كأس العالم لكرة القدم.. الولادة القيصرية
لم يكن إطلاق كأس العالم لكرة القدم أمرا سهلا، فقد عرف المونديال صعوبات وعراقيل لتنطلق النسخة الأولى بالأوروغواي سنة 1930 بعد ولادة قيصرية، ليتم إنجاب أول مولود كروي ويتبناه البلد المضيف منتخب السيليستي.
اللجنة الأولمبية ترفض
لم تكن اللجنة الأولمبية الدولية توافق على وجود كأس عالم لكرة القدم منفصلة، فبعد تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) سنة 1904 كانت هناك مساعٍ ومحاولات لتنظيم بطولة كرة قدم دولية مستقلة بذاتها خارج مظلة السلطة الأولمبية.
وشاركت في اجتماع الفيفا كل من سويسرا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وهولندا وإسبانيا والسويد؛ من أجل إقرار إقامة بطولة عالمية لكرة القدم.
لكن اللجنة الأولمبية الدولية رفضت خوفا من أن يُسحب البساط من تحتها ويسيطر الاتحاد الدولي لكرة القدم على اللعبة الأكثر شعبية، وتتأثر بالتالي هيمنة الألعاب الأولمبية القديمة والعريقة. كما أن اختلاف الرؤى والتصورات بين عدة بلدان حال دون ظهور كأس العالم بالسرعة اللازمة.
الأوروغواي شرف أول نسخة
وفي عام 1921 حرّك المحامي الفرنسي جول ريميه المياه الراكدة، حيث سعى بأن يطلق كأس العالم لكرة القدم، وبعد سبع سنوات عُين على رأس الفيفا وتمت الموافقة على إنشاء أول نسخة من بطولة كأس العالم، وسميت آنذاك بكأس النصر، واشتُرط وجود جائزة ثمينة تقدم للمنتخب الفائز بالبطولة العالمية.
تقدمت بلدان عدة لاستضافة المونديال لكن الأوروغواي استفادت من عوامل؛ أبرزها أنها كانت حامله للميداليتين الذهبيتين الأولمبيتين في اختصاص كرة القدم سنتي 1924 و1928، كما أن الأوروغواي عرضت على المشاركين الأوروبيين تحمل نفقات سفرهم وإقاماتهم.
كما أن البلدان الأوروبية التي قدمت ترشحها للاستضافة وهي إسبانيا وإيطاليا والسويد وهولندا والمجر، كانت تعيش أزمات اقتصادية بسبب خروجها من الحرب العالمية الأولى منهكة ماليا واقتصاديا، ولا ننسى أن الأوروغواي كانت تحتفل بـ 100 سنة عن كتابة أول دستور لها، فهذه العوامل وغيرها مهدت الطريق للأوروغواي لتنال شرف أول نسخة من المونديال.
السيليستي لا يفوّت الفرصة
وكانت الفرصة مواتية لمنتخب السيليستي لينال أول لقب مونديال له، فالأوروغواي تلعب أمام جماهيرها، ولها منتخب قوي استطاع الفوز بالميداليتين الذهبيتين الأولمبيتين.
وجرت أول مباراة لكأس العالم لكرة القدم بين فرنسا والمكسيك فاز بها الديوك برباعية مقابل هدف وحيد سجله اللاعب لوسيان لوران ليسجل أول هدف في تاريخ المونديال. كما فازت الولايات المتحدة الأمريكية بثلاثية نظيفة على بلجيكا.
لقطات من المباراة النهائية لمونديال 1930
وكان لفرنسا الشرف أيضا بدخولها السجل العالمي بفضل حارسها أليكس تيبو الذي تصدى لأول ركلة جزاء في تاريخ المونديال كانت أمام تشيلي، ومن الطريف أن فرنسا خسرت تلك المباراة بهدف لصفر.
وجمع الدور النهائي المنتخب المضيف الأوروغواي بـالأرجنتين على ملعب سنتياناريو بالعاصمة مونتيفيديو، فطغى اللون الأزرق على اللقاء، لكن أزرق المستضفين حسم الأمور لصالحه برباعية كاملة مقابل هدفين لأجداد مارادونا وميسي أمام حشد كبير من الجماهير بلغ أكثر من 90 ألف متفرج، لتنال الأوروغواي شرف التنظيم وشرف حصد أول لقب عالمي لكرة القدم في أول كأس عالمية.
شارك:
أخبار ذات صلة
