لماذا لم تصمد خطة الكاميرون أمام قوة نيجيريا في أمم أفريقيا؟
قدّم منتخب نيجيريا عرضًا فنيًّا كبيرًا، ليفوز 2-0 على نظيره الكاميروني، ضمن منافسات الدور ثمن النهائي لبطولة كأس أمم أفريقيا 2024 بكوت ديفوار.
وبدا الفريق الكاميروني غير قادر على مجاراة قوة منتخب نيجيريا، منذ البداية وحتى صافرة النهاية، ليُجمع كثيرون على أن خسارة "الأسود" كانت مُستحقة، وأن نيجيريا كانت جديرة إلى أقصى درجة بالتأهل إلى ربع النهائي.
لكن اللافت حقًّا أن ذلك التباين في أداء ومردود الفريقين حدث رغم خوضهما المباراة بطريقة اللعب ذاتها؛ إذ بدا أن مدرب الكاميرون، ريغوبير سونغ، يريد أن يفل حديدُه حديدَ نيجيريا، لكن الواقع كان أبعد ما يكون عن ذلك.
خطة منتخب نيجيريا بأداء كاميروني
انتهج كلا الفريقين على طريقة اللعب نفسها "3-4-3"، بالاعتماد على ثلاثي في الخط الخلفي، ومنح لاعبي الرواقين مساحات أكبر للانطلاق.
عوّل منتخب نيجيريا على هذه الخطة منذ مباراته الثانية في دور المجموعات، أمام كوت ديفوار، فيما لجأ إليها منتخب الكاميرون في مباراته الأخيرة والحاسمة بالمجموعة الثالثة، أمام غامبيا.
وحينما تلاقي المنتخبان، أمس السبت، بدا واضحًا أن كفة نيجيريا أثقل، وأن تشابه طريقة اللعب وحده لا يكفي.
لم يستفد منتخب الكاميرون من وجود 3 لاعبين في الخط الخلفي؛ حيث ارتكب الفريق مجموعة من الأخطاء الفادحة، على غرار ما حدث في لقطة الهدف الأول؛ حيث أرغم فيكتور أوسيمين المدافع الكاميروني عمر غونزاليس على ارتكاب خطأ كارثي، قبل أن تنتهي الكرة في شباك الحارس فابريس أوندوا.
وبالإضافة إلى الدفاع، لم يكن منتخب الكاميرون قادرًا على مجاراة الإيقاع البدني الكبير في وسط الملعب، ولم يقدم مهاجمو الفريق أي لمحات فنية، لتصبح المواجهة "من طرف واحد"، لصالح نيجيريا.
في المقابل، طبّق منتخب نيجيريا خطته الموضوعة بطريقة "أقرب للمثالية"؛ حيث تمركز المدافعون جيدًا، وقدّم لاعبو الوسط الإسهامات المطلوبة منهم دفاعًا وهجومًا، فيما تكفل لوكمان بتسجيل هدفَي اللقاء، مُستفيدًا من دعم أوسيمين والجناح المهاري موسيس سيمون.
التحولات النيجيرية وثبات الكاميرون
من الأمور اللافتة أيضًا في مباراة أمس، أن منتخب الكاميرون حاول تطبيق خطته من مواضع الثبات؛ بحيث يتمركز اللاعبون في مواقعهم، من دون التحلي بالحركية المطلوبة.
وجرى ذلك على النقيض تمامًا من منتخب نيجيريا، الذي تميز بديناميكية كبيرة، وسرعة مميزة في التحولات من الدفاع إلى الهجوم والعكس.
هل تواصل نيجيريا بهذا الشكل؟
من المنطقي القول إن أداء الكاميرون المُخيب ساعد منتخب نيجيريا على تقديم مستواه المميز بمباراة أمس، لكن من الواضح أيضًا أن أساس الجودة موجودة لدى "النسور الخضراء"، تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو.
من المُقرر أن يلتقي منتخب نيجيريا نظيره الأنغولي في ربع النهائي. وبنظرة سريعة إلى الفريق الأنغولي، يمكنك بسهولة أن تكتشف أن خصم "النسور القادم" فريق يمتاز بصلادة دفاعية أكبر من الكاميرون، وفاعلية هجومية أعلى.
ذلك يعني أن مباراة الفريقين يوم الجمعة القادم ستمثل اختبارًا أصعب لنيجيريا، الطامحة لحصد رابع ألقابها في كأس أمم أفريقيا.
شارك:
أخبار ذات صلة
