ريال مدريد يتجاوز ألمانيًا أزرق.. أيذكرك هذا السيناريو بشيء؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-03-07 02:10
من مباراة ريال مدريد ولايبزيغ - دوري أبطال أوروبا (X / realmadridarab)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كما هو متوقع، نجح ريال مدريد الإسباني في العبور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب لايبزيغ الألماني بعد التعادل بهدف في كل شبكة في مباراة الإياب التي جرت على ملعب سانتياغو برنابيو، ليستفيد النادي الملكي من فوزه ذهابًا في ألمانيا بهدف نظيف.

لكن ما لم يكن متوقعًا هو سيناريو التأهل الذي كان قيصريًّا بعدما قدّم ريال مدريد مباراةً أقل من المتوسط، في حين كان لايبزيغ الطرف الأفضل خلال أغلب فترات المباراة، بعدما تفوّق بوضوح في الشوط الأول واقتسم الأفضلية مع ريال مدريد في الشوط الثاني أو ربما مالت إليه قليلًا.

المباراة تُذكّر كثيرًا بمباراة أخرى شهيرة جرت بين ريال مدريد وفريق ألماني ارتدى اللون الأزرق وهو شالكه، ووقتها انتصر ريال مدريد 2-0 في ألمانيا ليتخيل الجميع أن ريال مدريد قد ضمن تأهله؛ لكن شالكه عاد وقدم مباراة استثنائية في البرنابيو وفاز 4-3، وكاد أن يسجل هدف التأهل في الدقائق الأخيرة لولا تصديات استثنائية من حارس ريال مدريد الأسطوري إيكر كاسياس.

وصحيح أن هدفًا ثانيًا من لايبزيغ –الذي ارتدى الأزرق احتياطيًا هذه المرة- عبر داني أولمو من كرته التي اصطدمت بالعارضة لم يكن ليؤهل لايبزيغ تلقائيًا؛ لكن السيناريو كان مثل "الديجا فو Deja vu" وهي لفظة فرنسية تصف  فرضية مفادها رؤية شيء ما تشعر وكأنك قد شاهدته من قبل.

نهج غريب

دخل كارلو أنشيلوتي المباراة بتشكيلة 4-4-2 مكونة من 4 لاعبي وسط هم: توني كروس وتشواميني وكامافينغا وفالفيردي، بالإضافة إلى جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور في الأمام.

الاعتقاد السائد كان أن المدير الفني الإيطالي يهدف إلى السيطرة على الكرة من خلال زيادة عدد لاعبي الوسط مع قتل أي إمكانية لسيطرة المنافس على منتصف الملعب بهذه الكثافة العددية المدريدية.

لكن ما شاهدناه في المباراة هو أن ريال مدريد لم يكثّف لاعبي الوسط في العمق، بل لعب أنشيلوتي بخط وسط رباعي تقريبًا على خط واحد كما تراجع كثيرًا للخلف؛ فدانت السيطرة للضيوف الألمان.

النظرية الوحيدة المنطقية لهذا التراجع المخيف لريال مدريد هو أن أنشيلوتي كان يعرف أن ريال مدريد ربما لا يستطيع اللعب بنسقٍ هجومي عالٍ لمدة 90 دقيقة بعد مباراة قوية عصيبة في الميستايا تأخر فيها بهدفين وقضى أغلب الوقت لتعويضهما، وأن "كارليتو" يدّخر مجهود فريقه للشوط الثاني الذي سيضرب فيه بقوة.

غير ذلك، فإن ما فعله أنشيلوتي كان لعبًا كبيرًا بالنار، فقد كان تراجع ريال مدريد غير منظم، وغير قادر على إغلاق المنافذ أمام لايبزيغ الذي امتاز بالجرأة وتنويع طرق الهجوم.

كما لم يساعد نهج أنشيلوتي وتكتيكه في تنفيذ هجمات مرتدة خطيرة لريال مدريد، فالملكي كان يلعب بجناح واحد هو فينيسيوس، وليس هناك جناح ثانٍ يوازيه في الجانب الآخر؛ لذلك تمت محاصرته في غالبية اللقطات.

تلك النظرية تم تدميرها في الشوط الثاني الذي لم يتمتع ريال مدريد بأفضلية كبيرة خلاله.. صحيح أن الريال تحسن مستواه كثيرًا مقارنةً بالنسخة الرديئة التي كان عليها في الشوط الأول، إلّا أن الفريق لم يسيطر على اللقاء رغم فارق الجودة والأسماء.

مباراة استثنائية ضد ريال مدريد

في المقابل، كان لاعبو لايبزيغ يقدمون مباراة استثنائية في أغلب مناحيها. هدوء غير مصحوب بالبطء.. سرعة غير مشوبة بالتسرّع، والأهم، تمريرات أمامية غاية في الدقة كانت تكسر خطوط ضغط ريال مدريد بشكل مزعج جدًا للإسبان.

عثر لايبزيغ على ثغرات في خط وسط ريال مدريد رغم كثرة لاعبيه، وفي الشوط الثاني وجد مدربهم مارك روزه ضالته في ثغرة تكشّفت من خلال عدم قدرة جود بيلينغهام على الارتداد بسرعة وتقديم نفس الدور الذي يقدمه فيديريكو فالفيردي على الجانب الأيمن، وكان على أنشيلوتي تحريك تشواميني للجانب الأيسر ليغطي تقدم الدولي الإنجليزي.

كان روزه سعيد الحظ بوجود عددٍ من اللاعبين الذي يقدمون مستوى استثنائيًا مثل المدافع أوربان الذي سجل هدف التعادل وهايدارا في خط الوسط الذي أمطر وسط ريال مدريد بتمريرات أمامية جريئة، وكذلك كان تشافي سيمونز والظهير الأيمن فريدريكس على قدر مستوى المباراة، وصحيح أن الرعونة صاحبت داني أولمو؛ لكنه قدم مباراة جيدة هو الآخر.

ملخص مباراة ريال مدريد ولايبزيغ (1-1)

لكن مَن قدّم مباراة ممتازة وكان سلاحًا مؤثرًا جدًا للألمان هو الظهير الأيسر ديفيد روم الذي كان مفتاح لعب كبيرًا للايبزيغ، وتحلت عرضياته بدقة شديدة، ولم يُثنِهِ عن التقدم إلى الأمام محاولات كارفاخال وفالفيردي لاحتواء خطورته التي لم تتوقف عند حد صناعة هدف فريقه الوحيد.

مهارات فردية عظيمة

في النهاية، فإن ما منح ريال مدريد مفتاح التأهل هو المهارات الفردية الممتازة لعددٍ من لاعبيه .. هدف التقدم كانت فيه لمحات مميزة بدأت بقطع الكرة من جانب توني كروس صاحب المستوى الممتاز في الفترة الماضية، ثم انطلاقة جود بيلينغهام وتمريرة ساحرة بلورت تحركًا غايةً في الذكاء من فينيسيوس جونيور الذي سدد بنجاح دون النظر للمرمى.

كما أن لونين ما يزال يقدم أوراق اعتماده للسيطرة التامة على مركز حراسة المرمى، وستكون قاسية مشاهدته يعود إلى دكة الاحتياط عندما يرجع كورتوا من الإصابة، في حين كان احتفال روديغير بإخراج كرة خطيرة من لايبزيغ إلى ركنية يعكس روحه القتالية الكبيرة وإصلاحه الكثير من أخطاء التغطية في الدفاع المدريدي.

تأهل ريال مدريد بشكل لا يثير طمأنينة محبيه؛ لكن ربما يكون عزاؤهم الوحيد هو أن الفريق يقدم مستوى جيدًا جدًا في غالبية المباريات المهمة، ويبدو أن مشكلة الفريق الرئيسية اليوم أنه ظنّ أنها مواجهة محسومة، وبالتالي لا تتمتع بالأهمية اللازمة؛ لكن رعونة أوبيندا وسوء توفيق أولمو وتألق لونين جعلت الأمور تمر على خير لحامل لقب البطولة في 14 مناسبة سابقة.

شارك: