن إغفاله أو إهماله، وهذا الأمر يتم في سن مبكرة وتحديدًا في مرحلة الاستكشاف.

بلا شك، التعليم والبيئة يشكلان جزءًا كبيرًا من هذا التكوين الذهني والعقلي وما لدى اللاعب من قدرات يتفوق بها على بقية أقرانه، فالمتعلم يتفهم أفضل وأسرع من نظيره غير المتعلم. كما أنه يتصرف ويتحرك بجودة أعلى، ولديه الاستعداد التام لتقبل خطط المدربين وتعليماتهم الخططية والإستراتجية.

الاعتماد على القدرات العقلية والجانب الذهني أصبح أساسًا يُتَّبع ومنهجًا يُدرَّس في مناهج صناعة الأبطال وتحسين الأداء للرياضيين في كافة الألعاب، لكي تصبح لاعبًا محترفًا في NBA وتجد فرصة كبرى وحظوة دون غيرك، عليك أن تمر من دوري الجامعات الذي يمنحك تأهيلًا بدنيًّا وذهنيًّا قبل خوض غمار دوري المحترفين، أمّا في كرة القدم فالتجارب عديدة ولا حصر لها.

يحدثني صديق خاض تجربة في عدد من الأندية الأوروبية على صعيد التدريب، يقول في أوروبا يهتمون ببرامج مكثفة للاعبين صغار السن من أجل تطوير قدراتهم الذهنية وأن اللاعبين صغار السن يقضون وقتًا طويلًا في غرف الدراسة أكثر من التدريبات على العشب الأخضر، وذلك من أجل تطوير الجانب الذهني.

وعلى ذات السياق، لا يمكن أن أتجاوز تجربة كوستاريكا في مونديال 2014 في البرازيل، حينما أبهرت الكل ونجحت في تجاوز منتخبات عريقة وعتيدة مثل إيطاليا وإنجلترا ومن ثم اليونان، إلى أن وصلوا إلى الدور ربع النهائي، تلك الملحمة التي قدّمها المنتخب الكوستاريكي كان من أهم أسرارها أن 95% من اللاعبين في ذلك التوقيت كانوا يدرسون في الجامعات، الأمر الذي ظهر جليًا على تصرفاتهم ونضجهم بالتعامل مع كافة الضغوط، والتحلي بكامل المسؤولية تجاه ما يقومون به من عمل بقميص منتخب بلادهم.

لدينا الأمر لا يزال في طور البدايات، أو دعني أقول إننا ما زلنا من أنصار الموهبة أولًا دون الالتفات إلى القدرات العقلية، فالأغلبية توقَّف بها قطار التعليم بالمحطة الثانوية، بعدها تم الالتحاق بالاحتراف دون إلمام أو إتمام بأهمية الجانب التعليمي، لذلك نفقد الكثير من نجومية هؤلاء اللاعبين أو لا نحصل على كامل ما لديهم من إمكانيات؛ بسبب محدودية قدراتهم واهتماماتهم العقلية.

لكن في اعتقادي، نستطيع الموازنة وتطبيق ذلك من خلال إيجاد حلول عملية بوضع غرف الدراسة وإعطاء البرامج والدورات المكثفة للاعب في جميع الأندية، مع تحديد الفرق التي تدعم المنتخب مثل الهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب، والتأكد من إعطائهم دورات فيما يخص مهارات التفكير وحل المشكلات وكيفية التعامل وروح الفريق الواحد وخلاف ذلك ممّا ينمّي ويطور قدراته. 

كلي ثقة بالقادم، من خلال صناعة لاعبين متكاملين فنيًّا وذهنيًّا يتم إعدادهم من الآن من أجل مستقبل أجمل، هذه ليست أماني كاتب بل هي واقع بدأنا في تطبيقه.. وابحثوا عن (أكاديمية مهد)؛ تعرفوا ذلك!

شارك: