الاتحاد الفرنسي لن يوقف المباريات لإفطار اللاعبين المسلمين
بعث الاتحاد الفرنسي لكرة القدم رسالة إلى جميع الحكام الفرنسيين، طلب منهم ضرورة عدم إيقاف أي مباراة في جميع الأقسام من أجل السماح للاعبين المسلمين بالإفطار، عندما يتزامن توقيت المباريات مع موعد أذان المغرب.
وبهذا القرار لن يكون بإمكان اللاعبين المسلمين، سواء العرب أو غير العرب، الحصول على بضعة دقائق من أجل كسر صيامهم خلال مباريات الدوري الفرنسي "الليغ 1" أو دوريات الأقسام الأخرى، بما أن القرار يشمل جميع حكام فرنسا، في قرار جريء قد تكون له عواقب سلبية على الكرة الفرنسية في المستقبل القريب، حسب متابعين.
وخلّف قرار الاتحاد الفرنسي الذي وصف "بالعنصري" ردود أفعال قوية في فرنسا وخارجها، وحتى من الفرنسيين أنفسهم، على غرار لاعب أستون فيلا لوكاس دين الذي عبّر عن اندهاشه من القرار بتعليق في مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى العديد من الصحفيين الفرنسيين الذين قالوا إن ما فعله الاتحاد الفرنسي لن يسهم في تطوير كرة القدم بالبلد وإنما سيضعفها أكثر.
نص رسالة الاتحاد الفرنسي الموجهة إلى الحكام الفرنسيين
وجاء في رسالة بعثها الاتحاد الفرنسي إلى الحكام ومسؤولي الكرة في فرنسا ونقلتها وسائل إعلام فرنسية اليوم: "كرة القدم لا تأخذ في عين الاعتبار الاعتبارات السياسية أو الدينية أو الأيدبولوجية أو النقابية للاعبيها".
وعكس بعض الدوريات الأوروبية الكبرى التي أعلنت سماحها للاعبين المسلمين بالإفطار خلال المباريات بشكل طبيعي، على غرار الدوري الإنجليزي الممتاز والدوري الألماني، سار مسؤولو الكرة الفرنسية عكس التيار، على الرغم من أن الأمر يقتضي دقائق معدودة، ولا يؤثر في سير المباريات، كما وصفه العديد من المتابعين والمحللين.
وكان نادي تشيلسي السباق هذا الموسم إلى فتح أبواب ملعبه أمام المسلمين، حين نظم مسؤولوه مائدة إفطار جماعية حضرها العشرات من الصائمين في أجواء رائعة، جعلت العالم يشيد بهذه المبادرة التي تعبر عن تنوع الثقافات وتقرب الشعوب فيما بينها، لاسيما أن الإسلام موجود في كافة أرجاء العالم، وليس مرتبطا بالبلدان العربية فقط.
رومان مولينا: قرار الاتحاد الفرنسي ستكون عواقبه كبيرة
من أبرز ردود الأفعال المسجلة بشأن قرار الاتحاد الفرنسي، ما كتبه الصحفي الاستقصائي الفرنسي رومان مولينا، الذي أكد أن هذا القرار ستكون له عواقب غير محمودة على مستقبل كرة القدم الفرنسية، بالنظر إلى الضغط الذي بات يتعرض إليه اللاعبون المسلمون في صفوف المنتخبات الفرنسية بسبب صيام شهر رمضان.
وأكد مولينا أن لاعبي منتخبي فرنسا تحت 16 عاما وتحت 19 عاما المسلمين، طُلب منهم عدم الصوم خلال المعسكرات التي خاضوها في الأيام القليلة الماضية، موضحا بأن هذا سيدفع هؤلاء اللاعبين للتوقف عن تمثيل "الزرق"، لاسيما مزدوجي الجنسية منهم.
وأشار الصحفي الفرنسي إلى أن الكرة الفرنسية ستخسر الكثير من المواهب الصاعدة في المستقبل القريب لصالح بلدان أخرى، في صورة الجزائر، التي تقترب من الحصول على خدمات لاعبين أو ثلاثة من الذين ينشطون حاليا في منتخب فرنسا للشباب.
شارك:
أخبار ذات صلة
