بعد انتهاء ثلث الليغا.. كيف استمر جيرونا في القمة حتى الآن؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-12 11:24
لاعبو فريق جيرونا قبل مباراة رايو فايكانو الأخيرة في الدوري الإسباني (facebook/gironafc)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وصلنا إلى منتصف شهر نوفمبر وما يزال جيرونا يتشبث بصدارة الدوري الإسباني التي فقدها لفترة قصيرة عندما سقط أمام ريال مدريد، لكنه سرعان ما تعافى مجددًا وحصد كل النقاط الممكنة منذ ذلك الحين ليستغل تعادلين لريال مدريد مع إشبيلية ورايو فايكانو ليقفز للصدارة من جديد.

كثيرون توقعوا تراجع جيرونا عقب خسارته أمام ريال مدريد، وما يزال أكثر منهم يتوقعون عدم استكماله للمشوار في القادم؛ لكن كل هذا لا ينفي أن وصول الفريق الكتالوني إلى هذه المكانة حاليًا جاء بفعل عمل منظم كفل لهم جمع 34 نقطة من أصل 39 ممكنة ليتصدروا جدول الترتيب ويصبحوا الفريق الذي يمتلك أقوى هجوم في الليغا، حتى الآن.

ويستعرض "winwin" من خلال الأسطر التالية، طريقة لعب جيرونا وكيف تمكنهم تكتيكات المدرب ميجيل أنخيل سانشيز مونيوز من الاستمرار في الظهور بهذا الشكل الممتاز؟

الكل يلعب للهجوم

أغلب فرق العالم تلعب من أجل تسجيل الأهداف.. هذا واضح؛ لكن الفارق بين فريقٍ وآخر هو في عدد اللاعبين الذين يقرر المدرب إشراكهم بشكل عملي وصريح في الهجوم خاصة بالنصف الآخر من الملعب.

لا يتميز دالي بليند بقدرات دفاعية واضحة، لكنه أحد أفضل قلوب الدفاع في العالم في مسألة إخراج الكرة بشكل سليم.

من أجل هدف كهذا لا يتوانى سانشيز مونيوز عن تدبير تكتيك يسمح بوجود قلب الدفاع الهولندي على حدود الثلث الأخير من الملعب في الجانب الأيسر بشكل يزعج أي فريق.

ترحيل بليند للأمام واليسار لهدفين. والاستفادة من تمريراته الأمامية المؤذية جدًا للخصوم، وكذلك لإفساح المجال لتقدم الظهير الأيسر ميغيل غوتيريز، الذي لا يُعتبر ظهيرًا أيسر بالمعنى المفهوم بل هو لاعب متكامل يلعب على الخط تارة وفي وسط الملعب لمساندة أليكس غارسيا تارة وكذلك يدافع كظهير أيسر عند التراجع للخلف.

كل هذا يدخل في إطار حالة مستمرة من التبديل بين خطتي 4/1/4/1 و3/4/3. وحلقة الوصل بين كل العناصر هنا تتمثل في مايسترو خط الوسط أليكس غارسيا، لاعب الارتكاز الموهوب الذي يقود الفريق للتخلص من الضغط بسلاسة تامة، بفضل قدراته المميزة في تجاوز الضغط الذي يطبقه المنافسون ورؤيته العظيمة للملعب التي تمنحه قرارات سريعة وتمريرات فعالة للأجنحة أو للمهاجمين خلف دفاعات المنافس.

كل عناصر جيرونا تهاجم تقريبًا فيما عدا دافيد لوبيز، وهو قلب الدفاع الوحيد الذي يتم تثبيته بينما يتقدم دالي بليند للأمام، وعلى الرواق الأيمن يتحول أرناو مارتينيز لظهير أيمن في كثير من الأحيان ليعفي الجناح الأوكراني تسيجانكوف من أي واجبات دفاعية.

دفاع ضعيف

وإن كان جيرونا قد سجل 31 هدفًا ليصبح أقوى هجوم فإنه ثالث أضعف دفاع على مستوى النصف الأول من الجدول؛ حيث تلقت شباكه 16 هدفًا بما يعادل أكثر من هدف في المباراة الواحدة.

ويدفع جيرونا ثمن إشراك عدد كبير من اللاعبين للهجوم بشكل كبير؛ لكن ما نراه من خلال المباريات أن مونيوز يراهن على قدرة فريقه على تسجيل عدد أكبر من الأهداف، وهو في هذا ناجح حتى الآن.. وكلمة "حتى الآن" تعني الكثير.

لكن رهان مونيوز لا يتعلق بكم اللاعبين الذين يدفع بهم للهجوم فحسب بل إن كثيرًا من عناصر الدفاع حاضرون بالأساس لقدرتهم على الهجوم، مثل دالي بليند وإريك غارسيا، عندما يدفع بهما المدرب في حال الاعتماد على مدافعين في الخط الخلفي، فإنهما يكونا غير مميزين على مستوى المراقبة والتغطية بل هم أشبه بصانعي ألعاب من الخلف.

مواهب فذة

الصورة النمطية عن أي فريق مغمور يحقق نتائج كبيرة تعكف على رسم صورة مكررة عن كونه فريقًا جماعيًا مميزًا خلفه مدرب طموح أو جريء. هذا صحيح في حالة جيرونا؛ لكنها ليست كل الحكاية.

فالحكاية هنا تتمحور حول وجود عناصر عديدة في التشكيل الأساسي تمتلك مواهب واضحة فذة تكفل لها اللعب في مستويات كبيرة.

فعلى سبيل المثال يتمتع المهاجم الأوكراني أرتيم دوفبيك بقدرات بدنية غير عادية من قوة جسمانية وسرعة؛ لكنه كذلك يمتلك فنيات واضحة وقدرة هائلة على فتح مساحة للتسديد كما حدث مثلًا في هدفه الأخير أمام رايو فايكانو.

كذلك يمتلك الجناح البرازيلي سافيو إمكانيات ممتازة في اللعب على الأطراف سواء كجناح أيسر أو أيمن،وأثبت اللاعب الأعسر نجاحًا في جانبي الملعب سواء من اليمين والدخول للعمق، أو حتى من اليسار كجناح كلاسيكي يخترق من الأطراف بسرعة كبيرة جدًا ويرسل عرضيات قاتلة خاصة على المستوى الأرضي.

ولا يمكن أبدًا التغافل عن لاعب الارتكاز، أليكس غارسيا، فهو العقل المدبر للفريق واللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه في الملعب، ويعد المحرك الأساسي لكل شيء وهو قائد حقيقي في الملعب على المستوى الفني قبل أن يكون قائدًا فعليًا يرتدي شارة القيادة.

هناك عدة لاعبين آخرين يبدون قادرين على اللعب في مستويات كبيرة مثل الظهير الأيسر ميغيل جوتيريث والجناح الأيمن تسيجانكوف والظهير الجناح الأيمن يان كوتو المميز بصبغة شعره الحمراء، كما أن يانجل هيريرا وإيفان مارتين يقدمان مستويات كبيرة لا يمكن تجاهلها في وسط الملعب.

معارون مميزون

استفاد جيرونا من تبعيته لمانشستر سيتي؛ فتعاقد بشكل نهائي مع يانجل هيريرا بعدما كان معارًا وكذلك استعار يان كوتو، بالإضافة إلى سلسلة المعارين مثل سافيو من تروا الفرنسي، والذي قد يلاقي جيرونا صعوبة في الاحتفاظ به بعد مستواه الذي سيلفت الأنظار بالتأكيد، وكذلك استعار إريك غارسيا وبابلو توري من برشلونة، وإنْ كان كلاهما لا يلعب أساسيًا ولا يقدم أفضل مستوى منتظر، ولم يفوت الفريق الفرصة دون استعارة إيفان مارتين من فياريال.

إلى أين المآل؟

هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه في الوقت الحالي. إلى متى يستمر جيرونا وما هو تعريف الاستمرار للفريق بالأساس؟ ربما يمكن كشف هذا الأمر من خلال تصريحات مونيوز عقب انتصاره أمام الرايو عندما قال إن هدف الفريق الوصول للنقطة 53 في أقرب وقتٍ ممكن.

وإن رجعنا للموسم الماضي فإن النقطة 53 تعني في جدول الترتيب آخر مركز مؤهل لبطولة أوروبية وهو الذي حققه أوساسونا عندما حل سابعًا ليتأهل إلى دوري المؤتمر الأوروبي.

وباعتقادنا أن جيرونا قادر على تحقيق ما هو أكثر من ذلك والوصول لمركز مؤهل للدوري الأوروبي مستغلًا حالة عدم الاتزان التي يعاني منها إشبيلية وفياريال، والبداية البطيئة لريال سوسيداد وريال بيتيس وهي التي منحت جيرونا هامشًا ممتازًا للخطأ لابتعاده بفارق 12 نقطة كاملة حاليًا عن سوسيداد.

كما أن الفرق الأخرى المرشحة للعب الدوري الأوروبي تبتعد بفارق أكبر مثل ريال بيتيس البعيد بـ14 نقطة بينما يبدو أقرب فريق مرشح لتهديد جيرونا في مراكز الدوري الأوروبي هو بيلباو الذي يمتلك 24 نقطة بفارق 10 نقاط عن المتصدر.

المنهجية التي يلعب بها جيرونا مبارياته تعني أن نتائجه ليست صدفة، فهي نتيجة عمل منظم واضح يصنع الكثير من الفرص ويستغل جزءًا كبيرًا منها؛ لكن ربما يحتاج الفريق لـ "حظ الكبار" في بعض المباريات كما حدث معه أمام الرايو الذي حاصره وكاد أن يسجل هدف التقدم الثاني عليه، لكن أصحاب الأرض أضاعوا أكثر من فرصة ليدفعوا الثمن بعدما سجل جيرونا الهدف الثاني ليخرج فائزًا (2-1).

حظ الكبار افتقده جيرونا أمام ريال مدريد بعدما أضاع عدة فرص للتقدم في المباراة، لكن ما يهم مدربهم حاليًا هو المحافظة على شكل الفريق وابتعاد الإصابات عنه للوصول لطموحه الوارد جدًا في ظل المعطيات الحالية.

شارك: