كيف سيغير بيتكوفيتش وجه المنتخب الجزائري تكتيكيًّا؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-29 19:27
البوسني فلاديمير بيتكوفيتش يستعد لبدء تجربة جديدة مع المنتخب الجزائري (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

دخل المنتخب الجزائري رسميًّا حقبة ما بعد المدرب جمال بلماضي، بعد إعلان اتحاد الكرة اليوم الخميس، عن اتفاقه مع السويسري فلاديمير بيتكوفيتش ليكون مدربًا جديدًا، في انتظار انطلاقه في عمله قريبًا.

وسيعود بيتكوفيتش إلى ممارسة مهنة التدريب بعد توقف استمر لعامين كاملين، حيث كانت آخر تجربة له مع نادي بوردو الفرنسي، إذ لم يعمّر طويلًا، وتسبب في هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية، عكس ما كان الحال عليه قبل ذلك، حين حقق نتائج مميزة برفقة المنتخب السويسري.

عاش المنتخب الجزائري أكثر من 5 أعوام تحت قيادة بلماضي، أحرز خلالها لقب كأس أمم أفريقيا 2019 في مصر، قبل أن تتوالى الصدمات الواحدة تلو الأخرى، بدءًا من الإقصاء المبكر في "كان 2021" ثم الفشل في التأهل إلى مونديال 2022، وأخيرًا مغادرة كأس أفريقيا 2024 من الدور الأول.

لذلك، سيأتي صاحب الأصول الكرواتية إلى الجزائر، وآمال الجماهير معلقة عليه من أجل إعادة الكتيبة الخضراء إلى الطريق الصحيح، والعودة إلى معانقة الأمجاد الضائعة في الأعوام القليلة الماضية، فماذا سيجلب بيتكوفيتش معه إلى المنتخب الجزائري من أجل تحقيق أهدافه المسطرة في عقده؟

هل سيغيّر بيتكوفيتش طريقة لعب المنتخب الجزائري كليًّا؟

يلعب المنتخب الجزائري منذ سنوات طويلة بخطة 3-3-4 وهي الخطة التي تبناها بلماضي أيضًا خلال السنوات الماضية ونجح بها تارةً وأخفق أخرى؛ لكن بيتكوفيتش سيأتي إلى "الخضر" بنهج جديد مختلف عن سابقه، قياسًا بما أظهره خلال تجاربه التدريبية الماضية.

لن يجد المدرب الجديد أي مشكلات في تطبيق خططه على الملعب، بالنظر إلى الزاد البشري المميز الذي يتمتع به المنتخب الجزائري في مختلف المراكز، بحضور نجوم مخضرمين وآخرين شباب، يتألقون برفقة أنديتهم الأوروبية؛ يبدو أن كل المقومات حاضرة حتى ينجح بيتكوفيتش في تغيير الوجه "العابس" لمحاربي الصحراء.

عندما نلقي نظرةً عامةً على قائمة لاعبي "الخضر" يتضح أن معظمهم يتدربون تحت قيادة مدربين أوروبيين كبار، بتنوع أفكارهم التكتيكية والفنية، ما أسهم كثيرًا في نضجهم من هذا الجانب وتطورهم أيضًا، لذلك سيكونون مستعدين لاستقبال أفكار بيتكوفيتش وتطبيقها على الميدان بحذافيرها.

الاستحواذ واللعب الهجومي عبر طريقة 2-5-3

عُرِف بيتكوفيتش بصرامته، وبتفضيله خطة اللعب 2-5-3 ومشتقاتها، خلال تجاربه التدريبية الماضية، سواء مع منتخب سويسرا أو مع نادي لاتسيو الإيطالي وأخيرًا مع بوردو، وكان في كل مرة ينتج لعبًا جميلًا ويتفوق على جل منافسيه من حيث الاستحواذ على الكرة، فهل سيكرر ذلك مع "الخضر"؟

بالحديث عن هذه الخطة، فإن الجماهير الجزائرية ستعود قليلًا إلى الوراء، وبالتحديد إلى فترة المدرب المخضرم رابح سعدان، بين عامي 2007 و2010، حين نجح نجاحًا باهرًا بهذه الخطة، وتمكن من التأهل إلى كأس العالم 2010 على حساب المنتخب المصري القوي وبلوغ نصف نهائي كأس أفريقيا، رغم غياب نجوم بارزين في تلك الحقبة.

هذه المرة سيجد بيتكوفيتش مكونات الحصول على طريقة لعبه المفضلة في المنتخب الجزائري من دون شك، بلاعبين يمكنهم التأقلم مع هذه الخطة بسهولة، نظرًا لاعتيادهم عليها برفقة أنديتهم، سواء عبر خطة 2-5-3 أو 3-4-3 التي تبدو أكثر هجومية مقارنةً بالأولى.

في المباراة الشهيرة للمنتخب الجزائري أمام الكاميرون في تصفيات مونديال 2022 في دوالا، نجح بلماضي في ترويض "الأسود" في عقر دارها بخطة 2-5-3، حين استعملها بالشكل الصحيح، ونجح في توظيف لاعبيه بشكل مثالي؛ لكن ذلك لم يستمر طويلًا، حيث خسر "الخضر" في ملعب "مصطفى تشاكر" بعد أيام قليلة من المنافس ذاته باستعمال تلك الخطة، والسبب كان توظيفه السيئ لبعض اللاعبين، والنتيجة كانت الإقصاء.

بيتكوفيتش سيعمل من دون شك وفق طريقته المعتادة، لذلك سيتعين عليه التركيز على منح "الخضر" هوية لعب حقيقية، من خلال تطبيق الاستحواذ على الكرة بالشكل الصحيح الفعّال أمام المرمى، دون إهمال أهم عامل، وهو توظيف اللاعبين بشكل صحيح.

صاحب الـ60 عامًا هو مدرب يحسن التواصل مع لاعبيه داخل الميدان وخارجه، واتضح ذلك خلال تجاربه السابقة، وهذا الأمر كان غائبًا في الفترة الأخيرة عن المنتخب الجزائري وأحدث فجوة كبيرة بين اللاعبين والمدرب.

ماذا ينتظر بيتكوفيتش في 2024؟

تنتظر المدرب الجديد للمنتخب الجزائري تحديات مهمة خلال العام الجاري وما بعده، علمًا أن عقده سيكون ممتدًا حتى عام 2026، والبداية ستكون بلعب لقاءين وديين أمام بوليفيا وجنوب أفريقيا يومي 22 و26 مارس/ آذار المقبل ضمن دورة دولية ودية بالجزائر.

سيكون أول اختبار رسمي للمدرب السويسري في شهر يونيو/ حزيران القادم، حين يواجه منتخبي غينيا وأوغندا ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات أفريقيا لمونديال 2026، ثم سيتفرغ بعدها لتصفيات كأس أمم أفريقيا 2025، من خلال لعب 6 مباريات كاملة خلال توقفات "الفيفا" لأشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر على التوالي.

شارك: