تحليل | الأردن مع عموتة أكثر من مجرّد منتخب شجاع

تحديثات مباشرة
Off
2024-02-06 21:36
من مباراة الأردن وكوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس آسيا 2024 (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاش منتخب الأردن الإنجاز التاريخي الأكبر في تاريخه ببلوغه نهائي كآس آسيا للمرة الأولى في مسيرته بعد الفوز على منتخب كوريا الجنوبية بهدفين دون مقابل.

والحديث عن إرجاع هذا الإنجاز إلى الروح القتالية والشجاعة أمر مُجحف؛ إذ في الحقيقة تفوق منتخب "النشامى" فنيًا أيضًا على كل المستويات على منتخب "محاربي التايغوك" واستحق التأهل.

الأردن استخدم كل الأسلحة التي يُجيدها منذ بداية البطولة وهذا إن دل على شيء فيدل على عمل فني كبير للمدرب المغربي الحسين عموتة.

المدرب الكبير هو الذي يعرف كيف يستفيد من نتائجه السلبية وتحضيراته ليعرف نقاط ضعف فريقه ويعالجها، وهذا ما فعله عموتة، إذ استفاد من نتائجه السلبية قبل البطولة ليُحقق ما حققه في البطولة الآسيوية.

كوريا الجنوبية بـ 0 تسديدات على  مرمى الأردن

من يعتقد أن منتخب الأردن حقق فوزه بالصدفة؛ عليه مراجعة المباراة مجددًا، حيث تفوق النشامى هجوميًا ودفاعيًا وحرم خصمه الكوري الجنوبي من أي تصويبة على المرمى.

فشلت كوريا الجنوبية في التسديد على المرمى الأردني في هذه المباراة، وهي المرة الأولى التي يفشل فيها "محاربو التايغوك" في التسديد على المرمى في أي مباراة في كأس آسيا (منذ عام 2007 على الأقل).

إجمالاً، سدد منتخب كوريا الجنوبية 8 تسديدات في هذه المباراة، وهو أقل مجموع له في مباراة واحدة في كأس آسيا، وهذا عائد إلى المنظومة الدفاعية الرائعة التي صنعها عموتة، ليس فقط في هذه المباراة، حيث حافظ منتخب "النشامى" على نظافة شباكه في 3 من أصل 6 مباريات، ولم يتمكن أي فريق من تحقيق ذلك أكثر منه في كأس آسيا.

الأردن أفضل هجوميًا 

في الناحية الهجومية، الأردن كان أكثر تسديدًا، كما كان حسب الأهداف المتوقعة يستحق الفوز عطفًا على التسديدات والمحاولات، وقد أهدر فرصتين محققتين للتسجيل مثل كوريا الجنوبية.

سجل "النشامى" في 5 من أصل 6 مباريات، ولم يسجل أي فريق أكثر من ذلك في كأس آسيا 2024.

عموتة استفاد من أسلحته المفضلة

كما ذكرنا في معرض تحليلنا قبل المباراة، فإن أهم أسلحة عموتة يكمن في أمرين، التسديد البعيد من خارج منطقة الجزاء، والهجمات المرتدة السريعة. ومرة أخرى يستفيد عموتة من هذه الأسلحة، فالهدف الأول جاء من مرتدة خاطفة سجل منها يزن النعيمات، والهدف الثاني جاء من تسديدة من خارج منطقة الجزاء.

وبذلك يكون لاعبو المدرب عموتة قد سجلوا 5 أهداف من خارج منطقة الجزاء الخاصة بالخصم من أصل 12 هدفًا، أي بنسبة تقترب من النصف. كما بات المنتخب الأردني أكثر من يسجل من المرتدات.

ثنائية التعمري والنعيمات

في كرة القدم هناك ثنائيات هجومية تُكمل بعضها البعض، وهنا يمكن تحديد ثنائية يزن النعيمات والنجم موسى التعمري اللذين سجلا الهدفين.

سجل يزن النعيمات 3 أهداف مثلما فعل موسى التعمري، وهكذا قد سجلا نصف أهداف منتخب بلادهم في البطولة.

مع غياب علي علوان، لجأ عموتة إلى جعل محمود مرضي مهاجم ثالث وترك مركزه كجناح/ظهير إلى محمد علي حشيش؛ لكن ثنائية التعمري والنعيمات كانت حاضرة.

الانسجام الكبير والتفاهم بين النعيمات والتعمري وصل للقمة، وشاهدنا كيف يتحرك النعيمات للخلف ليترك مساحة للتعمري، والعكس دون التقيد بمركز في الثلث الأخير وهو ما يشتت أي دفاع.

التفوق في الثنائيات

لم يتفوق منتخب "النشامى" على مستوى الهجوم والدفاع وحسب، بل في الصراعات الثنائية أيضًا، وهذا أمر نادر أمام فريق متمرس مثل كوريا الجنوبية أصحاب سرعات.

تفوق الأردن في 52% من المواجهات الثنائية سواء الدفاعية أو الهجومية على حساب كوريا، وهذا ما عزز ثقة الفريق في مقدرته على أن يُكون ندًا للكوريين.

شارك: