كواليس مثيرة لمشاركة السودان في دورة الألعاب العربية
حفلت مشاركة السودان في دورة الألعاب العربية، التي أقيمت بالجزائر مؤخرًا، بالعديد من المواقف والمفارقات الغريبة، بسبب ظروف الحرب التي نشبت بالبلاد، منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وفاجأ المنتخب الأولمبي السوداني الجميع وتوج ببرونزية دورة الألعاب العربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخه، رغم حالة من اللامبالاة من الشارع الرياضي تجاه مشاركته في البطولة بسبب ويلات الحرب، عدم تركيز الإعلام مع منتخبات الفئات العمرية المختلفة، إلى جانب الاهتمام بالناديين الكبيرين الهلال والمريخ والمنتخب الأول فقط.
وكان هناك دور كبير لنجم المريخ الشاب، الجزولي نوح، قائد المنتخب، وكذلك نجم وسط الهلال أبو عاقلة عبد الله في جذب الاهتمام بعد الرحلات المكوكية للأخير، وتنقله بين الجزائر وتونس في أقل من 48 ساعة فصلت بين مباراة الهلال أمام الصفاقسي ومباراة الأولمبي أمام لبنان، ومن ثم عودته مجددًا، وبالمجمل خاض لاعب الوسط القوي 4 مباريات في أسبوع واحد فقط، كما قدم قائد المنتخب الجزولي نوح مستويات باهرة قد عززت كثيرًا من رصيده، وجذبت الاهتمام لمشاركة المنتخب، لا سيما بعد أن واصل انتصاراته في البطولة حتى تُوج بالبرونز.
واعتبر نوري حبيب -المدير الإداري للمنتخب الذي تحوّل من مجال الإعلام للإدارة ثم ظَهَر في مهمته الأولى مع المنتخب- أن الظهور المميز لصغار صقور الجديان كان متوقعًا لأفراد البعثة، وقال في حديث خاص لمنصة winwin: "لا بد من الإشادة بالدور الكبير لاتحاد الكرة والطاقم الفني ونجوم الفريق، وبالأخص أسامه عطا المنان، رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، نظرًا لحرصه الشديد على مشاركات السودان باستمرار رغم الظروف الصعبة".
وأبدى حبيب سعادته بالمهمة الأولى التي أُسنِدت إليه مديرًا إداريًّا للمنتخب، وقال: "من ناحيتي، فإن سعادتي مُضاعَفة، حقق المنتخب البرونزية للمرة الأولى في تاريخه، كما حققتُ نجاحًا بشهادة الجميع في أول مهمة أُسنِدت إليَّ".
الأمين العام للجنة الأولمبية يكشف مغامرات المنتخبات
وكشف محمود السر، الأمين العام للجنة الأولمبية السودانية، أن مشاركة السودان في دورة الألعاب الرياضية بالجزائر كانت من أجل المشاركة فقط، وقال في حديث خاص إلى موقع winwin: "لم نتوقع تحقيق الحد الأدنى من النجاح في البطولة، واعتبر أن التتويج ببرونزية كرة القدم إنجاز يماثل التتويج باللقب.
وأردف: "حفلت مشاركة اللاعبين في البطولة بالعديد من المواقف التي تكشف صمود السودانيين، وعزيمتهم، بعد أن تحدى فريق التجديف كل الظروف، وغامر عددٌ من اللاعبين بالسفر عبر المراكب الشراعية في رحلات طويلة إلى مدينة أبو حمد بسبب الحصار المفروض على الجزيرة، في ظل الصراع العسكري الدائر، ومن ثم واصلوا عبر رحلات برية سيرًا على الأقدام لأكثر من 15 كم، مُعرّضين أنفسهم للمخاطر والإرهاق، كما كان نجوم الجودو مُحاصَرين في أم درمان ولم يستطيعوا المشاركة".
وأضاف: "قد تعرََّض جميع اللاعبين لإرهاق لا مثيل له وضغطٍ نفسيٍّ عنيف، وبرهنوا على قوتهم وأشفقنا عليهم من تلك الضغوط، لا سيما أن البلاد تشهد صراعًا عسكريًا مميتًا، والجميع يخشى على أفراد أسرته، أعتقد أن ما حدث مؤخرًا كان قاسيًا وصعبًا؛ لكننا تجاوزنا التجربة".
وذكر السر أن هناك عددًا من اللاعبين وصلوا من أمريكا وغيرها من الدول للمشاركة في البطولة لكي يسهموا في إعلاء اسم السودان في المحافل العربية، لا سيما أن البطولة غابت عن المشهد الرياضي العربي زهاء 12 عامًا.
واعتبر السر أن عدم التتويج بميدالية ذهبية أو فضية لا يقدح من مشاركة السودان في البطولة، مؤكدًا أن حرصهم على الظهور في البطولة كان من أجل استمرار المشاركات، وليس خوفًا من العقوبات، وقال: استهدفنا المشاركة في المحفل العربي، لنؤكد للجميع عزيمة الشعب السوداني وقوة إرادته".
شارك:
أخبار ذات صلة
