حقيقة اتهام لاعبي المغرب بإضعاف موقف حمد الله أمام جورجيا

2022-11-18 23:56
الدولي المغربي عبد الرزاق حمد الله (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

اعتبرت فئة واسعة من الجماهير المغربية، أن لاعبي منتخب المغرب تعمّدوا إضعاف موقف زميلهم عبد الرزاق حمد الله، بأول ظهور له في صفوف "أسود الأطلس" بعد غياب دام لثلاث سنوات، خلال دخوله في الشوط الثاني من المباراة الودية التي جمعت المغرب بمنتخب جورجيا في الشارقة الإماراتية، يوم الجمعة، استعدادًا لخوض مونديال كأس العالم 2022.

وانهالت تعليقات رواد التواصل الاجتماعي في المغرب، بتقديم تهم للاعبين بتجنب تمرير الكرة إلى حمد الله مهاجم الاتحاد السعودي، رغم تمركزه بشكل جيد في أكثر من مناسبة خلال المباراة، معتبرين أنهم يتعاطفون مع زميلهم "القديم" يوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني، ولا يرغبون في تألق حمد الله في مباراة جورجيا حتى لا ينتزع الرسمية منه خلال مباريات كأس العالم التي تنطلق الأحد المقبل.

مهاجم وهمي

ورفض المدرب المغربي إدريس عبيس، المتخصص في التحليل الفني للمباريات، ما ذهب إليه رواد منصات التواصل الاجتماعي حول علاقة حمد الله بزملائه، وقال إن مهاجم الهلال قدّم مردودا طيبا طيلة الدقائق التي خاضها برفقة المنتخب المغربي في مباراة جورجيا، وتمكن من الحصول على ضربة جزاء سجل منها سفيان بوفال لاعب أنجي الفرنسي الهدف الثاني للمغرب.

وأوضح عبيس، في تصريح خاص لـ"winwin": "في الكثير من الاحيان يعتمد المدربون على مهاجم وهمي من أجل تمويه خط دفاع الفريق المنافس، وهو الدور الذي قام به حمد الله، لا سيما إذا كان المهاجم يمتلك سمعة قوية، تجبر الدفاع على تخصيص حراسة لصيقة به من قبل مدافع أو مدافعين، ما يعطي المساحات لزملائه لبلوغ المرمى".

وأوضح عبيس أن هذا الأسلوب أثبت نجاعته في الكثير من المباريات، إذ أدى حمد الله الدور على أكمل وجه بالنظر إلى تحركاته الجيدة وتمركزه بشكل مثالي، جعل مدافعين جورجيين يتابعونه عن كثب، ما سمح لزملائه في خط الهجوم بالحصول على مساحات إضافية وحرية في بناء العمليات الهجومية.

من جهته، قال الإعلامي الرياضي المغربي محمد بن عبو، إن كلام بعض المشجعين بخصوص حمد الله وظهوره في مباراة جورجيا، يعد نظرية "غريبة وشاذّة" يناقشها بعض محبي مهاجم الاتحاد السعودي.

وأضاف في تصريح لـ"winwin"، أن الترويج لهذه الفكرة في هذا التوقيت هو خطأ كبير، من شأنه التأثير على لُحمة المجموعة وعلى أجواء المنتخب المغربي الذي بات على بُعد أيام قليلة من دخول غمار المونديال.

وأوضح بن عبو أن ما يدّعيه المشجعون يصبح أكثر وجاهة حينما يقوم بها لاعبون عمروا طويلا في فريق ما ضد لاعب جديد، يخافون أن يسرق منهم الأضواء، أو أن يأخذ مكان زميل "قديم" لهم.

وتابع: "في منتخب المغرب وخلال مباراة جورجيا، فإن سفيان بوفال وحكيم زياش هما أقدم عنصرين في صفوفه، لكن إحصائيا نجدهما أكثر لاعبين قدما تمريرات لحمد الله خلال هذه المباراة، ما يفنّد بشكل قاطع وجود أي مؤامرة ضد اللاعب".

وقدّم الإعلامي المغربي مثالاً آخر يتمثل في لاعب الوداد عطية الله، الذي يُعد لاعبا جديدا في منتخب المغرب، والذي لعب بشكل عادي ولم يتحدث أحد عن وجود "تكتّل ضده"، وكذلك أنس الزروري، يالذي كان إلى غاية يوم الأربعاء الماضي، يحمل الجنسية الرياضية البلجيكية، وكانت مباراة جورجيا الأولى له رفقة المغرب، ولم يتحدثوا عن عدم تمرير الكرة له أو تجاهله ومحاولة إضعافه، رغم أن مركزه هو المركز نفسه الذي يلعب فيه بوفال.

وختم بن عبو حديثه بمطالبة من يتوهمون وجود "حرب في الكواليس" ضد حمد الله، إلى الاستماع إلى تصريح اللاعب نفسه بعد المباراة، إذ شكر مهاجم الاتحاد زملاءه اللاعبين والطاقم الفني لمنتخب المغرب، وعبر عن سعادته البالغة بالعودة للمنتخب المغربي، وأشاد في الوقت ذاته بالأجواء الرائعة بين اللاعبين الذين يشكلون أسرة واحدة.

لقطات عاديّة 

من ناحيته، يرى عبد السلام الغريسي، هداف المنتخب المغربي السابق، أن حمد الله قدّم مردودا جيدا في الشوط الثاني من مباراة جورجيا، معتبرا أن بعض اللقطات التي بنى عليها بعض المشجعين نظرية "التآمر" على حمد الله، هي لقطات عادية.

وأشار المتحدث إلى أن حمد الله طلب الكرة في العمق لكن التمريرة جاءت في الخلف، وفي لقطة أخرى اختار لاعب ما تسديد الكرة بينما طلبها حمد الله، بحكم غياب الانسجام بينه وبين بعض اللاعبين بعد فترة غياب كبيرة عن صفوف الأسود.

ودعا لغريسي، صاحب الهدف الشهير الذي أهّل المغرب إلى مونديال الولايات المتحدة الأمريكية 1994 في مرمى غانا بالدور الفاصل، إلى التوقف عن تبني مثل هذه الأفكار الهدامة التي قد تشوش على المنتخب المغربي قبل دخوله غمار المونديال، معتبرا أنه شاهد فريقا منسجما وأن عبد الرزاق تمكن من الانسجام بسرعة وسط زملائه بحكم تجربته الكبيرة في عالم الاحتراف.

ويخوض المغرب مشاركته المونديالية السادسة في تاريخه، ويستهل مبارياته في مونديال قطر 2022 بمواجهة كرواتيا يوم 23 نوفمبر الجاري بملعب "البيت"، ضمن منافسات المجموعة السادسة التي تضم أيضا منتخبي كندا وبلجيكا.

شارك: