منتخب السعودية.. غير المتوقع وردة الفعل

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-13 13:32
أرشيفية - من احتفال عبد الله رديف لاعب المنتخب السعودي بهدفه أمام كوريا الجنوبية في كأس آسيا 2024 (X/SaudiNT)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بالأمس، تم إغلاق ملف مشاركة منتخب السعودية في كأس آسيا 2024 في قطر ، بكل ما فيها بداية من الخروج من دور الستة عشر، وأداء ومستوى الأخضر، مرورًا بتصريحات مانشيني التي أثارت الجدل في حينها، ووصولًا إلى التراشق بين إدارة المنتخب والإعلام من جهة، وفي النهاية عقوبات اللاعبين المستبعدين التي صدرت أمس، والتي جاءت لكي تختم على ملف هذه المشاركة، أو دعني أقل هذه المرحلة غير الصحية للمنتخب السعودي، والتي ينبغي أن تطوى سريعًا من أجل فتح ملف تصفيات كأس العالم، وهي على الأبواب..

غضب كبير وخيبة أمل لدى جمهور منتخب السعودية وسط اختلاف في وجهات النظر، عمن يتحمل مسؤولية هذه المرحلة غير الجيدة، والتي كان ينتظر فيها تحقيق اللقب الآسيوي أو المنافسة حتى الأدوار النهاية على أقل تقدير، كما فعلت منتخبات الأردن وقطر، وهما من وصلا إلى المباراة النهائية.

ردود الفعل الغاضبة من الجماهير في الغالب تكون غير منطقيه، ولا يمكن أن تأخذ منها الحكمة ولا المنطق، وهي بعيدة عن العقلانية في كثير من المرات، وبالتالي هي مجرد أداة تنفيس عن إخفاق معين وحزن مؤقت، سرعان ما ينتهي بعد فترة.

لكن دعونا نتفق أن حجم العتاب وعدم الرضا الذي لدى الجمهور، كبير وكبير جدًا على إدارة ولاعبي ومدرب منتخب السعودية فور خروجنا من دور الستة عشر أمام منتخب كوريا الجنوبية، وزاد هذا الغضب والعتب بعدما تأهل المنتخب الأردني الشقيق -ومن ذات المسار-  إلى المباراة النهائية، وعلى حساب المنتخب الكوري الذي أخرجنا من آسيا وتغلب علينا.

وهو ما جعل البعض يعقد المقارنات بين كرة القدم السعودية ونظيرتها الأردنية، ويقارن بين حجم العقود والقيمة السوقية للاعبين، وفارق الدوري وقوته من جانب آخر، وكل هذه الأمور ليس لها علاقة البتة في نجاح المنتخبات وإخفاقها، لأن ثمة ظروفًا في البطولة وعوامل قد تساعدك أحيانًا وتصل إلى أدوار لم تكن في حسبانك مسبقًا، كلها بفضل العمل والرغبة والطموح، بالإضافة إلى رغبة الفوز والوصول في المباريات جولةً  بعد جولة، وفوزًا يجلب معه فوزًا هنا قد يحقق البطولة، أما الترشيحات فهي على الورق وتذهب أدراج الرياح، خاصةً إذا تعاملت مع كرة القدم بغرور وعنجهية واستهتار للخصم، وهذا كله ليس له علاقة بقوة الدوري أو عقود لاعبين ضخمة.

في عالم كرة القدم كم من منتخب حقق إنجازًا كرويًّا، في ظل وجود منتخبات أقوى وأفضل على صعيد الأسماء والتاريخ والنجوم، منتخب اليونان في 2004 على سبيل المثال، وهذا لا يعني أنه أقوى من منتخب فرنسا الذي كان معه زين الدين زيدان وبقية رفاقه، لا نذهب بعيدًا، حيث لنا في منتخب المغرب دليل.. فمن كان يتوقع أن يصل إلى ما وصل إليه في كأس العالم 2022، ما جعله يبهر الكل إلى أن أصبح رابع العالم في نسخة تاريخيّة لا يمكن أن تنسى لـ"أسود الأطلس"، وهي ذات النسخة التي حقق فيها منتخب السعودية الإعجاز غير المتوقع، بالفوز على أبطال العالم المنتخب الأرجنتيني وبقيادة الأسطورة ميسي، وهذا لا يعني أننا أفضل منهم، والدليل خروجنا من الدور الأول، وهذا يجعلنا نستنبط أن الكرة مجرد لعبة فيها تقلبات ومتغيرات ليست في الحسبان، قد تحدث بطريقة مفاجئة وغير متوقعة للجماهير.

شارك: