ما لا تعرفه عن صناعة الميداليات الأولمبية.. من الألف للياء!

2021-07-26 19:59
ميداليات دورة طوكيو 2020 (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

انطلقت رسميا منافسات دورة الألعاب الأولمبية طوكيو 2020 بعد عام كامل من التأجيل، وعلى الرغم من أنها تأتي في ظل تأثير جائحة كورونا وعدم قدرة اليابان على فتح حدودها أو حتى السماح لجماهيرها بحضور المنافسات، ولكن مئات المشاركين ظلوا يترقبون هذه الألعاب وهدفهم واحد.. نيل شرف التتويج وتقلد مختلف الميداليات الملونة التي تخلد أصحابها في قائمة الشرف التي لن تنسى.

ولكن ما قصة هذه الميداليات وكيف ظهرت في تاريخ الألعاب الأولمبية؟. لقد خلص المسؤولون في اللجنة الأولمبية الدولية إلى صناعة الميداليات الذهبية الممنوحة للأبطال من مزيج معادن مختلفة، استنادًا إلى ارتفاع الأسعار ونشوب الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى.

فكانت دورة ستوكهولم 1912 السويدية آخر نسخة تقلّد خلالها الرياضيون ميداليات من الذهب الخالص، إضافة إلى الدورتين السابقتين لها 1904 و1908 في سانت لويس الأمريكية ولندن البريطانية، أما دورة باريس 1900 فقد منُح الرياضيون كؤوسًا حديدية.

الناظر إلى أسعار السوق العالمي للذهب في الوقت الحالي، سيجد أن الأوقية الواحدة تكلّف نحو مليون و800 ألف دولار أمريكي، وبحساب عدد الميداليات الذهبية التي ستمنح للرياضيين في دورة طوكيو على سبيل المثال والبالغ عددهم 812 ميدالية بوزن 500 كيلوغرام، فإن إجمالي التكلفة حال صُنعت الميداليات من الذهب الخالص هو 24 مليون دولار.. وهو رقم كبير! أي أن سعر الميدالية الواحدة بالتقريب سيكون 30 ألف دولار.

كم تكلفة الميداليات الأولمبية؟


من أجل تخفيف عبء المصروفات عن اللجنة الأولمبية، فقد تم تمرير وتصديق مقترح قبل الحرب العالمية الأولى يقضي بطلاء الهيكل الخارجي فقط من الميدالية بـ6 جرامات من الذهب، بينما يظل الجوف من معدن الفضة بوزن 464 غراما (500 غرام إجمالًا) لتصبح تكلفة الميدالية الواحدة هي 815 دولارا، مقارنة بالميداليات السابقة من الذهب الخالص (30 ألف دولار).


بالنسبة للميدالية الفضية فإنها لا تحتاج طلاء، فقط 500 غرام من الفضة بتكلفة 445 دولارا للميدالية الواحدة، أمّا البرونزية والتي تمنح لصاحب المركز الثالث فهي الأقل تكلفة، ويتم طلاء الهيكل الخارجي بمزيج معدني الزنك والقصدير بنسبة 5% من الوزن الإجمالي، 95% يتم تخصيصه للجوف الداخلي ويكون من معدن النحاس، التكلفة لا تتعدى 5 دولارات.
 


خصائص الميدالية الأولمبية


بحسب الموقع الرسمي للجنة الأولمبية الدولية، فإن سُمك الميدالية يجب ألا يقل عن 3 ملم، أو 60 سم بالنسبة للقُطر، ولا معيار مُحدد للوزن، فكان وزن ميدالية لندن 450 غراما، وبكين 200 فقط.


بينما يُترك التصميم للدولة المُنظّمة للتعبير عن ثقافتها وخلفيتها الحضارية، مع مراعاة وجود 3 عناصر أساسية وهم البطل الإغريقي نايكي ومدرجات ساحة باناثانايكوس اليونانية، ورمز اللجنة الأولمبية الدولية (5 حلقات ترمز للقارت الـ5)، إضافة إلى اسم الدورة "طوكيو 2020". لكن قبل ذلك بين عامي 1928 و1968 كان التصميم موحدًا بشعار نايكي بجانبه معبد الكولوسيوم في روما، ثم اسم البلد المضيف.


رُغم هذه الضوابط من حيث السُمك والقُطر فإنه يمكن زيادتها، فمثلًا شهدت دورة لندن 2012 أغلى ميدالية ذهبية في تاريخ الأولمبياد كافة، إذ بلغ قطرها 8.5 سم، وسمكها 7 ملم، وبوزن 450 غراما. وتشير تقارير إلى أن المملكة المتحدة استوردت 8 أطنان من الذهب والفضة والنحاس من الولايات المتحدة ومنغوليا عام 2011 لتصنيع الميداليات.

 

تصميم ميداليات دورة طوكيو 2020 الأولمبية
تصميم الميدالية الذهبية في دورة طوكيو 2020 الأولمبية (المصدر: الموقع الرسمي لدورة طوكيو)

كيف تم صنع ميداليات دورة طوكيو 2020؟


أطلقت الحكومة اليابانية قبل 4 أعوام مشروع "ميداليات طوكيو" واستهدفت تجميع أكبر عدد ممكن من المعادن والأجهزة الإلكترونية النافقة من المواطنين بالنظر إلى أنها تحتوي على معادن مطلوبة لصناعة الميداليات، إذ يحتوي مثلًا هاتف آيفون على حوالي 0.034 غرامًا من الذهب، و0.34 غرامًا من الفضة، و15 غرامًا من النحاس.


بالفعل أعلن رئيس المشروع عن تصنيع 500 ميدالية من مخلفات المواطنين في الفترة بين أبريل 2017 ومارس 2019، كما تم تصنيع 50% من الأشرطة القماشية من مواد مُعاد تدويرها، مع ملاحظة أن أول دولة لجأت إلى إعادة التدوير هي البرازيل في نسخة 2016 بريو دي جانيرو.

 

كم يتقاضى الرياضي الحائز على ميدالية أولمبية من بلاده؟


وفقًا لتقرير من اللجنة الأولمبية والبارالمبية الأمريكية "USOPC" فإن كل رياضي يحصل على الميدالية الذهبية يُكافأ بمبلغ 37 ألف دولار، والفائز بالفضية 22 ألف دولار، وأخيرًا الفائز بالبرونز مكافآته هي 15 ألف دولار، هذا إضافة إلى رواتب سنوية ثابتة للرياضيين الأولمبيين الأمريكيين تُقدّر بـ25 ألف دولار.


تختلف المكافآت الحكومية بطبيعة الحال من بلد لآخر، فمثلًا يحصل الرياضي الحائز على الذهب في سنغافورة على مليون دولار، أمّا إندونيسيا فتدفع لكل بطل أولمبي 750 ألف دولار، فيما لا تدفع اللجنة الأولمبية أي مبالغ للرياضيين، تكتفي فقط بالميداليات للثلاثة الأوائل مع إرسال شهادات تكريم للمراكز من الرابع إلى الثامن.

هل يمكن بيع الميدالية الأولمبية؟


باعتبارها ملكية خاصة، فإن الميداليات الأولمبية يمكن بيعها في المزادات وتختلف قيمتها باختلاف الرياضي الفائز بها ومدى شهرته، وبحسب جوناثان شيهير مدير مركز "التراثات الرياضية" الأمريكية في تصريحات لصحيفة "تايمز"، فإن سعر الميدالية الذهبية يتراوح من 20 إلى 50 ألف دولار، الفضية من 10 إلى 30، والبرونزية تقل عادة عن 10 الآف دولار.


أشهر تلك الحالات يعود إلى العام 2018 عندما قرر رياضي القوارب الشراعية من الكيان الصهيوني، غال فريدمان، عرض ميداليته الذهبية التي حاز عليها في دورة أثينا 2004 للبيع عبر حسابه في فيسبوك، قبل أن يتراجع عن الأمر بعد موجة من الانتقادات الحكومية، باعتباره الرياضي الوحيد في تاريخ الكيان الذي حاز على الذهب.

 

كيف يستفيد الرياضي من تتويجه في الدورات الأولمبية؟


طبقًا لمجلة "كيكر" الألمانية، فإن لاعبة الجمباز الأمريكية الحاصلة على 4 ذهبيات في ريو 2016 سيمون بيلز، هي واحدة من أصل 104 رياضيين ترعاهم مؤسسة "VISA" ووقعت عقدًا مع عملاقة الملابس "GAP" بملايين الدولارات بعد أن انفصلت عن "NIKE"، ويمكن للدورات الأولمبية أن ترفع من شأن الرياضيين ماديًا حال تألقهم بشدّة. مثال آخر للعدّاء الجامايكي يوسين بولت صاحب 8 ميداليات ذهبية الذي وصل دخله سنويًا إلى 30 مليون دولار.
 

شارك: