ليفربول والمركز العاشر.. لماذا نحن هنا؟

يقف ليفربول على حافة تحطم حلم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المُقبل، أو حتى أي مسابقة أوروبية، بعدما بلغ المركز العاشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ"، عقب الخسارة أمام وولفرهامبتون بثلاثية نظيفة، في الوقت الذي قرر فيه المدرب الألماني يورغن كلوب البحث عن حل لأزمة الفريق دون جدوى.

وصل ليفربول إلى المركز العاشر، بعدما خسر 7 مباريات وتعادل في 5 وفاز في 8، فيما جمع 29 نقطة، مما منح انطباعًا بأن الريدز لم يعد قادرًا على إيجاد حلول جذرية للخروج من أزمته التي بدأت منذ انطلاق الموسم.

إصابات من كل اتجاه

تسببت إصابات عدة داخل صفوف ليفربول في إبعاد قوته المؤثرة مثل قلب الدفاع المميز الهولندي فيرجيل فان دايك الذي يعد ركيزة رئيسية في الخط الخلفي ثم لحق به إبراهيما كوناتي، فيما أصيب البرازيلي آرثر ميلو الذي جاء معارًا من يوفنتوس لتدعيم خط الوسط.

أما خط الهجوم، فكان الأكثر تأثرًا بالإصابات حيث غاب الكولومبي لويس دياز، أحد عناصر القوة في مركز الجناح، وابتعد عن صفوف الفريق منذ عدة أسابيع وترك فراغًا في المقدمة، كما شعر الريدز بالغياب المؤثر للبرتغالي ديوغو جوتا، الذي أُصيب أيضًا وما يزال يخضع لمرحلة التأهيل منذ أسابيع.

صفقات غير مؤثرة

حاول ليفربول التعاقد مع رأس حربة صريح مثلما أقدم مانشستر سيتي على خطوة ضم هالاند من بوروسيا دورتموند، فنجح في ضم الأوروغوياني داروين نونيز من بنفيكا لكنه لم يقدم المستوى المطلوب.

وشارك نونيز في 15 مباراة في البريميرليغ، مُسهمًا بـ7 أهداف (سجّل 5 أهداف، قدّم تمريرتين حاسمتين)، بعدما وصل مقابل 80 مليون يورو، فيما أحرز منافسه هالاند 25 هدفًا، وقدّم 3 تمريرات حاسمة خلال 20 مباراة خاضها رفقة مانشستر سيتي في البطولة المحلية.

لماذا يقدّم داروين نونيز مستويات متواضعة مع ليفربول؟

اقرأ المزيد

واضطرت إدارة الريدز لضم الهولندي كودي غاكبو من آيندهوفن الهولندي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية مقابل 42 مليون يورو، لكن غاكبو لم يسجل أو يصنع خلال 3 مباريات شارك فيها مع الريدز في البريميرليغ.

ويبدو أن النادي الإنجليزي لم يستطع تعويض السنغالي ساديو ماني، الذي ذهب في فترة الانتقالات الصيفية الماضية إلى بايرن ميونيخ الألماني، مما أسهم في الضغط أكثر بغية البحث عن بديل له.

أزمة وسط الملعب

لجأ ليفربول إلى ضم آرثر ميلو، وهو الوحيد المنضم لتدعيم الوسط، ورغم اعتراف كلوب في بداية الموسم بأن الفريق لم يكن بحاجة إلى تعاقدات كبيرة في هذا الخط، فإن أغلب الأخبار بعد ذلك كشفت عن الرغبة في ضم جود بيلينغهام من بوروسيا دورتموند بسبب الرغبة في إضفاء الحيوية والكثافة والسيطرة أكثر على الكرة.

ويحتاج ليفربول إلى تغييرات في الحرس القديم لوسط الملعب مثل جوردان هندرسون وجيمس ميلنر وتشامبرلين وتعويضهم بعناصر جديدة قادرة على منح الحيوية اللازمة للفريق، لكن ذلك لن يتحقق إلا في الصيف.

وأمام أبناء أنفيلد تحديات كبيرة أبرزها مواجهة ريال مدريد في دور الستة عشر من مسابقة دوري أبطال أوروبا خاصة أن النادي الملكي استطاع التغلب في النهائي على ليفربول بهدف نظيف في النهائي النسخة الماضية، وكان وقتها الفريق الإنجليزي أكثر تماسكًا من اللحظة التي يمر بها الآن.

أزمة يورغن كلوب

يدرك الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول أن الخطط الهجومية والدفاعية التي يتبعها قائمة على منظومة اللعب، وإذا ما افتقد عنصر أو عناصر مؤثرة فيها فإن كل ما يخطط له عادة ما ينهار.

لذلك، فهو يعلم أن الوقت الحالي يحتاج إلى استعادة المصابين كمرحلة مهمة من أجل العودة إلى الطريق الصحيح، خاصة أن البدلاء لا يمكنهم الأداء بنفس الصورة التي يقدمها الأساسيون.