ريغوبير سونغ.. "أسد" يحمل آمال الكاميرون

2022-11-08 18:14
ريغوبير سونغ المدير الفني لمنتخب الكاميرون لكرة القدم (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تأهل ريغوبير سونغ، المدير الفني لمنتخب الكاميرون، بمعجزة في الثانية الأخيرة، رفقة بلاده لنهائياتكأس العالم قطر 2022، لتستمر المفاجآت في لعب دور البطولة داخل حياته الكروية، لاعبا ثم مدربا.

في مباراته الثانية على رأس الإدارة الفنية لمنتخب بلاده، نجح سحر سونغ مرة أخرى، في الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر، بهدف من كارل توكو إيكامبي، ليهزم الجزائر (2-1 بعد التمديد)، بعد ثلاث دقائق فقط من هدف التعادل الجزائري، فعوّضت الكاميرون الخسارة 0-1 ذهاباً، ولحقت بركب المتأهلين إلى العرس العالمي.

"غران مانيان"، (التي تعني الأخ الأكبر بلغة ريغوبير الأم) أنقذ البلد مرة أخرى، ويشرح مدربه المساعد الفرنسي سيباستيان مينييه قائلاً: "ريغو هو رمز للقائد. في الكاميرون إنه "الخالد" بعد ما حدث له".

عندما أصيب المدافع العملاق بسكتة دماغية عام 2016، تجمعت دولة بأكملها من أجل الصلاة له فاستعاد عافيته، واليوم وهو في سن السادسة والأربعين، بات سونغ الشخصية الرائدة في حملات صحة القلب في بلده، كما يتم نشر صورته وضفائر شعره في جميع أنواع الإعلانات في شوارع ياوندي أو دوالا. باختصار، القائد السابق للمنتخب هو مؤسسة.

أرقام قياسية

يحمل سونغ الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية كلاعب مع الأسود غير المروضة (137 مباراة)، وهو أيضًا اللاعب الوحيد الذي شارك في ثماني نهائيات لكأس الأمم الأفريقية (فاز مرتين في عامي 2000 و2002).

مدافع قوي وقتالي، كما أنه اللاعب الأوّل الذي طُرد مرتين في نهائيات كأس العالم، قبل أن ينضم إليه الفرنسي زين الدين زيدان. لقد رأى سونغ اللون الأحمر ضد البرازيل في سن السابعة عشرة في مونديال الولايات المتحدة عام 1994، قبل أن يحصل على بطاقتين صفراوين في المباراة ضد تشيلي، في الجولة الثالثة (الأخيرة) من الدور الأول لمونديال فرنسا عام 1998.

أخيرًا، يحمل سونغ مع مواطنيه وزميليه السابقين؛ صامويل إيتو، الذي أصبح رئيسًا له، على رأس الاتحاد الكاميروني للعبة، وجاك سونغو، الرقم القياسي في مرات المشاركة بنهائيات كأس العالم للاعبي أفريقيا (4 مرات).

وروى سونغ لموقع الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" في عام 2020، قائلاً: "مشاركتي في أربع نسخ من كأس العالم تجعلني أشعر بالفخر أكثر". وأضاف: "أعرف العديد من اللاعبين أصحاب السمعة الجيدة الذين يرغبون في تقديم كل شيء من أجل اللعب في نسخة واحدة".

لم يعرف ريغوبير والده "بول سونغ"، الذي تُوفي بعد بضعة أشهر من ولادته في الأول من يوليو/ تموز 1976 في قريته نكينغليكوك، وتكلفت والدته برناديت بتربيته.

المعاناة في الطفولة

قال سونغ لموقع "كاميلون" الكاميروني: "لقد كانت فترة صعبة، كنا كثيرين نعيش في غرفة واحدة، ولكي أدفع ثمن إيجاري للغرفة، كان يتعين عليّ ملء برميل ماء بسعة 200 لتر كل صباح".

كبر سونغ في حي "إيسوس" في العاصمة ياوندي. وهو صغير كان قائدا لفريق كرة القدم في هذه المنطقة، لقد أخرجته كرة القدم من حالة عدم الأمان، عندما انضم إلى مدرسة كرة القدم الشهيرة في مصانع الكاميرون، والتي تخرج منها إيتو وجيريمي نجيتاب وبيار ووميه أيضًا.

منذ سن الخامسة عشرة، انضم إلى فريق ريد ستار بانغو في الدرجة الثانية، لكسب بعض المال ومساعدة والدته، في تجربة صعبة، وشرح سونغ وضعه وقتها قائلا: "لقد أكلت الحجر". وأوضح مدربه في ميتز ولانس الفرنسيَين، جويل مولر، أن "صفته الأولى هي شجاعته. إنه قوي جدا نفسياً".

في سن السادسة عشرة، انضم إلى تونير ياوندي، أحد أكبر الأندية في البلاد، واكتشف المنتخب الوطني، وكأس العالم 1994، وهو في سن السابعة عشرة فقط. وكان مفاجأة التشكيلة التي استدعاها المدرب الفرنسي هنري ميشيل للمشاركة في نهائيات كأس العالم 1994، وعلق قائلاً "تمثيل منتخب بلدي فخر كبير".

لخص مشواره قائلاً: "أحب الكاميرون. عندما أرى رمزًا يمثل الأمة، أرتجف ليس من الخوف، ولكن من القوة". لقد دافع سونغ لمدة 17 عامًا عن الألوان الخضراء لمنتخب بلاده، والتي يخدمها الآن بطريقة مختلفة؛ من مقعد المدير الفني؛ آملا أن يحقق إنجازا كاميرونيا جديدا في المونديال، على غرار ما حدث في نهائيات 1990، حينما بلغ فريق روجيه ميلا الدور ربع النهائي.

شارك: