موراتا يخرج من الظل ويعيد اكتشاف نفسه في مونديال قطر

2022-11-30 12:44
الإسباني ألفارو موراتا يحتفل بتسجيله في مرمى منتخب ألمانيا بمونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

يمتلك ألفارو موراتا، مهاجم إسبانيا وأتلتيكو مدريد، سيرة ذاتية حافلة، حيث لعب للعديد من الأندية الأوروبية البارزة في مسيرته مثل ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي وتشلسي الإنجليزي، إلا أنه نادرًا ما كان المهاجم الأساسي، وكان في معظم فترات لعبه ظلًا للمهاجمين.

ويمثل مونديال كأس العالم قطر 2022 فرصة لمهاجم "الماتادور" من أجل إعادة اكتشاف نفسه والتحول إلى صدارة المشهد بعدما عانى طويلًا من الجلوس تحت ظل مهاجمين آخرين في معظم الأندية الأوروبية التي لعب لها خلال مسيرته.

ورغم تحقيقه ألقابًا بارزة في مسيرته مثل إحرازه الدوري الإسباني لمرتين، وكذلك الدوري الإيطالي، إضافة إلى لقبَي دوري أبطال أوروبا، لكن مع ذلك، وفي سن الثلاثين، مرّ موراتا بالعديد من اللحظات المخيبة للآمال، قبل أن يخطف الأضواء بهدف التقدم لمنتخب بلاده أمام ألمانيا في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 في كأس العالم، يوم الأحد، وهي قد تكون إشارة إلى أنّ وقت موراتا للتألق قد حان.

"الآن هو كل شيء"، هذا ما يسلّط منظمو كأس العالم الضوء عليه في شعارات ملصقة في كل أرجاء العاصمة الدوحة، وهو الأمر الذي قد يكون عنوان موراتا في المونديال القطري بعد طول انتظار.

تمكن موراتا، بعد لحظات من دخوله كبديل لفيران توريس، من أن يسجّل ببراعة ودقّة إثر تمريرة عرضية منخفضة من جوردي ألبا، دون أن يترك أي فرصة للحارس التاريخي لـ"دي مانشافت" وقائده مانويل نوير.

سجل المهاجم، الذي شارك كبديل أمام كل من ألمانيا وكوستاريكا، في المباراة الافتتاحية أيضًا لإسبانيا 7-0، وصنع هدفًا ضد "لوس تيكوس"، ويقدم عروضًا جيدة مع أتلتيكو مدريد بقيادة الأرجنتيني دييغو سيميوني هذا الموسم على الرغم من إحرازه خمسة أهداف فقط في 14 مباراة بالدوري الإسباني.

وسبق أن أحرز موراتا هدفًا في اللحظات الأخيرة لإسبانيا ضد البرتغال في سبتمبر/ أيلول الماضي، ليقود منتخب "لا روخا" إلى دور الأربعة في دوري الأمم الأوروبية. وعلى الرغم من أن لويس إنريكي قد اختار حتى الآن الجناح ماركو أسينسيو قبله في مركز المهاجم الصريح، إلا أن موراتا يبدو واثقًا من نفسه وقادرًا على استغلال الفرصة جيدًا عندما تسنح.

وقال موراتا في مؤتمر صحفي بعد أن اُختير أفضل لاعب في المباراة ضد ألمانيا: "أشعر بالراحة في المنتخب الوطني، وأنا فخور لوجودي هنا"، وتابع: "الأمر ليس سهلًا، المطالب والضغط علينا مرتفع جدًا سواء أكنت أساسيًا أو بديلًا".

وأردف: "أريد أن أفوز بجميع المباريات، أنا جندي مثل أي شخص آخر، وسنذهب إلى الموت معًا. بالإضافة إلى كوننا فريقًا رائعًا، فنحن مجموعة رائعة ومتحدون للغاية".

سيرة كروية مليئة بالمعاناة

بدأ موراتا مسيرته في فريق الشباب بأتلتيكو لكنه انتقل إلى ريال مدريد، وشارك لأول مرة في عام 2010 مع الفريق الأول بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

كانت السنوات التالية بطيئة بالنسبة له، على الرغم من دخوله من مقاعد البدلاء في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014، حين فاز ريال مدريد على أتلتيكو في الوقت الإضافي.

في ذلك الصيف، وقع موراتا مع يوفنتوس، بحثًا عن دور أساسي ومنتظم، وتمكن من التسجيل في مباراتي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عندما تم إقصاء ريال مدريد، لكن برشلونة انتصر على فريق "السيدة العجوز" في نهائي برلين.

فعّل ريال مدريد بند إعادة شرائه في صيف 2016، وأصبح موراتا عنصرًا مهمًا في الـ"ميرينغي" لمدة موسم، على الرغم من أنه كان من الخيارات الرديفة في تشكيلة زين الدين زيدان، وتحديدًا كبديل للفرنسي كريم بنزيما.

بعد تتويجه بثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا، قرّر موراتا أن يجرب حظه في الدوري الإنجليزي الممتاز مع تشلسي، لكنه لم يرتقِ إلى حجم تطلعات مشجعي النادي اللندني الذين رأوا أنه يفتقر إلى القدرة على تعبئة الفراغ عند مقارنته بسلفه ومواطنه دييغو كوستا، خصوصًا بعد وصوله مقابل مبلغ قياسي للنادي بلغ 60 مليون جنيه إسترليني (73 مليون دولار) في يوليو/ تموز 2017.

خسر موراتا مكانه لمصلحة الفرنسي أوليفييه جيرو، وفي يناير/ كانون الثاني 2019، انتقل إلى أتلتيكو ناديه الأول، على سبيل الإعارة لمدة 18 شهرًا، على الرغم من أنهم سرعان ما قرروا جعل الصفقة دائمة.

لكن بحلول صيف عام 2020، بعد موسم كامل مخيب للآمال، أعاره أتلتيكو إلى يوفنتوس. ومدد الإيطاليون عقده لعام واحد إلى موسم آخر، لكنهم لم يوقعوا معه بعد ذلك، ليعود إلى أتلتيكو في يوليو 2022، حيث بدأ الموسم وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبله، لكنه حصل على مكانه في تشكيلة سيميوني.

إنريكي يحافظ على ثقته بموراتا

حافظ إنريكي على ثقته به، على الرغم من الصخب الداعي لضمّ لاعبين آخرين مثل ياغو أسباس أو بورخا إيغليسياس. في كأس أوروبا 2020، دافع المدرب عن موراتا في السراء والضراء، رغم أنه أضاع العديد من الفرص الكبيرة. لكن يبدو أنه حان وقت رد الجميل من قبل موراتا، وبعد عقد من الوعود التي لم تتحقق، ربما "الآن هو كل شيء" بالفعل.

ويسعى موراتا في مباراة الجولة الثالثة لقيادة إسبانيا لحسم صدارة المجموعة الخامسة التي تتصدرها حاليًا برصيد 4 نقاط، وذلك عندما تواجه منتخب اليابان (الثانية بـ3 نقاط)، وسط تطلعات من ألمانيا (الرابعة بنقطة واحدة) لخسارة "السامواري"، على أمل أن تصل إلى النقطة الرابعة عندما تواجه كوستاريكا (الثالثة بـ3 نقاط).

شارك: