سولشاير أدار ظهره لـ "فان خال".. فخسر اليوروباليغ!

2021-06-15 21:57
أولي غونار سولشاير مدرب مانشستر يونايتد وحارسه ديفيد دي خيا (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في مباراة ربع نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، آلت نتيجة المباراة بين المنتخب الهولندي ونظيره الكوستاريكي إلى التعادل سلبيا في وقتيها الأصلي والإضافي على أرضية ملعب فونتي نوفا بمدينة باهيا، كل الأنظار اتجهت بطبيعة الحال إلى حارسي مرمى المنتخبين لكونهما يمثلان نصف القوة إن لم تكن كلها في مثل هكذا مواقف خاصة، وإن كان حارس بحجم العملاق الكوستاريكي كيلور نافاس. في الدقيقة الأخيرة من الشوط الرابع وضع مدرب الطواحين لويس فان خال ثقته في حارس مرمى نيوكاسل يونايتد الشاب تيم كرول، وأجرى أذكى تبديل في تاريخ كأس العالم بلا منازع، ليقف كرول ندًا أمام نافاس بين الثلاث خشبات.

مع أن كرول (26 عامًا) وقتها، قد تصدّى لركلتي جزاء من أصل 20 صوّبت عليه في البريميرليغ، فإن فان خال قرر إشراكه على حساب الحارس الأساسي غاسبر سيليسن. وقد كان له ما أراد، يقول المدرب العرّاب إنه جهّز كل السيناريوهات قبل المباراة، وقرر إشراك كرول حال ذهبت إلى ركلات الترجيح، وقبل ذلك درّبه بكثافة على التصدي لتلك الركلات في تدريبات خاصة مع مدرب الحرّاس ودرس أماكن تصويب لاعبي المنتخب الكوستاريكي. بيد أن أبرز ما يمكن ملاحظته من هذا التبديل أن فان خال أبقى على تبديل واحد ووضعه جانبًا، إلى أن تأكد أن المباراة ستذهب إلى ركلات الترجيح، حينها ألقى بالورقة الرابحة "تيم كرول" في الشوط الرابع.


جميعنا نعلم ما حدث بعد ذلك، وكيف أن تيم كرول تصدى ببراعة لركلتي براين رويز وميكايل أومانيا ليمنح هولندا التأهل الثاني تواليًا إلى نصف نهائي المونديال بعد نسخة 2010 في جنوب إفريقيا. لكن المفارقة الأفضل أن كرول ارتمى في كل ركلة مع الكرة، ولم يذهب في الاتجاه المعاكس، واستطاع إيقاف ركلتي رويز وأومانيا. فازت هولندا في نهاية المطاف 4-2 ومن هنا كانت نقطة تحوّل في عقول المدربين بالنسبة لكيفية تسيير ركلات الجزاء، ولم يعد الأمر كلاسيكيًا بأن يضع المدرب ترتيب المسددين وينتظر النتيجة. 


نقفز بالزمن 8 سنوات إلى الأمام، من مدينة باهيا البرازيلية إلى غدانسك البولندية حيث نهائي الدوري الأوروبي لكرة القدم لعام 2021 بين مانشستر يونايتد وفياريال الإسباني، يسجّل جيرارد مورينو ويستغل هفوة من دفاعات الحُمر في الشوط الأول، ويعادل إدنسون كافاني مُتابعًا تصويبة راشفورد التي وقفت أمامه في مرمى خالٍ من حارسه. تذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية ثم إلى ركلات الجزاء التي شهدت سيناريو ماراثوني بتنفيذ كل فريق 11 ركلة، بمن فيهم حارسا المرمى.

سولشاير مُدرّب مبتدئ، هذه حقيقة لا تقبل الجدال. لم يتعرض للكثير من المواقف والضغوطات التي من الممكن أن تصقل موهبته وتُفتّح عقله بدرجات أكبر للتعاطي مع الأمور العاجلة الطارئة، ليس مدربًا مرنًا يستطيع قلب الأمور تكتيكيًا لصالحه في المباريات الكبرى مثلًا، بل يعتمد في الأغلب على القرارات الفردية للاعبيه في الثلث الأخير من الملعب، ويخدمه في ذلك أيما خدمة ماركوش راشفورد وبرونو فيرنانديز، وأضيف إليهما مؤخرًا كافاني.

لنعود إلى ركلات الجزاء. الجميع يعي أن الحارس الإسباني لمانشستر يونايتد ديفيد دي خيا قد يستطيع إنقاذ 10 انفرادات من رونالدو وميسي بإتقان، لكنه لا يقدر على إيقاف ركلة جزاء واحدة. الإحصاءات تقول ذلك بالنظر إلى أن آخر ركلة أوقفها كانت في 2016 من روميلو لوكاكو.. إجمالًا آخر 40 ركلة جزاء صوّبت على مرمى دي خيا سكنت جميعها الشباك، وهو رقم لربما يعلمه الجميع ما عدا الطاقم الفني للنادي، وبالأخص أولي غونار سولشاير، الذي قال عن ذلك بعد المباراة إنه "فكّر" في تبديل الحارس والزج بزميله دين هندرسون، لكنه "وضع ثقته" في دي خيا.
 

دي خيا
أماكن تصويب ركلات الجزاء الـ40 على مرمى دي خيا (مصدر الصورة: أوبتا)


هندرسون بالمناسبة لديه سجّلات قوية مقارنة بزميله دي خيا بالنسبة لركلات الجزاء، فالحارس الواعد تصدّى لـ8 ركلات من أصل 19 انبرى لها. آخر ركلتين مثلًا كانتا أمام ريال سوسيداد بالنسخة الحالية من الدوري الأوروبي في فبراير/ شباط الماضي، وأنقذها من ميكيل أوريازابال، والثانية أوقفها أمام غابريل خيسوس في المباراة ضد مانشستر سيتي بالبريميرليغ في يناير/ كانون الثاني 2020.

كان من المهم أن ينظر المدرب سولشاير وطاقمه إلى التاريخ الفقير لدي خيا مع ركلات الجزاء، وبالتأكيد الأمر صار عقدة له وليس من الصحيح أن يوضع في هكذا اختبار وفي هكذا مباراة نهائية. في المقابل لا يفوّت هندرسون أي فرصة تُمنح له، وأظهر في العديد من المرات قدراته في التصدي لركلات الجزاء، كان من الأجدر أن يتعلم سولشاير من فان خال، فالجميع يتعلم من الجميع.

زيدان على سبيل المثال، وقبل أن يلج في فترته الأولى الذهبية مع ريال مدريد التي حصل خلالها على 3 ألقاب متتالية للأبطال، سافر عام 2016 إلى ميونيخ الألمانية في فترة معايشة مع المدرب بيب غوارديولا ليتعلم منه. غوارديولا نفسه سافر إلى الأرجنتين، ومكث 3 ليالٍ متواصلة رفقة المدرب مارسيلو بييلسا في غرفته يستقي منه ويدرس، قبل أن يعود إلى إسبانيا ويبدأ حقبة تاريخية مع برشلونة عام 2008. 

شارك: