خريبين البطل المعلوم.. فمن كان البطل المجهول في تأهل سوريا؟
حقق المنتخب السوري إنجازًا تاريخيًا ببلوغه دور الـ16 من بطولة كأس آسيا 2024 من بين أفضل الثوالث عقب الفوز على الهند بهدف نظيف (1-0) سجله المهاجم عمر خريبين.
وهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها سوريا إلى مرحلة خروج المغلوب بعد إخفاقها في مشاركتها الستة السابقة، حيث افتك السوريون الفوز على منتخب الهند الذي لعب مباراة مغلقة للغاية.
الأزمة الهجومية لسوريا
سجل منتخب سوريا أول هدف له في البطولة في 3 مباريات، وفي المباريات التي خاضها المنتخب سدد اللاعبون 5 تصويبات على المرمى فقط وهي أقل حصيلة من بين المنتخبات التي خاضت كل مباريات دور المجموعات برفقة الهند.
حصيلة هجومية لا تليق بمنتخب سوريا، وذلك رغم من أن منتخب سوريا يلعب على الورق بطريقة 2-4-4 بوجود اثنين من المهاجمين؛ لكن الأمر لا يتعلق بالطريقة أكثر مما يتعلق بالتوظيف والمهام.
فمهام أجنحة سوريا -خاصة في المباريات السابقة- كانت مهامَّ دفاعيةً بحتةً، عندما يتحرر الطرفان أكثر سواء عمار رمضان أو محمود الأسود.
قيمة عمر خريبين
لم يسدد أي لاعب مهاجم في سوريا أكثر من تصويبة واحدة على المرمى، وتصويبة عمر خريبين جاءت ببطاقة التأهل.
قيمة عمر خريبين تأتي في قدرته على الحسم وتنشيط الهجوم في كل مرة يشارك فيها؛ لأنه لا ينتظر الكرة فحسب داخل منطقة الصندوق، بل كان يخرج طلبًا للكرة، ثم يتحرك ويتعاون مع زملائه.
الهدف الذي سجله خريبين، جاء بعد التحرك إلى خارج المنطقة وطلب الكرة، ثم الدخول مرة أخرى، لذلك فإن اللاعب لمس الكرة في منطقة الجزاء 9 مرات خلال المباريات الثلاثة بدور المجموعات (82 دقيقة)، وهي نسبة كبيرة علمًا أن أكثر لاعب من سوريا لمس الكرة في منطقة الجزاء للخصم هو بابلو صباغ بواقع 13 مرة في 180 دقيقة.
خريبين لعب وهو غير مكتمل اللياقة البدنية بسبب الإصابة، وسيأمل المدرب هيكتور كوبر أن يكون في أتم جاهزية قبل خوض مباراة دور الـ16 القادمة، لكن فكرة إجلاس اللاعب بديلًا مرة أخرى ستكون بلا معنى أمام الأزمة الهجومية التي تعاني منها سوريا.
البطل المجهول
سيكون خريبين ملء السمع والأبصار عقب تأهل منتخب سوريا إلى الدور القادم في إنجاز تاريخي كونه صاحب هدف الحسم.
لكن هناك جُنديًا مجهولًا في هذا التأهل تجدر الإشارة إليه، وهو لاعب الوسط، جليل إلياس، الذي أحيا الكرة التي جاء منها هدف الفوز.
قتالية جليل إلياس على الكرة تُحسب له بالتحام أرضي "نظيف" واستماتة على كرة كانت مع لاعب الهند حتى اقتنصها، واكتملت.
نجح جليل في كل التحاماته، ويجل القول إنه أكثر لاعب في منتخب سوريا نجح في استخلاص الاستحواذ من الخصوم بواقع 20 مرة خلال 3 مباريات.
الانضباط الكبير للاعب وقدرته على قطع الكرات، ربما لا يلاحظها أحد؛ لكنها هي التي صنعت هدف الفوز.
شارك:
أخبار ذات صلة
