كل الطرق تؤدي للديربي فلماذا الغضب؟

2021-06-08 09:01
ديربي الغضب بين ميلان وإنترميلان ( Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عندما يجتع التاريخ بالجغرافيا في ملعب كرة قدم، فاعلم أنك في مدينة ميلانو عاصمة إقليم لومبارديا في الشمال الإيطالي، مدينة الفنون والموضة والجمال، ولا جدال في ذلك، لكن الأمور عندما تصل إلى مستطيل أخضر فأنت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أزرق أو أحمر.

حروب من أجل الحسناء 

أنهت معاهدة لودي عام 1454م صراعا استمر أربعين عاما على زعامة إقليم لومبارديا وعاصمته الاقتصادية ميلانو بين ولايات البندقية وفلورانسا، لكن قلعة الشمال التي أنهكتها الحرب رفضت الخضوع لأي من تلك القوى المتناحرة وظلت واقفة عصية على كل الغزاة. ويبدو أن قدر تلك العروس الحسناء أن تبقى موضوع تنافس الفرسان الراغبين في كسب ودها والفوز بحبها ولو تغيرت الأسلحة والطرق.

العنصرية تؤسس الغريم 

أسس الإنكليزي هيربيت كيلبين عام 1889م مع مجموعة من الشركاء، نادي  أي سي ميلان  للكركيت وكرة القدم واختار له اللونين الأحمر والأسود لبث الرعب في قلوب المنافسين من قوة الشيطان، إلا أن مجموعة من أعضاء الإدارة أيدت عام 1908م  فكرة تقدم بها الاتحاد الإيطالي بالسماح لللاعبين غير الإيطاليين باللعب في الدوري، بعد أن كانت مرفوضة من قبل أندية ميلان وجنوى وتورينو، ما أوصل الأمور إلى خروج أربعة من الأعضاء المؤيدين وقيامهم بإنشاء ناد آخر، مبدين حزنهم من العنصرية التي أظهرها بعض المؤسسين، لتكون ولادة نادٍ جديد كان أحد مؤسسيه الفنان والرسام جيورجيو موجياني الذي اختار ألوان وشعار الفريق الأسود والأزرق المستوحاة من ألوان الليل والسماء. ولأن اسم النادي مشتق من رغبة أعضائه المؤسسين في قبول اللاعبين غير الإيطاليين، كان اختيار إنترناسيونال.

الطبقية تشعل النار 

عرفت فترة نشأة الناديين ذروة الصراع السياسي والطبقي بين شرائح المجتمع الإيطالي، خصوصا فئات كادحة كانت لها الأغلبية العظمى وبين الطبقة الأرستقراطية التي كانت عدوة العمال الرئيسة. وبعد أن صهر نادي المدينة الواحد (إيه سي ميلان) الجميع في بوتقة واحدة، جاء الانقسام ليعيد تأجيج نار الصراع ويحول المواجهة الكروية التي بدأت على الأراضي السويسرية وتحديدا على ملعب كاياسو عام 1908، إلى لقاء ودي انتهى لمصلحة الروسونيري الممثل للبروريتارية 2-1 على حساب الفريق الذي اعتبر منذ تلك اللحظة سفير الطبقة الراقية، فيما كان ملعب ميلانو دي بورتا مونفونتري الشاهد على أول اللقاءات الرسمية بين الناديين عام 1909 ضمن  البطولة الإيطالية  وانتهى أيضا لصالح الميلان 3-2 . 

المنتخب زاد النار اشتعالا

يعد المنتخب الوطني في أي دولة في العالم، عامل جمع بين أفراد الشعب الواحد على اختلاف ميولهم وتحزباتهم، وذلك لأنه يلعب تحت راية ينمتي لها الكل، إلا أن الأتزوري الذي شارك في كأس العالم عام 1970 كان سببا في إذكاء نار الكراهية والغضب بين الجماهير، والسبب كان تفضيل المدرب فيروتشيو فالساريغي، لهداف النيراتزوري ساندرو ماتزولا، على نجم الميلان جياني ريفيرا، خاصة في المباراة النهائية ضد البرازيل، والتي انهزمت فيها إيطاليا بأربعة أهداف دون مقابل، إذ أشرك المدير الفني، ريفيرا قبل نهاية اللقاء بتسع دقائق فقط. 

تتسارع الأحداث من حولنا وتتبدل الظروف وتتغير المعطيات والإحداثيات، لكن ديربي ديلا مادونينا يبقى قيمة ثابتة لا تتبدل في عالم كرة القدم بنجومها وتاريخها، وسيبقى الصراع على زعامة عروس الشمال مستمرا ما سُمعت صافرة في ملعب وما هتف مشجع عاشق باسم ميلان أو إنتر ميلانو.

شارك: