هل تخسر إسطنبول نهائي دوري أبطال أوروبا؟

2021-06-08 09:01
زين المحمود
Source
+ الخط -

بعد إضافة الحكومة البريطانية تركيا إلى "القائمة الحمراء" وهي قائمة الدول التي يُمنع السفر إليها من إنجلترا إلا في الضرورة القصوى بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، فُتح الباب أمام إمكانية تغيير مكان نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وأحرجت بذلك بريطانيا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من جهة، وأحرجت نفسها من جهة أخرى، لاسيما مع بلوغ فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين نهائي النسخة الحالية من البطولة، وبعد أن دعت الحكومة البريطانية جماهير الناديين إلى عدم التوجه إلى إسطنبول لحضور النهائي، أكدت على انفتاحها لاستضافة النهائي على أحد الملاعب البريطانية.

بدأ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الحديث عن إجراء محادثات مع الاتحاد القاري بشأن تغيير مكان المباراة، ولم يتوان عن التباهي بأهلية بريطانيا وبسجلها الناجح في استضافة مباريات بحضور جماهيري، لكنه قال بصراحة إن القرار النهائي بيد الاتحاد الأوروبي. طبعا من الوهلة الأولى هناك من يرى في الخطوة الإنجليزية طلبا محقا، خاصة وأن النهائي إنجليزي بامتياز، ولا يختلف اثنان على قدرة البلاد في استضافة الأحداث الرياضية بصورة متكاملة لما تملكه من بنية تحتية كروية مميزة، وخبرة تنظيمية، وثقافة تحسب للكرة الإنجليزية في احتضان البطولات، كما يعتبر الاتحاد الإنجليزي من المؤثرين الرئيسيين في الاتحاد القاري ويملك من الداعمين ما يكفي لتبني أفكاره ومقترحاته وتلبية رغباته.

حجة بريطانيا في نقل النهائي تكمن في انتشار الجائحة في تركيا، لكن ألم ينس الاتحاد الموقر أن الجائحة ضربت بريطانيا وشلت مفاصل الحياة فيها؟ ولم تكد البلاد تنهض من آثار الموجة الأولى حتى ضربتها الموجة الثانية، وقد لا تكون بمأمن "لا سمح الله" من موجة ثالثة، وباتت الخلافات البريطانية الأوروبية حول توزيع لقاحات كورونا حديث زعماء الطرفين، والغالبية العظمى ترى في الجشع البريطاني سببا لهذا الخلاف، من جانب آخر تعاملت تركيا مع الموجة الأولى من الجائحة بنجاعة، وكانت سباقة في تقديم المساعدات للدول الأخرى، وبدأت تفرض سيطرتها على الموجة الثانية من خلال انخفاض عدد الإصابات والوفيات، وقد لايكون انتشار الفيروس السبب الرئيس وراء سعي بريطانيا لسرقة النهائي، فلها باع سلبي طويل في هذا المجال، ومن نسي التكالب البريطاني على حرمان روسيا من مونديال 2018 وحاربت حتى الساعات الأخيرة لمنع روسيا من استضافة الحدث مؤكدة استعدادها للاستضافة، وتكرر الأمر ضد قطر ومونديال 2022 معولة على وزنها الكروي وثقلها السياسي.

الأسباب البريطانية قاصرة، وتسمح لنفسها بما لا يحق للآخرين، فالقوانين حاليا في البلاد أكثر صعوبة مما تفرضه تركيا، وإذا ما طبقت الحكومة البريطانية قراراتها الخاصة بالجائحة فقد تقام البطولة بغياب تام لممثلي الاتحاد الأوروبي وممثلي الأندية، كما أن الموعد المحدد للنهائي يتزامن مع الجولة النهائية للدوري الإنجليزي للدرجة الأولى، المؤهلة إلى الدوري الممتاز، التي تقام على ملعب ويمبلي المرشح الحكومي لاستضافة النهائي الأوروبي. وإذا قدمت بريطانيا تنازلات في هذا السياق ما المانع في تقديم تنازلات بما يخص الجماهير واللاعبين العائدين من تركيا وعدم إخضاعهم للحجر في فندق معتمد من الحكومة لمدة عشرة أيام.

حتى اللحظة مازال ملعب أتاتورك الحاضن الرسمي لنهائي النسخة الحالية من دوري الأبطال، ومع ذلك يبقى نقل البطولة أمرا واردا، ورغبة طرفي النهائي في تغيير الملعب يمكن التوقف عندها، لكن الضمانات التركية كافية لاحتضان الحدث، إضافة لتوقعات بإصرار إسطنبول على استضافة النهائي، خاصة بعد انسحابها من الاستضافة العام الماضي عندما نقلت المباراة النهائية والأدوار الحاسمة إلى لشبونة، كما أن الاتحاد الأوروبي قد يجد نفسه مجبرا على تعويض مالي لتركيا حال حرمانها من هذا الشرف، تزامنا مع أزمة مالية خلفتها الجائحة، ما يجعل احتمال النقل أصعب مما تتوقعه بريطانيا.

شارك: