قبل إجازة المونديال.. هل يُقال تشافي من تدريب برشلونة؟

2022-10-27 22:38
الإسباني تشافي هيرنانديز المدير الفني لفريق برشلونة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في كل مرة يتعرض فيها برشلونة الإسباني للتعثر، يعود سؤال رئيسي للواجهة، يتعلق بمدى قدرة تشافي هيرنانديز على تولي مسؤولية فريق بحجم البلوغرانا، في الوقت الذي بدأت فيه النتائج المخيبة في الظهور تدريجيًّا.

يمثل وجود تشافي مدربًا لبرشلونة الكثير من الإيجابيات والسلبيات، التي بدأت في الظهور، لا سيما أنه في الوقت الحالي أصبح الفريق رسميًّا في بطولة الدوري الأوروبي، وكذلك ابتعد قليلًا عن المنافسة محليًّا على لقب الليغا، بسبب الخسارة أمام ريال مدريد في الكلاسيكو.

وفي الوقت نفسه، بدأ سؤال يطرأ على أذهان الجمهور وإدارة النادي كلًا على حد سواء: هل التوقيت الحالي يبدو مثاليًّا لإقالة تشافي وتعيين بديل له، في ظل إقامة منافسات كأس العالم بعد أسابيع؟

وسيجد برشلونة نفسه في فترة إجازة، يمكن خلالها استيعاب تداعيات أي قرار، لا سيما أن المنتخبات ستبدأ الاستعدادات قبل انطلاق كأس العالم بعدة أيام.

مبررات تشافي

عادةً ما يتذرّع أي مدرب بسلسلة من المبررات التي يدافع بها عن نفسه، بينما تشافي يدرك أن الكثير من الأخطاء التي وقعت داخل الملعب ما كان يجب أن تحدث في مباريات ضد إنتر ميلان وريال مدريد، لكن الحديث مع جوان لابورتا، رئيس النادي، حمل بعض التحليلات التي ربما تقنع الإدارة.

ولم يغفل تشافي الأخطاء التحكيمية التي تعرض لها برشلونة، خاصةً أمام إنتر ميلان في ملعب "جوسيبي مياتزا"، لكنه لم يعول عليها كثيرًا في تبرير وصول الفريق إلى هذه المرحلة، بما فيها من إقصاء مبكر من منافسات دوري الأبطال، والتحول للموسم الثاني تواليًا للمشاركة في الدوري الأوروبي.

اعتمد تشافي في مبرراته على سلسلة الإصابات التي تعرَّض لها برشلونة، بدايةً من ثلاثي الدفاع رونالد أراوخو وجول كوندي وأندرياس كريستنسن، مرورًا بالمهاجم الهولندي ممفيس ديباي، وهو ما دفع تشافي للاعتماد على عناصر ما كان يجب أن تلعب في تشكيلته الأساسية، مثل جيرارد بيكيه وسيرجي روبيرتو.

ورغم تعاقد برشلونة مع هيكتور بيليرين مجانًا لتدعيم مركز الظهير الأيمن، فإن تشافي طلب لاعبًا آخر هو سيزار أزبيليكويتا، الذي قرر تجديد عقده مع تشيلسي وعدم الرحيل إلى البلوغرانا.

برشلونة

واكتفى تشافي بالحديث عن نقطة هامة يجب أن يعيها الجمهور، وهي أن برشلونة في بداية مشروعه، ومن غير المنطقي بين يوم وليلة أن يعود الفريق لمنصات التتويج، بعد فترة شهد فيها البلوغرانا أنواعًا مختلفةً من التجريف وغياب التدعيمات.

لابورتا وقلب الطاولة

ما أسهل قرارات الإقالة لدى جوان لابورتا، رئيس برشلونة، مثلما فعل سلفًًا مع الهولنديَين رونالد كومان وفرانك ريكارد، لكن الوضع الذي يعيشه النادي قد يدفع لابورتا للتفكير كثيرًا قبل توقيع قرار رحيل تشافي.

يملك برشلونة خطة بين تشافي وماتيو أليماني، مسؤول التعاقدات داخل النادي، من أجل التدعيم في الشتاء بعدد من العناصر، وإذا ما رحل تشافي وحل مدرب جديد، فربما سيكون عليه تغيير تلك الخطة، والبحث عن لاعبين آخرين، وحينها ستبدأ الإدارة من نقطة الصفر، لا سيما أن سوق الانتقالات من المتوقع أن تشتعل مبكرًا عقب نهاية كأس العالم.

ويبدو الكثير من الخيارات أمام لابورتا، مثل الألماني توماس توخيل الذي يبحث عن نادٍ حاليًا عقب رحيله عن تدريب تشيلسي الإنجليزي، كما سيظهر في وقت لاحق اسم لويس إنريكي، المدير الفني الحالي لمنتخب إسبانيا، والذي ينتهي عقده مع "الماتادور" عقب انتهاء كأس العالم في قطر.

ويمثل إنريكي مدرسة مشابهة لما يقدمه تشافي، ولكن مع خبرات أكبر، فضلًا عن أنه فاز بلقب دوري أبطال أوروبا مع البارسا عام 2015 أمام يوفنتوس الإيطالي في برلين، مما يعني أنه يملك رصيدًا لدى الجمهور.

وفي المقابل، يدرك لابورتا أن وجود تشافي مع برشلونة حاليًا سيسمح له بامتصاص غضب الجمهور، إذا ما واصل التعثر؛ لأنه من المستحيل على أي مدرب أن يحقق نفس النتائج التي يحققها المدير الفني الحالي دون أن يشعل الجمهور ثورةً عليه، لا سيما أن الإدارة رهنت عددًا من الأصول لصالح التعاقد مع صفقات جديدة.

مرآة بايرن

كانت مباراتا بايرن ميونيخ في الذهاب والإياب في دور المجموعات بمسابقة دوري أبطال أوروبا أشبه بالمرآة التي يمكن لبرشلونة أن ينظر فيها إلى نفسه، ويتحقق من قدرته على المنافسة على الألقاب في الموسم الحالي.

وظهر فارق الإمكانات البدنية كبيرًا للغاية، لا سيما أن الفريق عجز عن التسديد بين القائمين والعارضة رغم غيابات الفريق الألماني؛ المتمثلة في مانويل نوير وليروي ساني.

أصبح موقعتا بايرن فرصة للأذهان للانطلاق نحو الأفق المتسع، ومعرفة ما الذي ينقص برشلونة؛ سواء فنيًّا، أو بدنيًّا، أو على مستوى الصفقات؟ وما الذي ينقص مشروع تشافي تحديدًا؟

شارك: