تحليل | ريال مدريد صمد أمام مانشستر سيتي فنال جائزته!

تحديثات مباشرة
Off
2024-04-18 01:27
فرحة لاعبي ريال مدريد بالتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نجح ريال مدريد في عبور عقبة كبرى في طريق التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما هزم مانشستر سيتي بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) في مباراة الاتحاد و(4-4) في مجموع المباراتين ليتأهل إلى نصف نهائي بطولة الأندية الأهم على مستوى العالم ويواصل رحلته نحو اللقب الخامس عشر في تاريخه.

بتلك النتيجة انتقم "الميرينغي" من هزيمته في الموسم الماضي أمام نفس الفريق وعلى نفس الملعب، وشتان ما بين سيناريوهي المباراتين، حيث كانت مباراة اليوم كالمعركة الدامية طوال 120 دقيقة، وإن شئنا الدقة طوال 210 دقائق!

أنشيلوتي جاء ليدافع .. ليدافع جيدًا!

المباراة كانت متكافئة بطريقة فلسفية. هناك فريق يعرف كيف يهاجم جيدًا وهناك فريق يتقن كيف يدافع، لذلك بقيت الأمور متزنة. السيتي يحاصر ريال مدريد لكنه يعجز عن صناعة الكثير من الفرص لكن الخطورة لا تنعدم، وريال مدريد يقدم أداءً دفاعيًا كبيرًا.

نعم أنشيلوتي جاء ليدافع.. لكن هذا لا يعيبه، فما يعيبه فقط هو ألا يدافع جيدًا. باستثناء كرة إيرلينغ هالاند التي اصطدمت بالعارضة لم تكن هناك فرصة محققة لمانشستر سيتي، فحتى هدف السيتي لم يأتِ من فرصة محققة بل كفّر بها كيفن دي بروين عن كثير من القرارات الخاطئة التي قام بها داخل منطقة الجزاء، لا تناقض هنا بين تألقه خارجها وعدم تركيزه داخلها.

لكن كيف دافع أنشيلوتي جيدًا؟ لم يمنح المدير الفني الإيطالي جاك غريليش وفيل فودين الفرصة كثيرًا للتنفس بعدما صعّد الظهيرين داني كارفاخال وفيرلاند ميندي ليضغطا مبكرًا عليهما، فيما عدا بعض الاستثناءات التي وصل فيها كارفاخال متأخرًا ليضطر إلى مقابلة سرعة غريليش.

لكن أنشيلوتي لم يفته أن خروج ظهيريه بشكل متطرف من شأنه أن يصنع ثغرة واضحة بين كل ظهير وقلب دفاع، فكانت التعليمات واضحة بأن يتمركز فيديريكو فالفيردي أمام أي محاولة لتوغل برناردو سيلفا بين كارفاخال وأنطونيو روديغر، بينما كان يتناوب أكثر من لاعب على القيام بنفس الدور في الجبهة الأخرى بين رودريغو تارة وتوني كروس تارة وإدواردو كامافينغا تارة، وهذا التبديل ربما سمح ببعض تلك التوغلات التي رأيناها من دي بروين في هذه المنطقة.

لكن لماذا قام أنشيلوتي بهذا التحريك للظهيرين بدلًا من وضع فالفيردي ورودريغو أمام جناحي السيتي؟ أغلب الظن أن هذا التمركز منح الفرصة لفالفيردي ومن يناظره في الجانب الآخر للارتداد لسد الفراغات في عمق الوسط وقت عودة الكرة إلى قلب الملعب.

هذا الأمر لم يكن يمكن دون تضحيات بدنية من ثلاثي هجوم ريال مدريد الذي ركض كثيرًا خلف الكرة في محاولة لمنع مشاركة دفاع مانشستر سيتي في العملية الهجومية في الثلث الأخير والعبث بأوراق المعادلة العددية في كل منطقة من مناطق الملعب.

مانشستر سيتي استرخى ثم توتر ثم تنفس الصعداء

لم يتعامل مانشستر سيتي مع المباراة باستهتار، لكنه كان أقل شراسة في مسألة الضغط في بدايات المباراة على عناصر ريال مدريد الذين استغلوا اللحظات الزائدة القليلة التي مُنحت لهم للعب كرات ساقطة خلف دفاع مانشستر سيتي المتقدم لثلاثي هجوم ريال مدريد والتي من إحداها جاء الهدف بعد ارتداد كرة ملعوبة لجود بيلينغهام الذي ضرب الدفاع ثم كرر فينيسيوس جونيور نفس اللعبة ليمنح رودريغو هديته الغالية.

بداية تعامل السيتي مع التأخر كان بالهدوء ومحاولة إدراك أن الوقت ما يزال طويلًا، لكن مع جودة إغلاق ريال مدريد لمناطقه في أغلب فترات المباراة بدأ التوتر في الازدياد والأرجل في التلكؤ والتلعثم والتوتر.

اللاعب الوحيد الذي حاول كسر هذا الحصن المدريدي كان جاك غريليش الذي ازدادت مبادراته الفردية فكان لا يتأخر كثيرًا في كل مرة تأتيه الفرصة ببعض المساحة للانفراد بكارفاخال ليحاول التسديد في واحدة تصدى لها أندريه لونين.

هدف السيتي جاء بعد دقائق طويلة من محاولة الطرق على الأسوار المدريدية في محاولة لانتظار الخطأ، وعندما جاء الخطأ لم يدخر دي بروين وسعًا في معاقبة ريال مدريد بنفس الطريقة التي يفعلها الميرينغي مع منافسيه.. التسجيل من أول فرصة.

بعد هذا الهدف أصبح السيتي أفضل كثيرًا فصارت التمريرات أجرأ وأسرع وبدأ تبديل غوارديولا بإشراك جيريمي دوكو في الإتيان بثماره مع تراجع المردود البدني لكارفاخال ثم انتهاء مباراته بالإصابة مع عدم قدرته على تقديم نفس الثبات البدني الذي يقدمه ميندي الأكثر شبابًا والذي اضطر غوارديولا على إثره لإدخال فودين للعمق أملًا في الاستفادة منه بشكل أفضل.

الحسم كان متاحًا

الحسم في الوقت الأصلي وحتى الإضافي كان متاحًا لكلا الفريقين. دي بروين أضاع فرصة العمر للتسجيل مجددًا بعد دقائق من هدفه، بينما أضاع ريال مدريد أكثر من لقطة بنفس طريقة ضرب التسلل، لكن لسببٍ أو لآخر تلكأ الممرر فالفيردي كان أو فينيسيوس في التمرير للمستقبل الذي ينتظر خاليًا تمامًا من الرقابة ليخرج إيدرسون تارة لمقابلة عرضية فالفيردي، ويندفع ووكر بأقصى ما عنده في تارة أخرى ليمنع تمريرة فينيسيوس إلى الزاوية العمياء التي ينتظر فيها بيلينغهام.

غوارديولا شعر بهذا التأرجح في الشوط الأول الإضافي ليقرر التضحية بعدة عناصر مهمة في تشكيلته دون أن يعبأ بركلات الترجيح ليدفع بماتيو كوفاتشيتش وجون ستونز وجوليان ألفاريز حتى وإن كان يتطلب هذا إخراج دي بروين ومانويل أكانجي وهالاند ليصير الفريق أكثر حيوية لكنها كانت مقامرة كبيرة بالتخلي عن لاعب واحد على الأقل متمرس في ركلات الترجيح.

المباراة تخبرك لماذا اعتبر الكثير من المتابعين أن الفائز بها سيكون الأقرب للتتويج بدوري أبطال أوروبا، فقد كانت موقعة قوية متكافئة عجز فيها أي فريق عن تحقيق التفوق الكامل أو حتى الجزئي فقد كانت الأمور متاحة للحسم لكليهما في كثيرٍ من الأوقات حتى وإن اختلفت الطريقة.

شارك: