تاجر المخدرات الذي سيطرعلى عقول جماهير الكرة

2020-07-13 18:29
بابلو ايسكوبار
Source
+ الخط -

الكاتب : سعيد جودة 

" أتفهم تماما حزن ال جمهور وأسئلته ، لكن من الصعب اللعب بهذه الظروف أنت تلعب أمام 40 ألف مدرب و محلل فني " كان غاضبا جدا وقد اشتدت حمرة وجهه  الاسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الانكليزي بعد خرج من الدور ربع النهائي في دوري أبطال أوروبا على يد ليفربول وخرج الجميع لينتقد التشكيلة التي اختارها والأسماء التي انتقاها لخوض المباراتين ، لكن السؤال هل حقا يستطيع المشاهد العادي أن يصبح مدربا ؟

الشغف مفتاح الابتكار 

صنع شغف الصحفي الأميريكي ويكين باك بلعبته كرة القدم الأمريكية أول مسابقة افتراضية  حيث كان يجتمع بأصدقائه من الصحفيين و المتابعين المهووسين في غرفته عام 1963 ليقوموا باختار التشكيلة التي ستخوض المرحلة القادمة من المنافسات قبل أن تنتقل الفكرة إلى الاقتصادي الانكليزي بيرنلي دونالي الذي لاحظ خلال تواجده في احدى الحانات مدى تعداد الأشخاص المتابعين ليس لنتائجد فرقهم وحسب وإنما لبقية النتائج إما لتأثيرها على ترتيب فريقهم أو على ورقة المراهنان التي وضعوها في البريد والنقاشات التي يخوضها المشجعون حول اللاعبين الأفضل والأسوء والتشكيل المثالي والخطة المثالية خاصة وأن إنكلترا كانت قد احتضنت كأس العالم وفازت بها في ذلك العام 1966 ومن هنا جاءت الفكرة التي طرحها دونالي على خمسة من أصدقاءه لاختراع لعبة تحاكي ورقة المراهنات ولكن تتعلق بتوقع التشكيل الذي سيلعب في الجولة المقبلة ، لكن اللعبة أو الورقة ابصرت النور عام 1971 .

عام 1982 أسس الايطالي ريكاردو ألبيني أول مجلة العاب فيديو في موطنه لتكون الخطوة التالية عام  1990هي اختراع لعبة كرة القدم الافتراضية معتمدا على النسخة الأميركية التي كانت تلعب في كرة القدم وفي البيسبول وكانت تحقق شعبية ومرابح مرعبة قبل أن تقدم هذ اللعبة للانكلترا في السنة الموالية عبر أندرو وينستن ، حيث ظهر غلى العن عبر الصحيفة الشهيرة الديلي تيلغراف في موسم 1993-1994 حيث كان الاشتراك بها يتم عبر الهاتف .

بابلو ايسكوبار المخترع الأول  

عشق تاجر المخدرات المشهور الكولمبي بابلو ايسكوبار كرة القدم لدرجة انه كان لا يستطيع أن يفوت متابعة  مباريات الدوري الكولمبي حتى أثناء عمليات هروبه من السلطات مستعينا براديو صغير كان كما مسده لا يفارقه ، ومن شدة الشغف اخترع لعبة افتراضية  بدأ بممارستها هو وصديقه المقرب خوسيه غاتشيا الملقب بالميكسيكانو تقوم على اختيار كل واحد منهم لفريق أحلامه من لاعبي الدوري المحلي يسمى فريق الأحلام  ومن ثم يتم احتساب النقاط  حسب أداء كل واحد منهم خلال مباريات الأسبوع ، لا بل إن الأمر تطور إلى أن وصل إلى استدعاء هؤولاء اللاعبين لإقامة مباراة كرة قدم حقيقة في مزرعة ايسكوبار لمعرفة من هو الفريق الأفضل ، انتشرت هذه اللعبة بين رجال ايسكوبار و باتوا يكتبون القوائم الخاصة بفرقهم كل اسبوع بانتظار معرفة الفائر من خلال ما ستقدمه هذه الأسماء خلال مباريات الدوري الاسبوعية  .

غريزة و تسويق 

صناعة القرار مسؤولية كبيرة تتطلب الكثير من الخبرات العملية والمؤهلات الدراسية فاختيار فريق ضمن ميزانية محددة ومن ثم اختيار الرسم التكتيكي وتوظيف تلك العناصر داخل الملعب عمل تقوم به مجموعات من الأفراد ، فما بالك إذا أوكلت هذه المهمة لك فقط ومن دون أي قيد أو شرط كل ما عليك هو استخدام خبرتك واختيار فريق من 14 لاعبا ينافس 11 منهم كل أسبوع في العالم الحقيقي وبناء على الأداء فيه تمنح النقاط في العالم الافتراضي ، اللعب على غريزة القيادة الموجودة في نفس كل إنسان كانت كلمة السر التي بدأ منها المشروع واثبات الذات وتحقيق النجاح كقائد فرقة ولو حتى بشكل افتراضي من شأنه أن يجعل المتعامل مع اللعبة أكثر انغماسا في التفاصيل المادية منها والفنية وبالتالي ابعاد العاطفة والتحلي بالموضوعية أكثر و عيش تجربة الرجل الذي يقف على الدكة الفنية بكافة تفاصيلها وهنا كان الابداع في زيادة تعداد المشتركين الحريصين على متابعة مباريات الدوري الانكليزي أكثر من أي دوري آخر كونك لم تعد المشضاهد فقط بل أصبحت جزء من هذه اللعبة ، لكن السؤال كان  كيف نجعل هذه الجماهير لا تكتفي فقط بمتابعة  أو اختيار تشكيلته من فرق المقدمة  أو فريقها المفضل ؟ الاجابة كانت بمنع إستخدام أكثرمن ثلاثة لاعبين من فريق واحد في التشكيل ما يعني توسيع دائرة الخيارات للمشارك وبالتالي زيادة المتابعين لمعظم المباريات الأمر الذي سيزيد من التسويق والمعرفة لبعض النجوم التي لا تلعب مع فرق البيغ فور وأيضا سيضاعف من عوائد النقل التلفزيوني لتلك الفرق .

نجوم و ليال ملاح للفائز 

لايكفي أن تكون متابعا محبا فقط لأنه ربما سيضعف الحافز لديك مع مرور الوقت لذلك كان لابد من ايجاد مبرر يزيد من حجم الارتباط بهذه المنافسة الافتراضية و لاشيء افضل من التتويج بجائزة للمتصدر و وصيفه فالأول سيسافر إلى انكلترا في رحلة مدفوعة التكاليف لمدة سبعة أيام يتخللها حضور مباراتين في الدوري من المنصة الشرفيه اما صاحب المركز الثاني فسفرته إلى أرض شيكسبير لن تتجاوز الثمانية والأربعين ساعة و مباراة وحيدة ستكون من نصيبة ، و ربما كان هذا أحد الأسباب الذي رفع من نسبة المستخدمين لهذه اللعبة لأكثر من سبعة ملايين مشترك حول العالم .

شارك: