قصص مونديالية.. عقدة خروج المنتخب البطل من الدور الأول

2022-04-06 12:37
منتخب ألمانيا ودّع مونديال روسيا 2018 من دور المجموعات رغم تتويجه بلقب 2014 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عرف تاريخ نهائيات كأس العالم العديد من الظواهر التي يمكن العودة لها مع إقامة الحدث الكبير كل أربع سنوات، من خيبات المباريات الافتتاحية، إلى ظهور الأحصنة السوداء، مروراً ببرزوغ نجوم جديدة، ولكن لعل أحد أكبر الظواهر تتمثل بخروج "حامل اللقب" من الدور الأول في البطولة التالية لتتويجه.

ولعل الأمثلة القريبة لا تنفك تغادر أذهان المشجعين مع اقتراب الحدث المنتظر، عندما تستضيف قطر نهائيات كأس العالم 2022. إسبانيا 2014، المانيا 2018، والآن فرنسا التي ستأتي حاملة للقب، فهل ستشهد ملاعب قطر تواصل هذه الظاهرة الغريبة، لـ"ديوك" فرنسا وهي التي تملك منتخبا يمكن ترشحيه للفوز باللقب مرة ثانية على التوالي. في التقرير نقرأ ظاهرة إقصاء الأبطال من الدور الأول ونحاول تحليل أسبابها. 


السنغال تطرد فرنسا مبكراً من مونديال 2002


دخل منتخب الديوك الفرنسية المونديال الآسيوي في كوريا/ اليابان 2002 منتشياً بتحقيقه أول ألقابه عام 1998 بقيادة زين الدين زيدان، أوقعت القرعة الديوك في المجموعة الأولى التي ضمّت أيضاً كلاً من الدنمارك والأوروغواي والسنغال التي سجلت حضورها لأول مرة في كأس العالم.
 

وفي مفاجأة مدوية فاز منتخب "أسود التيرانغا" على بطل العالم 1-0، ومن المفارقات أن مدرباً فرنسياً قاد السنغال للفوز وهو برونو ميتسو، ومن المفارقات الأخرى أن ميتسو واللاعب بابا ديوف صاحب هدف الفوز فارقا الحياة ولم يُكتبْ لهما حضور مونديال قطر.

ملخص فوز السنغال على فرنسا في افتتاح نهائيات كأس العالم 2002


وكانت فرنسا قد تأهلت آلياً دون خوض التصفيات، ومنذ تلك النسخة أصبح البطل يخوض التصفيات مثل أي منتخب آخر، لكن خلافاً لكل التوقعات ظهر منتخب "الديوك" بمستوى مفاجئ وكارثي، حيث بدأ مشواره بالسقوط (0-1) أمام السنغال، ثم تعادل (0-0) مع أوروجواي، قبل أن يخسر (0-2) أمام الدنمارك، ليودع المونديال بطريقة مخجلة، وفي جعبته نقطة وحيدة متذيلاً ترتيب المجموعة، دون أن يسجل أي هدف، وهو المدجج بالنجوم.

إيطاليا تشرب من نفس الكأس وتودع كأس العالم 2010 مبكرا


منتخب "السكوادرا أزورا" صاحب الصولات والجولات، جاء الى جنوب أفريقيا للدفاع عن لقبه الذي حققه في ألمانيا في نسخة 2006، وكانت الترشيحات تصب في مصلحته؛ لكن حدث ما لم يكن في الحسبان. رغم وقوع "الطليان" في مجموعة سهلة ضمّت إلى جانبهم كلاً من باراغواي ونيوزيلندا وسلوفاكيا، فإن كانافارو وزملاءه رسبوا في اختبار سلوفاكيا التي فازت 3-2 لتخرج إيطاليا، وتودع الأخيرة كأس العالم وسط دهشة عشاق الكرة.

ماخص خسارة إيطاليا (2-3) أمام سلوفاكيا في نهائيات كأس العالم 2010

وشربت إيطاليا من نفس الكأس الذي شربت منه فرنسا في 2002، وحتى المنتخب الفرنسي الذي بلغ نهائي مونديال 2006، خرج بفضيحة في نسخة جنوب أفريقيا، وتمرد اللاعبون بقيادة نيكولا أنيلكا على المدرب ريمون دومينيك؛ لتعيش الكرة الفرنسية فضيحة غير مسبوقة.


إسبانيا تعيش الصدمة في مونديال 2014


يتكرر مشهد خروج البطل من الدور الأول، وهذه المرة في النسخة التي أقيمت في البرازيل 2014، وعاش الشارع الرياضي الإسباني ليلةً حزينةً عندما خرج "لاروخا" من المونديال ليخسر اللقب الذي حققه في جنوب أفريقيا، وممّا زاد من غضب الشارع الرياضي تعرُّض إسبانيا لهزيمتين متتاليتين أمام كلٍّ من هولندا 1-5 وتشيلي 0-2.

ملخص سقوط إسبانيا (1-5) أمام هولندا في نهائيات كأس العالم 2014


واعتبر المدير الفني ديل بوسكي أن يوم الخروج من المونديال هو "يوم حزين" لإسبانيا بأكملها. وحقق منتخب إسبانيا تحت قيادة ديل بوسكي كأس العالم 2010 وكأس الأمم الأوروبية 2012، بعد أن حقق المنتخب نفسه بطولة كأس الأمم الأوروبية 2008 تحت قيادة لويس أراغونيس.


خروج مفاجئ لألمانيا في مونديال 2018


منتخب "المانشافت" كان يحظى بأكبر الترشيحات عندما جاء إلى موسكو من أجل الدفاع عن اللقب الذي حققه في البرازيل 2014، وهي النسخة التي شهدت منتخباً ألمانيّاً مرعباً لَقّن البرازيل درساً قاسياً لا ينسى بفوزه في نصف النهائي 7-1 لتصبح "وصمة عار" في تاريخ منتخب البرازيل.


وفقد المنتخب الألماني لقبه كبطلٍ للعالم، بخسارته 0-2 أمام كوريا الجنوبية في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة في مونديال روسيا. وتلقى الألمان خسارتهم الثانية في الدور الأول مقابل فوز وحيد، ليخرجوا من الدور الأول للمرة الأولى منذ العام 1938، علماً بأن الدور الأول حينها كان يُلعب بنظام خروج المغلوب.

ملخص سقوط ألمانيا 0-2 أمام كوريا الجنوبية في نهائيات كأس العالم 2014


وبرزت 4 أسباب لخروج الألمان بهذه الطريقة من المونديال، وهي: الثقة الزائدة للألمان حاملي اللقب، وحفاظ المدرب يواكيم لوف على نفس التشكيلة التي أحرزت كأس العالم 2014 رغم وجود بدائل من العناصر الواعدة التي لم يستخدمها إلّا بشكل طفيف للغاية، وإصرار المدرب على الاستحواذ على الكرة دون فاعلية تُذكَر في منطقة الهجوم، فضلاً عن افتقاد الفريق هدافاً ينهي الفرص.


أسباب الخروج المبكر لأبطال كأس العالم


ويذهب المحللون إلى أن المنتخبات الأوروبية عادةً ما تسقط في فخ الخروج المبكر؛ لأنها لا تجيد اللعب خارج ملاعب القارة الأوروبية، ففرنسا على سبيل المثال سقطت في اليابان، وإسبانيا سقطت في البرازيل، بينما سقطت إيطاليا في جنوب أفريقيا. وتختلف الأجواء في هذه الدول كثيراً عن أجواء ملاعب أوروبا كما أن عاملَي الثقة المفرطة والشحن الزائد يلعبان دوراً كبيراً في خروج أبطال العالم من الدور الأول.

شارك: