من هو فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر الجديد؟
أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، يوم الخميس 29 فبراير/ شباط، عن تعيين المدرب السويسري فلاديمير بيتكوفيتش كمدرب جديد للجزائر خلفًا للمدرب السابق جمال بلماضي.
بداية بلماضي مع المنتخب الجزائري كانت لافتة للأنظار، حيث قدم نسخة يمكن وصفها بالمرعبة من منتخب بلاده، وأتت ثمار عمله مع استعادة لقب كأس أمم أفريقيا بعد سنوات من الغياب عن منصات التتويج.
لكن سرعان ما خفق نجم بطل القارة السمراء الأسبق، فخلال خلافته، لم ينجح في الوصول لكأس العالم 2022، وودع الكان مرتين على التوالي من الدور الأول، وكان من الطبيعي خسارة منصبه.
ويأمل مشجعو "محاربي الصحراء" أن ينجح بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر الجديد في إخراج رفاق النجم رياض محرز من الغيبوبة التي دخلوا فيها مؤخرًا بعد تعرّضهم لثلاثة إخفاقات متتالية كلفت بلماضي منصبه.
من هو فلاديمير بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر الجديد؟
ولد فلاديمير بيتكوفيتش يوم 15 أغسطس/ آب 1963 بمدينة سراييفو في البوسنة والهرسك، ويملك مدرب منتخب الجزائر الجديد 3 جنسيات، هي البوسنية والكرواتية والسويسرية، بما أنه من كروات البوسنة وعمل وأقام لمدة طويلة في سويسرا.
ويلقب مدرب منتخب الجزائر الجديد بـ "الدكتور"، كما أنه يتقن الحديث بـ 5 لغات هي الكرواتية والإيطالية والألمانية والإنجليزية والروسية، علمًا أنه نشأ بمدينة سراييفو البوسنية مع والدين يعملان في قطاع التعليم، حيث كان والده مديرًا لروضة أطفال ووالدته أستاذة.
واستمر في العيش بالبوسنة والهرسك إلى غاية عام 1987 ثم انتقل إلى سويسرا، حيث خاض هناك تجارب كروية وهو لاعب وتجارب مهنية وهو مدرب أيضًا.
لقب يتيم في مسيرة بيتكوفيتش اللاعب
بدأ فلاديمير بيتكوفيتش مسيرته لاعبًا عام 1981 مع نادي سراييفو البوسني في منصب لاعب خط الوسط المهاجم، ولعب هناك ما بين عامي 1981 و1987، وتُوّج برفقته باللقب الوحيد في مسيرته وهو لاعب، حيث نال لقب الدوري اليوغوسلافي عام 1985 بعد مشاركته في مباراتين اثنتين ذلك الموسم.
وخلال فترة لعبه مع نادي سراييفو، حمل قميص رودار برييدور البوسني في النصف الثاني من موسم 1984-1985 بنظام الإعارة، كما أنه لعب مع فريق كوبر السلوفيني على شكل إعارة أيضًا موسم 1985-1986.
وفي العام 1987، رحل بيتكوفيتش للعب في سويسرا، وهناك حمل قميص عدة أندية، أبرزها، سيون ولوكارنو، قبل أن ينهي مسيرته الكروية موسم 1997-1998 مع نادي بيلينزونا الذي عمل معه -ذلك الموسم- لاعبًا ومدربًا في الدرجة الثالثة السويسرية.
بيتكوفيتش المدرب.. بداية مع أندية متواضعة وإقالة في تركيا
بعد اعتزاله اللعب، تحوّل فلاديمير بيتكوفيتش إلى مهنة التدريب، وبعدما عمل لاعبًا ومدربًا في الوقت عينه مع نادي بيلينزونا موسم 1997-1998، انتقل بعدها للإشراف على نادي مالكانتوني أغنو الذي دربه لمدة 5 مواسم من 1999 إلى 2004، وحقق معه الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية السويسرية.
ورحل "الدكتور" مثلما يلقب موسم 2004-2005 للعمل في نادي لوغانو ضمن الدرجة الثانية السويسرية، قبل أن يعود مجددًا لتدريب نادي بيلينزونا في الدرجة الثانية ما بين عامي 2005 و2008.
وفي عام 2008، خاض مدرب منتخب الجزائر الجديد أول تجربة في دوري الدرجة الأولى السويسري، عندما قاد نادي يونغ بويز ما بين عامي 2008 و2011، وبعدها ذهب للعمل في الدوري التركي مع نادي سامسون سبور الذي أقاله بعد 5 أشهر فقط موسم 2011-2012، وفي نفس الموسم درب نادي سيون شهرًا واحدًا، ورحل عنه بسبب سوء النتائج.
بيتكوفيتش مع لاتسيو.. اللقب الوحيد وطرد ومشاكل قانونية
وبعد مسيرة متواضعة في بدايته كمدرب، غيّر بيتكوفيتش الأجواء تمامًا، وذهب إلى الدوري الإيطالي للعمل موسم 2012-2013 مع نادي لاتسيو، ونجح ذلك الموسم في قيادة "البيانكوسيليستي" للتتويج بلقب كأس إيطاليا.
ولم تنتهِ تجربة "الدكتور" مع نسور العاصمة بطريقة جيدة، حيث دخل في صراع قانوني مع الرئيس كلاوديو لوتيتو، أدى إلى إقالته من منصبه منتصف موسم 2013-2014 بسبب موافقته على تدريب المنتخب السويسري بعد كأس العالم 2014، في حين أن عقده مع فريق العاصمة الإيطالية كان مستمرًا إلى غاية صيف 2014.
واتهمت إدارة لاتسيو -حسب تقارير إعلامية إيطالية- مدرب منتخب الجزائر الجديد بالكذب عليها في مفاوضاته مع منتخب سويسرا، ورد عليها المدرب السويسري، واتهمها بالفصل التعسفي من منصبه لدى الجهات القانونية المختصة، وفي النهاية فاز في معركته القانونية ضد الفريق الإيطالي.
مسيرة بيتكوفيتش مع المنتخب السويسري
بعد مغادرته نادي لاتسيو، تحمل المدرب بيتكوفيتش مسؤولية تدريب المنتخب السويسري بعد نهائيات كأس العالم 2014 خلفًا للمدرب الألماني أوتمار هيتسفيلد.
وحقق مسيرة محترمة مع سويسرا بعدما قاده للتأهل إلى ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2016 ونفس الدور في كأس العالم 2018.
وفي كأس أمم أوروبا 2020، قاد المدرب صاحب 60 عامًا "الساعات السويسرية" لإزاحة منتخب فرنسا بطل العالم حينها من ثمن نهائي "اليورو" وبلوغ ربع نهائي المسابقة، كما أنه احتل المركز الرابع في بطولة دوري الأمم الأوروبية عام 2019.
بيتكوفيتش وهبوط بوردو الأول منذ 62 عامًا
عقب مغادرته المنتخب السويسري صيف 2021، تولى فلاديمير بيتكوفيتش تدريب نادي بوردو الفرنسي؛ ولكن تجربته معه لم تستمر سوى لأشهر قليلة بعدما أُقيل من منصبه شهر فبراير/ شباط 2022 بسبب سوء النتائج، وترك المدرب السويسري بوردو في المركز 19 في جدول ترتيب الدوري الفرنسي، وتلقى الفريق تحت قيادته 58 هدفًا في 23 جولة من المسابقة.
وكان مدرب الجزائر الجديد واحدًا من أسباب هبوط بوردو إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسية، موسم 2021-2022، وكان هذا الهبوط هو الأول له منذ 62 عامًا، وتحديدًا منذ موسم 1959-1960، علمًا أن الفريق الفرنسي قد هبط أيضًا عام 1991، لكن لأسباب غير رياضية، بل لسبب إداري بسبب تراكم الديون، والتي قدرت قيمتها آنذاك بـ 242 مليون فرنك فرنسي على رئيسه السابق كلود بيز، أمّا من الناحية الرياضية، فقد أنهى الفريق الدوري في المركز العاشر برصيد 37 نقطة موسم 1990-1991.
وبعد إقالته في شهر فبراير 2022، كشفت وسائل إعلام فرنسية وسويسرية أن المدرب بيتكوفيتش قرر ملاحقة الفريق الفرنسي قضائيًّا، وطالبه بالحصول على جميع رواتبه إلى غاية نهاية عقده في يونيو/ حزيران 2024، والمقدرة قيمتها بـ8 ملايين يورو صافية، على اعتبار أنه كان يتقاضى راتبًا شهريًا يبلغ 280 ألف يورو.
وأضافت ذات الصحيفة أن نادي بوردو قرر عدم الاستمرار في دفع رواتب المدرب، لأنه لم "يتصرف لمصلحة النادي"، موضحة أن فلاديمير بيتكوفيتش كان يرغب في الحصول على جميع رواتبه حتى يونيو 2024، حتى في حال إشرافه على فريق جديد بدلًا من بوردو صيف 2022، لأن عقده مع النادي الفرنسي كان يضم بندًا يسمح له بالحصول على جميع رواتبه في حال إقالته، وفي حال ما أشرف على نادٍ آخر بعد الإقالة.
وبعدما أدخل نادي بوردو في غيبوبة لم يخرج منها حتى الآن، على اعتبار أنه ما زال يلعب في الدرجة الثانية الفرنسية، فهل ينجح بيتكوفيتش مدرب منتخب الجزائر الجديد في إخراج المحاربين من غيبوبتهم وأزمتهم الحالية؟ الإجابة سنتعرف عليها مع مرور الوقت والأيام!
شارك:
أخبار ذات صلة
