كيف كشفت سيراليون أبرز ثغرات منتخب مصر؟
عزّز المنتخب المصري صدارته للمجموعة الأولى من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم، بفوزه الثاني على التوالي على حساب سيراليون، بهدفين من دون رد (0-2)، من إمضاء محمود حسن ترزيغيه في المباراة التي أقيمت بينهما في ليبيريا.
وحقق المنتخب المصري العلامة الكاملة بوصوله لـ6 نقاط، متفوقًا بفارق 5 نقاط عن بوركينا فاسو التي تلعب مع أثيوبيا، وعلى غينيا بيساو التي تلعب مع جيبوتي في الجولة نفسها.
أبرز ثغرات منتخب مصر
منتخب مصر بدأ المباراة بطريقة 2-4-4 بوجود أحمد سيد زيزو ومحمود حسن تريزيغيه على الجناحين، مع وجود محمد صلاح ومصطفى محمد في قلب الهجوم على النحو التالي.
أبرز التغييرات عن المباراة السابقة كانت في تغيير الظهيرين، بوجود محمد هاني على اليمين ومحمد حمدي على اليسار، على حساب أحمد فتوح وعمر كمال عبدالواحد، نظرًا لسعي المدرب روي فيتوريا لمزيد من الحذر الدفاعي، لأن سيراليون أفضل بالتأكيد من جيبوتي، لكن هل تحقق ما كان يهدف إليه فعلاً فيتوريا بتأمين الطرفين؟
في حقيقة الأمر، فإن سيراليون كشفت أبرز ثغرات منتخب مصر خاصة في جبهة هاني. سيراليون وصل بـ7 فرص خطيرة لمرمى منتخب مصر، وكاد يسجل لولا القائم وتألق محمد الشناوي، الذي أنقذ ما لا يقل عن 4 فرص محققة.
3 من فرص سيراليون على الأقل جاءت خلف الظهير الأيمن هاني، وذلك لعدة أسباب، منها أولاً طريقة اللعب، لأن طريقة 2-4-4 تستوجب أن يعود الجناح لمساعدة الظهير دفاعيًّا.
هذا ما لم يفعله زيزو مع هاني، بعدم عودة الأول للمساندة الدفاعية، فكان هاني دائمًا يجد اثنين عليه: اللاعب المتقدم من أمامه سليمان كيكي، والمهاجم الذي يلعب في المساحات خلفه محمد توراي.
حتى المدافع الذي يلعب بجانب هاني وهو علي جبر كان في أسوأ أحواله في البطء في التغطية خلف زميله، والوصول للمهاجم محمد تواري سريعًا، وبالتالي كانت سيراليون تصل بسهولة لمرمى محمد الشناوي الذي أنقذ فرصة توراي، فيما تكفل القائم بإنقاذ فرصة أخرى لكيكاي.
ولأن منتخب مصر يلعب باثنين فقط في وسط الميدان "حمدي فتحي ومحمد النني"، كانت هناك زيادة عددية لسيراليون، ولم يجد النني الفرصة لمعاونة هاني، خشية ترك مساحات في الوسط وجعل حمدي فتحي بمفرده.
كيف أصلح فيتوريا الخلل؟
مع بداية الشوط الثاني، بدأ منتخب مصر يضغط بشكل أكبر، وجعل الكرة دائمًا في منتصف ملعب سيراليون.
ثم تدخل فيتوريا وعاد لطريقة 3-3-4، بالدفع بمروان عطية ومحمود حمادة على حساب زيزو وفتحي، وبالتالي أصبح هناك 3 لاعبين في وسط الميدان بالشكل التالي.
هنا لعب مروان عطية كمحور ارتكاز أمامه النني "يميل على هاني"، ومحمود حمادة على يسار الوسط يميل على حمدي، مع وجود صلاح على الجناح الأيمن، وبقاء ترزيغيه على الجانب الأيمن ومحمد كأرس حربة صريح.
مع عودة فيتوريا لطريقة 3-3-4، بات هناك لاعبون في الوسط في مساندة الطرفين، لكن رغم ذلك كانت هناك مساحات في بعض الفترات، وموقف لاعب ضد لاعبين أحيانًا مثل الكرة العرضية التي لعبها أوسمان كاكي وسددها أمبادو بكايوكو وأخرجها الشناوي ببراعة.
الدروس المستفادة
1. من حسن حظ منتخب مصر أنه ترجم الفرص التي سنحت له تقريبًا، لكن مباراة سيراليون شهدت ثغرات كبيرة، ومرة أخرى كان الشناوي هو بطل المباراة بإنقاذات كبيرة.
2. مصر استفادت من طرد واحد من أهم لاعبي سيراليون ولاعب ديربي كاونتي الإنجليزي تيريز فورنا، وهذا ما حد كثيرًا من فكرة الزيادة العددية على طرف هاني.
3. المباراة أقيمت على ملعب من العشب الاصطناعي، ونقل الهجمة ولعب كرات على الأرض لم يكن سلسًا بالنسبة لمنتخب مصر، فلجأ للعب بهجوم مباشر، لكنه ليس بمبرر لأنه ليس ملعب منتخب سيراليون.
4. نوعية المنافس مختلفة، سيراليون كان أفضل من جيبوتي، وكان أفضل على مستوى الفرص من منتخب مصر. منتخب مصر سيواجه أقوي فريقين غينيا بيساو وبوركينا فاسو، ويجب أخذ العبرة من الثغرات الدفاعية.
شارك:
أخبار ذات صلة
