لابورتا.. صائد البطولات وصانع الأفراح في برشلونة

2021-06-08 09:01
خوان لابورتا الرئيس المنتخب لنادي برشلونة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عاد خوان لابورتا إلى رئاسة نادي برشلونة الإسباني بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية للنادي، متفوقاً على كل من فيكتور فونت وتوني فريشا، ليفتح النادي الكتالوني صفحة جديدة على أنقاض الفترة المتهالكة لإدارة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.

بعد فترة من الركود والأزمات المتتالية أجمعت وسائل الإعلام والجماهير الكتالونية على أن الرجل المناسب لانتشال برشلونة من مستنقع الأزمات الرياضية والاقتصادية هو خوان لابورتا؛ صاحب الإرث العظيم وصائد البطولات الذي قاد جحافل العملاق الكتالوني لغزو كرة القدم الأوروبية والعالمية.

بين رغبات جماهير برشلونة والصحافة المقربة من النادي، بات لابورتا الرجل المطلوب بإلحاح شديد لإعادة الهيبة الضائعة في زحمة النتائج المحبطة والأزمات الاقتصادية التي سببها فيروس كورونا، فمن هو الرئيس الجديد لبرشلونة؟

خوان لابورتا في سطور

ولد خوان لابورتا إستروتش في التاسع والعشرين من شهر حزيران/يونيو 1962 بمدينة برشلونة، وتفوق في الدراسة، ثم اختار دراسة القانون ليتخرج محامياً من جامعة المدينة، ثم بدأ في الاقتراب من محيط النادي الكتالوني عام 1998 بتأسيس مجموعة "الفيلة الزرقاء" المناهضة لرئيس النادي حينذاك جوسيب لويس نونيز، والتي حاولت سحب الثقة منه دون نجاح.

فاز لابورتا برئاسة النادي الكتالوني عام 2003 وخلف الرئيس السابق إينريك رينا، فأحدث ثورة رياضية واقتصادية أعاد بها النادي إلى قمة المجد الأوروبي، وقاده لتحقيق كل الألقاب الممكنة تحت إشراف المدربين فرانك ريكارد، ثم بيب غوارديولا.

خلال فترة رئاسته لبرشلونة حقق النادي 12 لقباً، وضم نخبة من أبرز لاعبي كرة القدم في العالم كالبرازيلي رونالدينيو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، والإسبانيين تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، والكاميروني صامويل إيتو وغيرهم.

رحل لابورتا عن رئاسة النادي عام 2010 وخلفه الرئيس السابق ساندرو روسيل الذي غادر بفضيحة التلاعب في صفقة البرازيلي نيمار، ثم عاد لابورتا وترشح لرئاسة النادي عام 2015 ضد الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، لكنه خسر الانتخابات وابتعد نسبياً عن البلوغرانا قبل أن يعود ويترشح لانتخابات العام الحالي ويفوز بها.

لابورتا يبني فريق ريكارد القوي

في عام 2003، كان البلوغرانا يعاني الأمرين للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا وكانت النتائج محبطة إلى أبعد الحدود بقيادة المدرب الهولندي لويس فان غال، لكن الأمور تغيرت حين فاز خوان لابورتا برئاسة النادي، وقام بتعاقدات ذكية بداية من المدرب فرانك رايكارد إلى الجوهرة البرازيلية رونالدينيو.

بدأ لابورتا في ترميم الفريق المتهالك، واستقدم نجوماً كباراً يملكون الموهبة ومتعطشون للمجد والألقاب، فضم ديكو من بورتو وصامويل إيتو من مايوركا ولودوفيك دجولي من موناكو عام 2004، إضافة إلى رونالدينيو الذي وصل في شتاء العام 2003، وعززهم بمواهب مدرسة "لاماسيا" كليونيل ميسي وتشافي وإنييستا.

مع هذه الثورة الفنية، انطلق الفريق بقيادة ريكارد في فرض هيمنته على الكرة الإسبانية فتوج بطلاً للدوري الإسباني عام 2005، ثم بدأ في غزو أوروبا ليحرز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه عام 2006 في النهائي الشهير على ملعب "سان دوني" في العاصمة الفرنسية باريس.

أزمة عام 2008..ومغامرة بيب غوارديولا

بعد فوزه بخمسة ألقاب بقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد، انتهت الفترة الذهبية للمدرب الهولندي مع برشلونة عام 2008، وظهرت خلافات مع الكثير من نجوم الفريق في مقدمتهم رونالدينيو الذي طالب بالرحيل عن النادي، فاتخذ لابورتا قراراً حاسماً بإقالة ريكارد وتعيين مدرب الفريق الرديف وابن النادي بيب غوارديولا الذي لا يملك خبرة كافية للإشراف على فريق بحجم برشلونة.

لاقى اختيار لابورتا لغوارديولا انتقادات واسعة لدى الصحافة والجماهير الكتالونية، لكن الرجل القوي تحدى الجميع وأكد أنه يثق في قدرات المدرب الشاب وأنه يتحمل كامل المسؤولية في تعيينه مدرباً أولاً لأحد أكبر أندية العالم.

سرعان ما برهن غوارديولا أن لابورتا ومستشاره الخبير الأسطورة يوهان كرويف على حق بتعيينه مدرباً لرفاق تشافي وميسي، فقد قرر غوارديولا بيع رونالدينيو، وقام يإعادة الهدوء إلى غرفة تبديل الملابس، وضم بعض الأسماء التي تخدم أفكاره كالبرازيلي داني ألفيش من إشبيلية، وصعّد بيدرو وسيرجيو بوسكيتس من الفريق الرديف، وأعاد جيرارد بيكيه من مانشستر يونايتد.

في عامه الأول حقق غوارديولا (2009) مدعوماً بثقة لابورتا 6 ألقاب كاملة فيما عُرف بالسداسية التاريخية التي حصد فيها الأخضر واليابس، ولم يترك لقباً داخل إسبانيا وخارجها إلا فاز به بأداء مميز ونتائج تاريخية أبرزها سداسية "سانتياغو برنابيو" أمام الغريم ريال مدريد، ورباعية بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

غادر لابورتا رئاسة النادي عام 2010، لكن إرثه بقي مع الفريق بفضل بيب غوارديولا والأسماء التي استقدمها الرئيس المحنك إلى النادي، فتحقق دوري أبطال أوروبا عامي 2011 و2015 بفضل ذلك الجيل المبهر الذي أسسه لابورتا صحبة بيب وكرويف.

مع تقدم أساطير كتشافي وبويول وتقدم آخرين بالسن كبوسكيتش وميسي وبيكيه، عاد برشلونة للابتعاد عن منصات التتويج الأوروبية، كما بدأ يعاني للفوز بلقب الدوري الإسباني، بسبب السياسات الفاشلة لإدارة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو، وكان السقوط المدوي 8-2 أمام بايرن ميونيخ في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2020 القشة التي قسمت ظهر بارتوميو، فتعالت الأصوات المطالبة باستقالته بعد مطالبة أسطورة النادي ليونيل ميسي بالرحيل.

إن تقدم ميسي بطلب الرحيل عن النادي؛ أعلن حالة الطوارئ لدى الكتلان، ومن بينهم خوان لابورتا الذي قدم ترشحه لرئاسة البلوغرانا، ونال مراده بانتخابه رئيساً للعملاق الكتالوني، على أمل أن يعيد بحنكته المعروفة الفريق إلى قمة مجده ويعيد بناء السمعة التي شوهتها السياسات العشوائية لروسيل وبارتوميو.

شارك: