فينيسيوس.. من "منبوذ" إلى دور البطولة

2021-06-08 09:01
البرازيلي فينيسيوس جونيور تألق أمام ليفربول (Getty)
Source
+ الخط -

توقف بنزيمة وتحدث بالفرنسية "يا أخي لا تلعب له.. إنه يلعب ضدنا!"، وجه النجم الفرنسي كلامه نحو فيرلان ميندي في نفق اللاعبين بين شوطي المباراة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ وتعجب البلجيكي كورتوا من ذلك!.

كان البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور هو المقصود من حديث بنزيمة، الأمر الذي كشفته الصحافة وكان يمكن أن يؤدي "لتدمير" مسيرة لاعب واعد آمن به المدرب زين الدين زيدان واشتراه الرئيس بيريز بمبلغ 60 مليون يورو.

صحيح أن جونيور لم يظهر خلال العام الماضي ما يشفع له هذا المبلغ وارتداء قميص ريال مدريد، لكن الشاب الآتي من أحياء البرازيلي الفقيرة، كافح كما تعلم في بلاد السامبا، واشتغل على نفسه وتطور في التدريبات، وحافظ على قوته البدنية فكان أحد اللاعبين الذين لم يتعرضوا للإصابة في آخر موسمين.

ومنذ تلك الواقعة التي جرت في أكتوبر/تشرين أول الماضي، انطلق فينيسيوس برحلة أشبه بـ"تسلق الجبال"، ومع غياب هازارد، ورودريغو، وقبلهما آسينسيو، وتراجع مستوى الآخرين، استثمر زيدان بنجمه البرازيلي واستمر بمنحه الفرصة تلو الأخرى، كان يدرك أن المباريات المتتالية ستكسبه الخبرة والثقة.
 


وفي الوقت الذي يعاني فيه الريال خلال موسم صعب خسر فيه السوبر، وودع كأس الملك بوقت مبكر أمام فريق من الدرجة الثالثة، كان الفريق الملكي أمام تحديات أصعب من أجل الخروج بلقب كبير نهاية هذا الموسم، وجاء الموعد المرتقب أمام ليفربول الإنجليزي في ظل غيابات عديدة.

ولكن البرازيلي الصغير، رمى ثوب "الرتابة" وأخذ دور البطولة من الخبير والهداف الأول كريم بنزيمة، وتمكن من هز شباك ليفربول مرتين ليعطي فريقه انتصاراً مثاليا 3-1 في ذهاب ربع النهائي، ما يقربه كثيرا من التأهل لنصف النهائي بعد غياب دام سنتين.

في ملعب "الفريدو دي ستيفانو" كانت ليلة الفتى "فيني"، لقد كان ماكراً في تحرّكاته وأزعج الظهير المميّز ترنت ألكسندر-أرنولد، اخترق من العمق خلف تمريرة كروس وسجل في مرمى بيكر هدفا أول، ثم اقتنص تمريرة عرضية من مودريتش بشكل رائع وكرر زيارته للشباك الحمراء.
 


حاز جونيور على جائزة رجل المباراة، وتصدرت صورته الصفحات الرئيسية في إسبانيا يوم الأربعاء وتغنت العناوين بما فعله البرازيلي أمام ليفربول، حيث قالت يومية "آس" الرياضية "فيني، فيدي، فيتشي" في إشارة إلى العبارة الشهيرة التي أطلقها الإمبراطور يوليوس قيصر(أتيت، رأيت، انتصرت)، واصفة الأداء المميز لفينيسيوس.

بعد أن سجل الهدف الأول ركض جونيور وطبع قلبه على شعار ريال مدريد وصرخ  بالإسبانية "يو، آكي!".. أي (أنا، هنا!)، حيث أراد أن يعلن إثبات أحقيته باحتلال مكناته في تشكيلة ريال مدريد الأساسية.

جاء ردّ فينيسيوس على ما قاله أسطورة ريال مدريد السابق، الأرجنتيني خورخي فالدانو عشية المباراة في مقابلة مع إذاعة "أوندا سيرو" حين وصف انتقال جونيور إلى باريس سان جرمان سيفرحه إذا "كان البديل مبابي".

وبعد أن قبّل شعار الريال، توجّه فينيسيوس بعد لتقبيل مدرّبه زيدان الذي منحه ثقة دائمة، قال المدرب بعد المباراة: "أنا سعيد لأجله، قام بعمل رائع، خصوصا في الناحية الدفاعية. نعرف قيمته عندما يحصل على المساحات. هدفان سيمنحانه الكثير من الثقة، يستحق ذلك".
 


اكتسب الموهبة البرازيلية، المرتبط بعقد مع فريق العاصمة حتى 2025، تدريجيا ثقة جهازه الفني. وتجاوز لاعب فلامينغو السابق مطبات كثيرة، وبات عليه أن يكرر ما فعله أمام ليفربول في مواجهة "الكلاسيكو" أمام برشلونة في لقاء شبه حاسم لتحديد إمكانية الريال للذهاب بقوة نحو المنافسة على لقب الدوري.

وكان فينيسيوس أول لاعب مولود في الألفية الثالثة يخوض مباراة مع ريال مدريد (في 29 أيلول/سبتمبر 2018 ضد أتلتيكو مدريد)، ثم أصبح أصغر هداف في الكلاسيكو، متقدما على  الأرجنتيني ليونيل ميسي (في 1 آذار/مارس 2020، بعمر 19 عاما و233 يوما).
 


شارك: