5 مبادئ تُرسي "نجاح" بوكيتينو مع تشيلسي

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-30 21:00
الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو المدرب الجديد لفريق تشيلسي الإنجليزي (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تناوب على تشيلسي 3 مدربين في موسم 2022-2023 وهم تواليًا الألماني توماس توخيل والإنجليزيان غراهام بوتر وفرانك لامبارد، ما قاد مُلّاك النادي بنهاية المطاف إلى الاستقرار على الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو صاحب الخبرات الطويلة في المسابقة الإنجليزية.

لم يرغب رجل الأعمال الأمريكي تود بويلي وشريكه بغداد إقبالي في تجربة أسماء جديدة، بل تعاقدا فورًا مع بوكيتينو ذي الصيت الذائع في الـ"بريميرليغ" حيث درّب ساوثهامبتون موسمين، قبل أن يشرف على تدريب توتنهام هوتسبير بين 2014 و2019.

وقّع بوكيتينو (51 عامًا) عقدًا مع تشيلسي لمدة موسمين مع إمكانية التمديد لموسم إضافي، إذ سيشرع رسميًّا في مُباشَرة مهامه مدربًا للنادي من مقر التدريبات "كوبهام" غربي العاصمة لندن، في الأيام القليلة المقبلة، استعدادًا للموسم الجديد.

ومع توليه تدريب تشيلسي، يرصد winwin رؤيته التحليلية لـ5 مبادئ من المتوقّع أن تدعم نجاح بوكيتينو، كما يستعرض أسلوب لعبه الفنّي والتكتيكي وأبرز أرقامه في تجاربه السابقة في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز.

التوقيت المثالي من بوكيتينو

رفض بوكيتينو -العاطل عن العمل آنذاك- في سبتمبر/ أيلول 2022 عرضًا من تشيلسي عقب إقالة توخيل، في وقت كان يبحث خلاله مدرب إسبانيول الأسبق عن فرصة عقب الإقالة من باريس سان جيرمان، ما جعل الـ"بلوز" يتجّه إلى مدرب برايتون، بوتر.

رؤية winwin أن بوكيتينو قد أصاب في قراره، عطفًا على انهيار المردود الفنّي لتشيلسي آنذاك، حيث أراد تفادي انطلاقة فاشلة، ومن جهة أخر قد قبل العرض حاليًا لاغتنام الفترة التحضيرية والوقوف على العناصر الرئيسية لديه، باختصار اختار التوقيت المثالي.

عدم التأهل إلى أوروبا

فشل تشيلسي في التأهل إلى المسابقات الأوروبية لأول مرةّ منذ 2016 بحلوله بالمركز الـ12 في لائحة الـ"بريميرليغ" وهذا قد يكون في صالحه لتوفير الوقت وبناء فريق من أول السطر، بعيدًا عن المباريات الأوروبية في منتصف الأسبوع والسفر المكرر المرهق.

عدم لعب تشيلسي أي بطولات أوروبية من شأنه أن يمنح المدرب بوكيتينو وقتًا أكبر في ملعب التدريبات لتطبيق أساليبه وتكريسها في عقول اللاعبين.. لقد أحدث المدرب اللاتيني تغييرًا مماثلًا عند انتقاله من ساوثهامبتون إلى توتنهام عام 2014.

سمعة بوكيتينو الرائجة مع الشباب

يتمتّع بوكيتينو بتاريخ قوي في صقل المواهب الشابة، سواء في ساوثهامبتون مع لوك شو وآدم لالانا وجيمس وارد براوس، أو في توتنهام والنموذج الأبرز للإنجليزي هاري كين الذي بات تحت قيادته أحد أبرز مهاجمي كرة القدم الأوروبية.

لحسن حظ بوكيتينو أن تشيلسي يمتلك قاعدة مهولة من اللاعبين الشباب، في مقدّمتهم ماسون ماونت (24 عامًا) و الظهير رييس جيمس وبطل مونديال قطر إنزو فيرنانديز، والمدافعان الفرنسيان بينوا بادياشيل وويسلي فوفانا، جميعهم بعمر 22 عامًا.

هاري كين وبوكيتينو
هاري كين وتعليمات من المدرب بوكيتينو قبل لحظات من نزوله بديلًا أمام أستون فيلا- الجولة 18 من الدوري الإنجليزي 2014-2015 (Getty)


مرونة بويلي وإقبالي المتوقّعة

قال بويلي عند إقالة المدرب توخيل بعد شهر من انطلاقة الموسم، إن العلة الرئيسية للقرار هي افتقاره إلى الرؤية المشتركة وانهيار الهرم التسلسلي للنادي، وأوضح: "لم يَرَ توماس الأمور من نفس زاويتنا، نريد مدربًا يريد التعاون معنا، يريد التعاون حقًّا".

حسب رؤية winwin لن تغامر إدارة تشيلسي من جديد بالدخول في ترهات المناوشات مع المدربين، وسيبدي بويلي مرونة كبرى في التعاون مع بوكيتينو، لا سيما بعد أن أنفق قرابة 600 مليون جنيه إسترليني في أقل من 12 شهرًا دون نتائج ملموسة.

يعرف الكرة الإنجليزية بالفعل

في موسم 2013-2014، قاد بوكيتينو ساوثهامبتون لاحتلال المركز الثامن وجمع أعلى حصيلة نقطية في تاريخ الـ"القديسين" بالدرجة الممتازة (65 نقطة). في حين لم يخرج عن المراكز الأربعة الأولى في معظم مسيرته مع توتنهام بملعب "وايت هارت لين".

أنهى بوكيتينو موسم 2016-2017 مع الـ"سبيرز" في الوصافة برقم نقاط قياسي بلغ (86) وبأعلى فارق أهداف في تاريخ النادي اللندني بواقع (60 هدفًا). في الواقع كان توتنهام أفضل هجوم في الموسم بـ86 هدفًا وأفضل دفاع بتلقيه 26 هدفًا وحسب.


ما طريقة لعب بوكيتينو؟

عادةً ما يعتمد بوكيتينو على الرسم التكتيكي (4-3-3) ومشتقاته، عبر الضغط العالي وحيازة الكرة، في أسلوبٍ أشبه بليفربول ومانشستر سيتي. لكن مع حرص دفاعي أعمق وقوة بدنية كبرى.. هذه الطريقة ميّزت توتنهام على مدار 5 مواسم متتالية تحت قيادته.

التدريبات البدنية الشاقة سمة مميزة في أي فريق يدربه بوكيتينو، ولعل هذا السبب تحديدًا -مع فقدانه السيطرة على غرف تغيير الملابس- من بين الأسباب الرئيسة التي أدّت إلى إقالته من تدريب باريس سان جيرمان، صيف 2022.

مرجعية بوكيتينو في التدريب هي طريقة مواطنه والأب الروحي لأغلب مدربي اللعب التموضعي (التمركز) في العالم، مارسيلو بيلسا؛ لذلك يمكن القول إن المدرب المحتمل لتشيلسي، ينظر إلى اللعبة من نفس زاوية بيب غوارديولا ويورغن كلوب، في أغلب مبادئها.

احتل توتنهام المركز الأول في عمليات الضغط العالي الناجح للمباراة الواحدة، موسم 2015-16، ثم احتل المركز الثاني في الموسمين التاليين. ومن حيث الهجمات المعاكسة التي انتهت بتصويبة على مرمى الخصم، فقد احتل مراكز متقدمة، كما يظهر في الجدول.

إحصاءات توتنهام مع بوكيتينو في الضغط والهجمات المعاكسة
الموسممعدّل الضغط العالي الهجمات المعاكسة التي انتهت بتصويبة
2015-2016(8.2) المركز الأول(561) المركز الخامس
2016-2017(9.2) المركز الثاني(538) المركز الثالث
2018-2017(9.8) المركز الثاني(591) المركز الثاني


هل تشيلسي بيئة خصبة لبوكيتينو؟

بالنظر إلى أغلب العناصر الرئيسة لتشيلسي، فإن بوكيتينو يمكنه بناء فريق على غرار توتنهام. مدرب الـ"بلوز" الأسبق، الألماني توماس توخيل، أرسى بعض القواعد لمدرسة الضغط العالي والهجمات المعاكسة؛ لذلك فإن الفريق يمتلك نواة المشروع بالفعل.

في نهاية فترته مع توتنهام، اعتمد بوكيتينو على الرسم (4-2-3-1) الذي يتحوّل إلى (3-4-2-1) في حالة الاستحواذ على الكرة، وهذه الديناميكية التكتيكية اعتاد عليها أغلب لاعبي البلوز، الذين نشطوا في خطط اللعب بـ3 مدافعين بشكل كبير.

إحدى طرق هجوم بوكيتينو عندما يواجه فرقًا دفاعية بحتة، هي تكديس اللعب في جانب الملعب، مع تحويل الكرة بشكل مفاجئ إلى الجانب الآخر الفارغ. وقد برع في هذه النقطة عبر استغلال سرعات الثنائي هاري كين وسون هيونغ مين.

يمتلك المدرب الأرجنتيني في تشيلسي لاعبين لديهم خبرات في هذا النوع من الحيل التكتيكية، مثل رحيم ستيرلينغ وماسون ماونت.

إحصاءات توتنهام مع بوكيتينو في الاستحواذ وتحويل اللعب
الموسمنسبة الاستحواذتحويل اللعب من جانب إلى جانب
2016-2015(58٪) المركز الثالث(197) المركز الثاني
2017-2016(61٪) المركز الثالث(228) المركز الثاني
2018-2017(62٪) المركز الثاني(194) المركز الرابع


ما مدى ملاءمة تشيلسي الحالي لهذه الأفكار؟

من الجيد أن تشيلسي -وسط هذه الفوضى- في الوقت الحالي، يحتل المركز الأول من بين فرق الدوري الإنجليزي في معدّل الضغط لكل مباراة، بواقع (9.7). كما يأتي خامسًا في لائحة الهجمات المعاكسة التي تنتهي بتصويبة بـ(324 هجمة).

من حيث الاستحواذ، فإن لاعبي تشيلسي لديهم أفضل رابع نسبة في الدوري الإنجليزي بـ(60%)، ولديهم مُعدّل مقبول في صناعة الفرص والتمريرات الكاسرة للخطوط. أي أن الفريق لديه أُسس واضحة، لكنها تفتقد العقل المُحرِّك، وهو المدرب.

شارك: