باكيتا يسير على درب ميسي ويرفع راية جزيرته في المونديال

2022-11-23 14:41
لوكاس باكيتا يحمل الكثير من أحلام جزيرته في كأس العالم (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

سيكون لوكاس باكيتا سفيرًا لجزيرته حين يشارك مع منتخب بلاده البرازيل في كأس العالم قطر 2022؛ بفضل اسمه الذي يعد بمثابة الدعاية لمسقط رأسه، لكن وصوله إلى النجومية والأضواء جاء بعدما سار على درب الأرجنتيني ليونيل ميسي، في التغلب على مشكلة في النمو كادت تهدد مسيرته.

أن ترتدي قميص المنتخب الأكثر فوزًا بكأس العالم وتكون من عناصره الأساسية، هو فخر كبير لأي لاعب كان، لكن الأمر يتجاوز ذلك بالنسبة للاعب وسط وست هام الإنجليزي، باكيتا، الذي بات يرمز إلى جزيرة بأكملها ترى فيه خير سفير لها في تشكيلة البرازيل.

وتخوض البرازيل مسابقة كأس العالم ضمن المجموعة السابعة إلى جانب صربيا والكاميرون وسويسرا، فيما تعد من أبرز المرشحين للحصول على اللقب الغائب منذ 20 عامًا.

قلّة من الناس خارج البرازيل يعرفون ذلك، لكن باكيتا ليس اسم عائلة لوكاس تولنتينو كويليو دي ليما، بل إنه اسم الجزيرة الصغيرة التي نشأ بها في خليج ريو دي جانيرو.

بمنازلها القديمة ذات الطراز الاستعماري والطرق الترابية والنباتات الاستوائية المورقة، تُعدّ باكيتا مكانًا شهيرًا بالنسبة للسياح والمقيمين في ريو الراغبين في الهروب من صخب وضجيج المدن الكبرى.

في باكيتا، لا توجد سيارات بل يتجوّل الناس بالدراجات أو بعربات تتحرّك بالدواسات، وللوصول إلى القرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 3 آلاف نسمة، والتي تعتبر رسميًّا منطقة في ريو، عليك ركوب العبَّارة من الرصيف الواقع في وسط المدينة.

مشكلة في النمو

على غرار ميسي، عانى نجم "السامبا" من مشكلة في النمو؛ إذ كان طوله 1.53 مترًا فقط، على غرار نجم برشلونة الإسباني السابق وباريس سان جيرمان الفرنسي الحالي، الأرجنتيني ليونيل ميسي.

 كان على لوكاس أن يتدرب بشكل منفصل ويتناول المكملات الغذائية، ولحسن الحظ، اكتسب "لوكينيا" الصغير قرابة 30 سنتمترًا في ثلاثة أعوام، وعاش فترة نجاح رائعة في الفريق الأول لفلامنغو حيث بات محترفًا من 2016 حتى 2020 قبل الانتقال إلى ميلان.

قدم يسرى رائعة 

قام باكيتا اللاعب بهذه الرحلة يوميًا من عمر التاسعة حتى الحادية عشرة ليتدرب في فلامنغو، النادي الأكثر شعبية في البرازيل، والذي بدأ فيه مسيرته الاحترافية عام 2016 حين كان في التاسعة عشرة من عمره.

لكن خطواته الأولى في ملاعب كرة القدم كانت في النادي المحلي مونيسيبال فوتيبول كلوب دي باكيتا؛ حيث كان جده مدربًا لفرق الشباب ووالده لاعبًا في دوريات الهواة.

ويروي مدرّبه الأول في فئة الصغار، أيراكيتان فيلوسو دي ألميدا: "كان يأتي معنا إلى النادي عندما كان في الخامسة من عمره وكان يركل الكرة باتجاه جدار غرفة الملابس".

وتابع هذا المدرّب المتطوّع البالغ 50 عامًا، والذي يكسب رزقه من وظيفته كشرطي في البلدية: "بمجرّد رؤية الطريقة التي يسدّد بها الكرة، أدركنا أن لديه إمكانات. كان لديه بالفعل قدم يسرى رائعة".

مثال على النجاح  

يقع منزل لاعب وست هام، الذي بدأ رحلته الأوروبية عام 2019 في ميلان الإيطالي قبل الانضمام في 2020 لليون، على بعد 200 متر من الملعب الواقع في نفس الشارع، ويروي فيلوسو دي ألميدا أن: "والده كان في الجيش. لم يكونوا فقراء، لكن في بعض الأحيان كانوا يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم".

كان جدَّه هو من يتولى مهمة إحضاره إلى تمارين فلامنغو كل يوم، "ويغادران قرابة الظهر، بعد المدرسة، ويعودان في وقت متأخر من المساء على متن العبارة الأخيرة"، وفق مدرّبه الأول الذي أضاف: "في كثير من الأحيان كانا يأكلان شطيرة فقط لأن المطاعم كانت مكلفة للغاية". 

وكشف أن: "لوكاس هو مثال يحتذى به هنا وقصة نجاح قبل كل شيء. لقد مرّ بنفس الصعوبات التي واجهها سكان الجزر الآخرون الذين يعتمدون على العبارة للوصول إلى العمل في البر".

لكن النشأة في الجزيرة لها مزاياها أيضًا، فيقول: "هنا يكون الأطفال مهيئين لممارسة الرياضة. هم دائمًا خارج المنزل ويذهبون إلى المدرسة بالدراجة. يسبحون في البحر. ويتسلقون الأشجار".

بالنسبة لجارديس ناسيمنتو (24 عامًا) الذي كان زميله بالصف في المدرسة، فقال: "من الرائع أن نرى رجلًا نشأ معنا يتألق بهذه الطريقة. إنه فخر الجزيرة. سنجتمع جميعًا لمشاهدة مباريات كأس العالم على شاشة عملاقة"، وذلك عندما يخوض مشاركته الأولى في مونديال قطر مع منتخب البرازيل، يوم الخميس، أمام صربيا على استاد لوسيل.

شارك: