التمرد.. جريمة "الثواب والعقاب"!

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-23 16:30
البرتغالي روي فيتوريا مدرب منتخب مصر الأول لكرة القدم (Facebook/Efasocial)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

المؤكد أنّ التمرد هو أحد أقبح وجوه الرياضة، ودائمًا ما يتعامل معه الأغلبية العظمى على أنه جريمة بل يدرجها البعض تحت بند الخيانة، ويرصد لنا التاريخ العشرات بل المئات من القصص التي أطيح فيها برأس المتمرد، لا سيما إن كان لاعبًا خرج عن النص وحطم قواعد النظام سواء في ناديه أو منتخب بلاده.

ومؤخرًا اهتزت الرياضة المصرية بعنف على وقع زلزال عدد من التمردات، البداية كانت من داخل "البيت الأبيض" عندما تمرد ثلاثي فريق الكرة بنادي الزمالك، وتركوا معسكر الفريق لقضاء سهرة عشية مباراة هامة أمام إنبي في الدوري المحلي.

وهذه الواقعة التي تعامل معها مجلس إدارة نادي الزمالك الجيد برئاسة حسين لبيب بيدٍ من حديد، وأصدر النادي قرارات ثورية كان أبرزها عرض الثلاثي المتمرد للبيع بعد خصم جزء من مستحقاتهم المالية، وظن البعض أن العقوبات كانت انتقامية من جانب النادي ضد اللاعبين الدوليين محمد صبحي حارس المرمى، وأحمد فتوح، عقابًا لهما على رفض تجديد تعاقديهما مع النادي في ظل وجود شائعات قوية عن اقترابهما من التعاقد مع أندية منافسة.

وهلل الكثيرون للموقف التربوي والثوري من قبل مجلس الإدارة الأبيض، واتباع سياسة العقاب، قبل أن يُفاجَأ الجميع بمدرب منتخب مصر، البرتغالي روي فيتوريا؛ حيث ضم اللاعبين المتمردين، واضعًا اتحاد الكرة في مأزق كبيره، على اعتبار أنّ فيتوريا كافأهما، وكأن السماء أرادت أن تعاقب مدرب منتخب الفراعنة على جريمته، ففي أول مباراة في تصفيات مونديال 2026 كانت أمام جبيوتي، تمرد عليه 3 لاعبين غضبوا من عدم مشاركتهم في المباراة ورفضوا أداء التدريبات عقب انتهاء المباراة، وهم: إمام عاشور وحسين الشحات نجما الأهلي، والنجم المخضرم طارق حامد ابن الزمالك والمحترف في ضمك السعودي.

وبمجرد أن علم فيتوريا بالأمر وحتى قبل إجراء أي تحقيق أصدر فرمانًا باستبعاد الثلاثي من رحلة ليبيريا لمواجهة سيراليون، واندهش الجميع من تناقض موقف مدرب الفراعنة الذي استدعى لاعبين متمردين على ناديهما رغم أنف كل الأصوات المعارضة، وما أكثرها، لقراره، فيما عاقب 3 لاعبين على جريمة أو خطأ أقل، وهي الواقعة التي أفسدت على الجميع الاحتفال بالانطلاقة القوية للفراعنة في تصفيات المونديال وتصدر قمة المجموعة بالعلامة الكاملة.

والحقيقة أن الكرة المصرية ليس لها ثوابت في التعامل مع حركات التمرد والمتردين، حتى النادي الأهلي الذي كان مضرب المثل عبر التاريخ في مواقفه الأخلاقية والتربوية الصارمة ضد مثل هذه الأمور وكثيرًا ما عاقب لاعبين حتى وصل الأمر إلى حد "شطبهم" لمجرد الخروج عن النص حتى لو كانت الجريمة تمت خارج أسوار القلعة الحمراء، بل كانت عقوبات النادي على لاعبيه المتمردين على المنتخبات الوطنية أكبر من عقوبات الاتحاد المصري.

والآن رأينا النادي الأهلي يغمض عينيه عن تمرد اثنين من لاعبيه على مدرب المنتخب، وربما كان التغير في المواقف ردًا على ما فعله فيتوريا بضم متمردين، مبررًا أنه ليس له علاقة بالتزام وسلوك اللاعبين في أنديتهم، وقال لي مدير الكرة في الأهلي، خالد بيبو، حرفيًا: "اسمعني إحنا اللي نعاقب لاعبينا". وكثيرًا من أزمات التمرد كان تُحتَوى عن طريق جلسات العرب مثلما حدث في أزمة تمرد أحمد حسام ميدو، نجم الزمالك، على مدرب المنتخب حسن شحاتة في بطولة أمم أفريقيا 2006، وكيف أن حسن شحاتة نفسه قبلها ضم حارس الأهلي المتمرد والهارب عصام الحضري؛ متحديًا مشاعر جماهير الأهلي الغاضبة، الكرة المصرية رسخت لقاعدة جديدة وهي: "التمرد جريمة.. قد تُكافَأ عليها وقد تعاقب عليها حسب الظروف".

شارك: