بن رحمة يبتعد عن الكان بأرقام مهزوزة وعلاقة متوترة مع بلماضي
يواصل مستوى الجزائري سعيد بن رحمة في الانحدار، منذ بداية الموسم الحالي، مع فريقه وست هام يونايتد الإنجليزي، ليبتعد بخطوة كبيرة عن المشاركة مع منتخب الجزائر في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، المقررة مطلع العالم المقبل في كوت ديفوار.
بن رحمة الذي كان لاعبًا مهمًّا في مخططات مدرب وست هام، ديفيد مويز، طوال الموسم الماضي، وكان له فضل كبير في الفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، بات هذا الموسم لاعبًا ثانويًّا في الفريق، واقتصرت مشاركاته في بضعة مباريات، جلها كبديل في الشوط الثاني.
وضعية لاعب برينتفورد السابق جعلته يخرج أيضًا من مخططات مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، خلال الفترة الماضية، وازدادت تعقيدًا خلال معسكر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لتصبح حظوظ اللاعب في المشاركة في "كان 2023" أمرًا مستبعدًا، حتى مع قرار الاتحاد الأفريقي "كاف" برفع عدد لاعبي المنتخبات في القوائم النهائية من 23 إلى 27 لاعبًا.
ماذا يحدث مع بن رحمة هذا الموسم؟
لم تكن بداية بن رحمة موفقة مع فريقه وست هام في مسابقة الدوري الإنجليزي، على عكس الموسم الماضي، حيث كانت أرقامه مميزة، وكان لاعبًا مؤثرًا بشكل واضح في انتصارات فريقه، سواءً بأهدافه الرائعة أو بتمريراته الحاسمة لزملائه، حيث أسهم طوال الموسم الماضي في تسجيل 17 هدفًا في 52 مباراة (12 هدفًا و5 تمريرات حاسمة).
أرقام بن رحمة تراجعت بشكل رهيب في الموسم الحالي، على الرغم من مشاركته بشكل أساسي في مستهل المشوار بالبريميرليغ، حيث لعب أساسيًّا في أول 4 مباريات، لكنه فشل في تقديم وجه مميز، وصام عن التهديف والصناعة، قبل أن ينتقل هذا الأمر إلى مسابقة دوري المؤتمر الأوروبي، حيث شارك في 5 مباريات بشكل أساسي، من دون أن يترك بصمته فيها. بن رحمة لم يسجل ولم يصنع خلال 17 مباراة هذا الموسم في مختلف المسابقات.
خلافه مع بلماضي أنهى أمل مشاركته في "الكان"
جناح وست هام، وإلى جانب وضعيته المعقدة في فريقه، يواجه خطر الغياب عن صفوف "الخضر" في كأس أفريقيا المقبلة، ليس بسبب تراجع مستواه فحسب، بل بسبب خلافه العلني مع مدربه بلماضي، خلال مباراة الجزائر ومصر الودية (1-1) شهر أكتوبر الماضي، حين لم يصافح اللاعب مدربه لحظة استبداله، لتكون ردة فعل بلماضي "عدوانية"، من خلال سحب قميصه بالقوة في لقطة صنعت الحدث.
تلك اللقطة قد يكون لها وقع سلبي على مستقبل بن رحمة مع الخضر خلال حقبة بلماضي على الأقل، والدليل غياب اللاعب عن المعسكر الماضي، وهذا ما قد يتكرر في المعسكر المقبل الذي يسبق "الكان"، خاصة وأن منافسه يوسف بلايلي، الغائب هو الآخر عن المنتخب في الفترة الماضية لأسباب فنية، يحصد نقاطًا إيجابية رفقة مولودية الجزائر في الدوري المحلي، إذ بات النجم الأول للمسابقة، بتصدره لقائمة الهدافين برصيد 10 أهداف بعد مرور 8 جولات.
إلى جانب بلايلي، يمتلك بلماضي حلولًا أخرى في منصب الجناح الأيسر، على غرار محمد أمين عمورة نجم سانت جيلواز البلجيكي، الذي يتألق في الفترة الأخيرة، وبات لاعبًا مهمًّا لدى مدرب الخضر، إضافة إلى أمين غويري نجم رين الفرنسي، والذي يحبذ بلماضي إشراكه في منصب الجناح، وفضله على بلايلي في المعسكر الماضي، لذلك تبدو نسبة حضور بن رحمة في قائمة "الكان" ضئيلة للغاية.
نال بن رحمة فرصًا عديدة مع المنتخب الجزائري بقيادة بلماضي، لكنه لم يحسن استغلالها، ونجح في تسجيل هدف واحد فقط طوال مسيرته مع محاربي الصحراء، التي انطلقت في عام 2015 تحت قيادة المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف آنذاك (21 مباراة)، أرقام اللاعب السلبية ستكون سببًا إضافيًّا لغيابه عن الخضر في المحفل القاري بكوت ديفوار.
هل أصبحت مغادرة بن رحمة لوست هام وشيكة؟
الوضعية الحالية لصاحب الـ 28 عامًا قد تدفعه لمراجعة حساباته من جديد، والتفكير جديًّا في تغيير الأجواء، بدءًا من ميركاتو الشتاء المقبل -رغم أن عقده رفقة "المطارق" مستمر حتى صيف عام 2026- لاسيما مع خروجه من مخططات مدربه، ما قد يجبره على البحث عن فريق يضمن له المشاركة بشكل مستمر، ويسمح له باستعادة مستواه الحقيقي.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير صحفية، خلال الأسبوع الماضي، رغبة أندية سعودية في التعاقد مع بن رحمة في نافذة الانتقالات الشتوية، حيث لن يمانع ناديه بيع عقده في حال وصول عرض مالي مناسب، وهذا ما قد يعيد إلى الأذهان سيناريو رحيل رياض محرز عن مانشستر سيتي صوب أهلي جدة السعودي في الميركاتو الصيفي الماضي. فهل يحذو بن رحمة حذو مواطنه محرز؟
شارك:
أخبار ذات صلة
