كأس سيكافا أسير حرب في الصراعات السودانية 

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-06 15:56
اختطاف كأس سيكافا (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لم يكن مؤتمر جمعيات شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم (CECAFA) يعلم أن كأس البطولة التي فاز بها نادي المريخ السوداني ثلاث مرات في تاريخه أصبح غنيمة حرب في أيدي مليشيا الدعم السريع المسلحة في أول أسابيع الحرب في السودان، وأنها لم تكن كأس سيكافا نفسها التي كانت تجلس بكل مهابة على مجسم رخامي عملاق داخل صندوق زجاجي في مباني نادي المريخ السوداني تعلم أنها ستتعرض للاختطاف والسطو في خضم الحرب العبثية الحالية في السودان.

سامي عز الدين، كابتن فريق المريخ والمنتخب القومي الذي رحل عن دنيانا في العام 2005، لم يكن يعلم أيضًا أنه سيأتي على الناس في بلاد السودان يوم حرب يقتحم فيها جنود مليشيا الدعم السريع منزله وأحدهم يوثق بالفيديو اقتحامهم للمنزل وإشارته إلى الكؤوس التي تزين المنزل ويسميها "الأكواس" في إشارة واضحة لعدم دراية هؤلاء المجندين بتاريخ الكرة السودانية.

كابتن سامي عز الدين الذي كان قائدًا لفريق المريخ الفائز بكأس سيكافا في عام 1986، لم يكن يعلم يوما ما بأن المليشيا ستقتحم داره بعد رحيله وتستولى على ميداليات كأس سيكافا وميداليات كأس مانديلا، ثم تتوجه بعدها إلى استاد المريخ لتعتقل كأس سيكافا التي حملها من المطار مباشرةً بعد عودتهم بها من تنزانيا وتوجه بها إلى مباني القيادة العامة للجيش وقدمها بنفسه إلى المشير سوار الذهب، رئيس المجلس العسكري الانتقالي آنذاك.

مليشيات الدعم السريع مليشيا قبلية تتكون من أفراد بجنسيات مختلفة بعضها سوداني وبعضها من دول أخرى مثل النيجر وتشاد، وذلك حسبما صرّح الناطق الرسمي للجيش السوداني قبل أيام، وهي مليشيا لا علاقة لمنسوبيها بلعبة كرة القدم في مناطقهم الجغرافية ذات الطبيعة الرملية الصحراوية؛ لكن كأس سيكافا كانت أحد أهدافها.

نادي المريخ الرياضي السودان من أعرق الأندية السودانية -إن لم يكن أعرقها على الإطلاق- تأسس النادي في العام 1908 وكان يحمل آنذاك اسم فريق حي المسالمة، أحد أحياء مدينة أم درمان، ثم تحوّل لاحقًا في نوفمبر 1927 إلى الاسم الحالي نادي المريخ تيمنًا بالكوكب المعروف.

المريخ أول نادٍ سوداني يمتلك صحيفة واستادًا رياضيًّا، ولعب له العديد من اللاعبين المحترفين الأجانب ودربه العديد من المدربين الوطنيين والأجانب، وفاز بكأس سيكافا ثلاث مرات في أعوام 1986 و1994 و2014، وحتى تاريخ كتابة هذا الموضوع، كأس سيكافا غنيمة حرب في أيدي المليشيا ومصيرها ما زال غامضًا.

شارك: