ظواهر ومفارقات غريبة من حفل قرعة كأس أمم أفريقيا 2023
شهد حفل قرعة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم, الذي أُقيم، اليوم الخميس، في حديقة المعارض بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، ظواهر ومفارقات تنوّعت بين الكلاسيكيات التي اعتاد عليها المتابعون مع كل حفل قرعة في القارة السمراء من جهة، وبعض المستجدّات الإيجابية التي صبّت في مصلحة هذا الحدث الكبير من جهة أخرى.
ويعتبر حدث القرعة هو الأهم، قبل الحدث الأبرز المتمثل في إقامة النسخة الرابعة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية على أرض "الأفيال" خلال الفترة الممتدة من 13 يناير إلى 11 فبراير 2024 من العام القادم.
ويستعرض هذا التقرير من winwin أبرز الظواهر والمفارقات التي تميز بها حفل قرعة كأس أمم أفريقيا 2023.
سلبيات كلاسيكية وأخرى مُستحدَثة
من الوقائع السلبية التي باتت بمثابة عادات راسخة في حفلات قرعة "الكان" الرسمية، طول مدة الحفل نفسه، حيث يستمرّ بالساعات، وهو ما يضفي نوعًا من الملل والرتابة بين جموع الحاضرين، أو حتى على مستوى النقل التليفزيوني، حيث تعجز أغلب القنوات الناقلة عن استكمال فقرات الحفل كاملة.
والشيء الملاحظ أنّ المنظّمين -ولا سيما في أفريقيا السمراء- يخلطون بين فقرات حفل القرعة وحفلات الافتتاح والاختتام للمسابقة، حيث يضعون في البرنامج العام للحفل عددًا من الوصلات الغنائية المطوّلة والعروض الراقصة، مع استعراضٍ لبعض اللوحات التي تعكس ثقافة البلد المستضيف، وهو بالشي الذي لا نراه في قارات أخرى. يبقى أن نقول إنّ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وَفيٌّ لتقاليده في هذا الجانب.
ومن نقاط الضعف والخلل المستحدثة، والتي برزت بكل تجلياتها في حفل هذا اليوم، غياب ممثلي العديد من المنتخبات المشاركة بسبب انشغال عدد من مدربيها بمواعيد الفيفا، التي تخوض فيها المنتخبات مباريات ودية وتحضيرية مهمة خلال فترة التوقف الدولي.
ويُعَدّ تاريخ القرعة خللًا إستراتيجيًّا في البرمجة، إذ لم يختر القائمون على الحفل الموعد الأنسب الذي يضمن حضور كافة أو أغلب مدربي المنتخبات، وتجنُّب هذا الغياب اللافت والمحرج للمنظّمين في الآن ذاته.
إيجابيات لها وزنها
صورة حفل القرعة في "كوت ديفوار" لم تقتصر على الجوانب القاتمة وحسب، فالإيجابيات أيضًا وجدت لها مكانًا مهمًا من خلال بعض الظواهر، ولعل أهمّها في نسخة بلاد العاج، الإعلان المبكّر عن الكرة الرسمية للبطولة.
نذكر في هذا السياق، تأخّر الكاميرون مستضيفة نسخة 2021 في الكشف عن الكرة حتى الأسبوع الأخير الذي سبق البطولة، في حين تمّ الكشف عنها في نسخة 2019 بمصر قبل ثلاثة أسابيع، وهي مواعيد متأخرة لا تسمح للمنتخبات ولاعبيها بالتعوّد على الكرة قبل خوض غمار المسابقة.
من الإيجابيات المهمة أيضًا -التي تخفي بين طيّاتها اعتزازًا بالانتماء إلى القارة السمراء- حضور عدد من أسماء الصف الأول، وهو ما دأب عليه هؤلاء النجوم، وكان نصيب كوت ديفوار هذه المرة أسماء لامعة، يتقدّمها فخر الأمة المحلية وأسطورتها الخالدة، ديدييه دروغبا، علاوة على المغربي أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، والنيجيري جون أوبي ميكيل النجم السابق لـ"النسور الخضر"، وساديو ماني قائد منتخب السنغال ومحترف النصر السعودي.
بدورها، مسألة توظيف النجوم العالميين لإلقاء الضوء أكثر على هذا الحدث، تعتبر أمرًا ذكيًّا وإيجابيًّا من المنظّمين، ويمثّله في هذا السياق، حضور المحب الكبير لكرة القدم الأفريقية، النجم والفنان السنغالي العالمي، آيكون، الذي يعتبر المروّج الرئيسي لمشروع (آيكون يُضيء أفريقيا)، والذي يهدف إلى استخدام الطاقة الشمسية لمساعدة بلدان القارة في تلبية احتياجاتها من الكهرباء.
إيجابية أخيرة ومهمة تُحسَب للقائمين على الكرة الأفريقية، والتي تتمثّل في النجاح في ترويج بث حفل القرعة في أكثر من 50 دولة حول العالم، بالإضافة إلى تمكين ملايين المشاهدين من متابعة الحدث على قناة "كاف" الرسمية على "يوتيوب" CAF TV، وهو ما يعدّ سياسية محنّكة هدفها استقطاب أكثر عدد من المتابعين.
شارك:
أخبار ذات صلة
