وكلاء اللاعبين ورؤساء الفرق.. لوبيات المال في مواجهة السلطة

جاءت سلسلة القرارات الجديدة للاتحاد الدولي لكرة القدم بعودة سريان قانون "العمل مع وسطاء الانتدابات" في شهر سبتمبر 2019؛ للحد من التجاوزات التي سجلتها أسواق الانتقالات مؤخرا.

قرارات ليست وليدة الصدفة في وقت وصل الأمر ببعض الوكلاء لتمثيل 3 أطراف في نفس الصفقة وهو ماحدث في صيف 2016 مع انتقال بول بوغبا يوفنتوس إلى مانشستر يونايتد كأغلى صفقة بقيمة 127 مليونا (بحساب الإضافات)  كان لوكيل اللاعب الإيطالي مينو رايولا حصة مهمة بلغت 49 مليون أورو في سابقة هي الأولى من نوعها.  

سوبر وكيل أو السوبر "آيجنت"

كيف لصحفي رياضي ابن بائع لمواد البناء من الأراضي المحتلة أن يصبح واحدا من أكبر 5 وكلاء لاعبين مؤثرين في العالم؟ كيف لوكيل أعمال أن يصبح أكثر نفوذا من رئيس فريق بحد ذاته؟ 

مانسستر يونايتد، تشيلسي، باريس سان جيرمان، ليفربول...... كلها أندية طلبت خدمات بيني زهافي صاحب 75 عاما الصحفي السابق في جريدة يديعوت أحرنوت في فلسطين المحتلة. شبكات علاقات تمتد في جميع دول العالم. بيني الوكيل الذي نقل فرديناند فيرون من وستام إلى اليونايتد، ونيمار إلى باريس. بيني المستشار الذي كان سببا في شراء أبراموفيتش الروسي لنادي تشيلسي بعدما التقيا سنة 1998 في موسكو، كما كان عراب تعاقدات الفريق سنة 2003، حيث نال 5 ملايين جنيه إسترليني من أصل 111مليونا أنفقها تشيلسي في تعاقداته.

صففة نايمار التاريخية التي كلفت النادي الباريسي 222 مليون لم تكن لتنجح لولا استنجاد أنتيرو هنريكي (المدير الرياضي للبياسجي) بصديقه زهافي الذي قام بنقل أموال الصفقة عن طريق إحدى مؤسساته في مالطا مرورا بإسرائيل تجنبا للكشف الضريبي وقوانين اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي . حصة "السوبر وكيل" كانت 10 ملايين أورو بفضل شبكات علاقاته.  

فلورنتينو بيريز: الاستثناء  

"راؤول سيئ للنادي؛ يعتقد أنه يمتلك كل مافي النادي ويديره لمصلحته الشخصية. هو واجهة سيئة للفريق وسيحطمه. كاسياس ليس حارسا لريال مدريد ولم يكن، كان أكبر خيبة أمل في النادي" 
ما نشرته (الكونفيدونسيال) الإسبانية ليس محادثات المقاهي بين جماهير الريال، بل تعود لرئيس النادي فلورنتينو بيريز. التسجيلات الصوتية تعود لسنة 2006، لا أحد يعلم الغرض من تسريبها الآن؟

أحد أكثر الرؤساء نفوذا في عالم الكرة بيريز والآمر الناهي في النادي، يعد مثالا استثنائيا في التسيير الرياضي كيف لا والنادي حصد كل الألقاب الممكنة على الصعيدين المحلي والدولي.

فلورنتينو تعامل مع عديد الوكلاء نذكر أشهرهم خورخي مينديز البرتغالي وصاحب وكالة جيستي فوت لتمثيل اللاعبين والمدربين والتي تضم ( كريستيانو رونالدو، دي ماريا، جوزي مورينيو ....) إلا أن حنكة رجل الأعمال الإسباني لا تتركه تحت رحمة الوكلاء بل يسير النادي كمؤسسة عائلية تضم مستشارين في الجانب الرياضي والاقتصادي، هم من أبناء الفريق مثل خوسي آنخيل سانتشيز، بوتراغيونيو وحتى المسؤول عن الصفقات البرازيلية مثل: كازيميرو، رودريغو وفينسيوس الإسباني، خوني كالافات الذي كان صحفيا يابانيا مقيما في ساوباولو البرازيلية التحق بالنادي المدريدي من أجل تعزيز شبكة الانتدابات. 

فلورنتينو بيريز هو مثال لرئيس صاحب نفوذ ونظرة مستقبلية وما يثبت ذلك هو إعادة تطوير ملعب سانتياغو بيرناببو الذي كلفه أكثر من 500 مليون أورو كاستثمار على المدى البعيد.