نجوم لقبوا بـ"بيليه" عجزوا عن الخروج من ظل الملك البرازيلي

2022-12-30 13:49
نيمار دا سيلفا لم ينجح في تحقيق القليل مما أنجزه بيليه للبرازيل (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

شهد عالم كرة القدم العالمية ظهور العديد من اللاعبين الذين أُطلق عليهم لقب "بيليه الجديد" سواء من الصحافة أو من مشجعيهم في مختلف البلدان، إلا أن حمل هذه التسمية كان ثقيلًا للغاية.

وتوفي البرازيلي بيليه، أمس الخميس، عن عمر 82 عامًا، بعد مسيرة أصبح خلالها أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق. وما يزال الأسطورة البرازيلية اللاعب الوحيد الذي رفع كأس العالم ثلاث مرات (1958 و1962 و1970)، ودوّن اسمه في النهائيات بـ12 هدفًا.

مبابي الملقب بـ"الملك"

قال الدولي البرازيلي السابق ذات يومٍ: "كما هو الحال في الموسيقى، حيث يوجد فرانك سيناترا واحد وبيتهوفن واحد فقط، أو في الفنون حيث هناك ميكلانجلو واحد، ففي كرة القدم الأمر ذاته، يوجد بيليه واحد فقط.. أغلق والدي ووالدتي المصنع!".

إلا أن بيليه شاهد بعينيه على شاشة التلفاز الإنجاز الذي حققه الدولي الفرنسي كيليان مبابي، عندما أصبح في مونديال روسيا 2018، ثاني أصغر لاعب يسجّل هدفًا في نهائي كأس العالم بعد الأسطورة البرازيلية ذاته في العام 1958، وغرّد حينها عبر حسابه على تويتر: "إذا استمر كيليان في معادلة أرقامي على هذا النحو، فسيتعيّن عليّ ارتداء حذائي مجددًا".

مبابي: هناك ملك واحد في كرة القدم هو بيليه

بعد قرابة التسعة أشهر من هذا الإنجاز، قال لاعب باريس سان جيرمان، على هامش مشاركته في حفل ترويجي لإحدى العلامات التجارية الخاصة بالساعات مع البرازيلي في باريس: "هناك "ملك" واحد.. أنا فقط كيليان. أعرف جيدًا أنني لن أقوم أبدًا بما قام به".

وحين سُئل اللاعب الوحيد في التاريخ المتوج بثلاثة ألقاب في كأس العالم عن نصيحته لمبابي لكي يحقق مسيرةً ناجحةً مثله، قال: "ليس بحاجة لأي شيء. قلت له للتو إن عليه أن يكون شابًا جيدًا وإنسانًا لطيفًا. ولكن قبل كل شيء أن يبقى هادئًا".

زيكو.. "بيليه الأبيض"

صرّح البرازيلي الآخر زيكو الملقب بـ "بيليه الأبيض" بقوله لفرانس برس قبل كأس العالم 2014 في بلاده: "عانى الكثير من اللاعبين لأنهم عندما خلفوا بيليه في مركزه، بما في ذلك بعض ذوي البشرة السوداء مثل بيليه، تعرّضوا للضغط".

وتابع صانع الألعاب الرائع السابق: "في فرنسا أطلقوا عليّ هذا اللقب، كان الفرنسيون هم من جعلوني أتحمل هذه المسؤولية. لم أحبه (اللقب) أبدًا، لأن بيليه هو بيليه، وهذه مسؤولية كبيرة".

وأوضح اللاعب الذي لعب لمنتحب السامبا بين عامي 1976 و1986: "أنا فخورٌ لأن الناس تتذكرني وتقارني ببيليه، لأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. ولكن أن أدخل الى أرض الملعب ويطلب مني الناس أن أقوم بما كان يقوم به بيليه، لم أتقبّل ذلك أبدًا، هذا أمر مختلف".

كان زيكو بمثابة "نائب الملك" في كرة القدم، إذ لمع نجم اللاعب رقم 10 مع نادي فلامنغو، أشهر الأندية البرازيلية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في ملعب ماراكانا العريق حتى بات هدافه التاريخي.

ولكل على عكس بيليه، فإن زيكو لم يكن محظوظًا في نهائيات كأس العالم: "لقد لعبتُ ثلاث نسخ من كأس العام (1978، 1982 و1986) ولم أخسر سوى مباراة واحدة. ولم ألعب مباراة نهائية أبدًا. هكذا هي كرة القدم".

روبينيو ونيمار.. الأميرَان

نشأ روبينيو ونيمار في سانتوس، النادي الذي جعله بيليه أسطوريًا. قال بيليه عن روبينيو: "هذا الفتى سيصبح لاعبًا كبيرًا" حين كان يراقبه في فرق الفئات العمرية في سانتوس.

عن 18 عامًا فقط، قاد "الأمير روبينيو" نادي سانتوس إلى لقب الدوري في العام 2002 منهيًا جفافًا دام قرابة 18 عامًا، قبل أن يمنحه لقبا آخر في العام 2004.

رسالة نيمار بعد وفاة بيليه

جذب أداء روبينيو أنظار ريال مدريد الإسباني الذي تعاقد معه ولعب لصالحه لثلاثة مواسم، إلا أن مسيرته بدأت تتراجع باكرًا لينتقل إلى مانشستر سيتي الإنجليزي ثم إلى ميلان الإيطالي قبل أن يعود مجددًا إلى سانتوس في سن صغيرة نسبيًا (30). وشهدت مسيرته مع "سيليساو" الخيبات والنجاحات كان أفضلها الفوز بلقب كوبا أمريكا عام 2007.

تزامنت عودته الأولى إلى سانتوس (عام 2010 معارًا من سيتي) مع بزوغ فجر موهبة استثنائية أخرى، نيمار الذي قاد النادي إلى المجد من جديد بعد أن لفت الأنظار في كوبا ليبرتادوريس في عام 2011 ومنحه اللقب، لكن هذه المرة، كانت المقارنة مع بيليه صامتة، وبدلاً من ذلك أطلق عليه لقب "الجوهرة"؛ نظرًا لمهاراته الاستثنائية.

يعتبر زيكو أن: "نيمار هو أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم. يحمل الرقم 10 لكنه لا يقوم بوظيفة اللاعب رقم 10 التقليدي. ولكن كونه الاسم الكبير في المنتخب ونظرًا لأن الرقم 10 حمل هذه الوظيفة منذ بيليه، فقد عاد إليه".

بات نيمار أغلى لاعب في العالم لدى انتقاله من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان في عام 2017 مقابل 222 مليون يورو، إلا أن مشاهد سقوطه أرضًا المتكررة في مونديال 2018 وادعائه التعرض لأخطاء أفسدت سمعته، وفي مونديال 2022 الأخير، عادل الرقم القياسي لعدد أهداف بيليه مع البرازيل (77 هدفًا)، لكنه تعرض لإصابة بكاحله أثرت على أدائه ومشاركة بلاده التي ودعت من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام كرواتيا.

لاعبون آخرون 

أطلق على الغاني أبيدي أيو المتوج بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية ثلاث مرات (1991، 1992 و1993) لقب "أبيدي بيليه" في سن صغيرة جدًا لمراوغاته المدهشة بعدما قاد مارسيليا الفرنسي إلى لقبه الوحيد في دوري أبطال أوروبا عام 1993.

كما أطلق على الأمريكي فريدي أدو لقب "بيليه الجديد" عندما كان في الرابعة عشرة من عمره عندما لعب أول مباراة احترافية في عام 2004. ولكن بعد أن دافع عن ألوان بنفيكا البرتغالي وموناكو الفرنسي، لعب بعدها اللاعب البالغ حاليًا 31 عامًا مع أندية مغمورة في بلدان مختلفة.

شارك: