ما سبب رحيل كلوب عن ليفربول ومن يخلفه في تدريب الريدز؟

نزلت صاعقة كبيرة على عشاق ليفربول، وربما جميع عشاق كرة القدم، عندما أعُلن رحيل كلوب عن تدريب الريدز بنهاية الموسم الجاري، رغم أن عقده في آنفيلد كان لا يزال ممتدًا حتى صيف 2026.

لم تكن تجربة يورغن مع ليفربول عادية، فمنذ توليه مسؤولية تدريب الفريق في شهر أكتوبر 2015، ونجح في إعادة الريدز مرة أخرى إلى القمة بعد سنوات طويلة من المعاناة، وأصبح معه النادي الإنجليزي مرادفًا لكرة القدم الممتعة.

رحيل كلوب يمثل نهاية حقبة حقيقية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بدأت بوصوله ثم وصول بيب غوارديولا لتدريب مانشستر سيتي في 2016، وجعلت عشاق الساحرة المستديرة يستمتعون بتنافس بينهما لا يزال ممتدًا حتى لحظتنا هذه.

يورغن كلوب يقرر مغادرة ليفربول نهاية الموسم الحالي

بمغادرة المدرب الألماني لليفربول، فبلا شك فراغ كبير سيُترك في منصب المدير الفني، وقلق كبير سيحدو الجماهير، فحتى إن كان موسم الريدز الماضي سيئًا، إلا أن هناك ثقة دائمة في قدرة المدرب على قلب الأمور، وهو ما تحقق بالفعل في الموسم الجديد.

رغم العشق الكبير الذي يكنه لليفربول والإنجازات الهائلة التي حققها، خرج كلوب وأعلن النبأ بنفسه، وقال أنه قرار متخذ منذ وقت طويل، وأنه كشخص لا يريد فعل ذلك، ولكنه يرى أن مغادرته آنفيلد في نهاية الموسم هو الخيار الأفضل لجميع الأطراف.

قرابة 9 سنوات من العمل الشاق للألماني مع ليفربول ستنتهي في مايو 2024، فما سبب قرار رحيل كلوب وما هي وجهته المقبلة بعد أن غادر النادي الإنجليزي العملاق، وأخيرًا من سيخلفه على مقاعد بدلاء آنفيلد؟ كلها أسئلة ستجد إجاباتها في الأسطر التالية.

ما سبب رحيل كلوب عن ليفربول؟

نفى يورغن كلوب أن يكون رحيله عن ليفربول بسبب خلاف مع الإدارة أو أي شيء من هذا القبيل، وكشف بوضوح أن السبب في قراره هو أن "طاقته بدأت تنفذ".

وقال المدرب في هذا الصدد متحدثًا للموقع الرسمي لليفربول "أستطيع أن أفهم أنها صدمة للكثير من الناس في هذه اللحظة، عندما تسمعونها للمرة الأولى، لكن بالطبع أنا أستطيع تفسيرها، أو على الأقل محاولة شرحها".

كما أضاف "أحب كل شيء له علاقة بليفربول، ولكن استمراري في اتخاذ هذا القرار يوضح أنني مقتنع بأنه هو القرار الذي يجب أن أتخذه".

في الوقت نفسه، قال كلوب أنه بدأ بالشعور بأن رحلته في ليفربول أتى أوان انتهائها عندما بدأ الإعداد للموسم المقبل من ناحية التعاقدات وأين يُقام معسكر الإعداد، فخلال تلك الاجتماعات المختلفة شعر الألماني بأنه ليس بنفس شغف الماضي، لذا ففضل أن يرحل مبكرًا قبل أن تنتهي طاقته في وسط الموسم ويضع ناديه في ورطة.

ويقول كلوب أيضًا أنه يعمل في مهنة التدريب منذ 24 سنة، ويحتاج إلى راحة لم يحصل عليها قط في مسيرته، وبعدها يمكنه الانطلاق مرة أخرى أو التوقف من الأساس عن العمل كمدرب.

وشدد المدرب الألماني على أنه لا يُعاني من أي أزمات صحية أو أمور من هذا القبيل، وإنما كل ما في الأمر هو شعور طبيعي بالطاقة المنخفضة الأقل من الطبيعي بعد أكثر من 8 سنوات في نفس العمل ومن دون راحة.

ما هي وجهة كلوب القادمة بعد ترك ليفربول؟

بعد رحيل كلوب سُئل كالمتوقع عن ماذا سيفعل في مسيرته بعد أن نهاية الرحلة في آنفيلد، والمفاجأة أنه ألمح إلى احتمالية اعتزاله مهنة التدريب.

صاحب الـ 56 عامًا أشار إلى أنه سيأخذ راحة مؤكدة لمدة عام لن يتولى خلالها تدريب أي منتخب أو نادٍ، وبعدها سيرى شعوره وإذا ما كانت لديه الرغبة مرة أخرى في العمل كمدرب أم يبدأ في العمل بوظيفة أخرى سواء داخل أو خارج عالم كرة القدم.

وقطع كلوب وعدًا لجماهير ليفربول بأنه لن يدرب ناديًا إنجليزيًا مهما كلف الأمر، وتابع بقوله "حتى إذا لم أجد قوت يومي، لن أدرب أي نادٍ إنجليزي آخر غير ليفربول".

وربما أن المنتخب الألماني هو الأوفر حظًا للحصول على خدمات كلوب في السنوات المقبلة، بالنظر إلى أن عقد يوليان ناغلسمان سينتهي بنهاية يورو 2024، ووقتها يمكن الانتظار لعام إضافي بمدرب مؤقت وبعدها التعاقد مع الخيار الأمثل للمانشافت.

أما على صعيد الأندية، فقد تكون تجربة كلوب القادمة إن قرر استمرار عمله كمدرب، إما في الدوري الإسباني مع أحد القطبين ريال مدريد أو برشلونة، أو في إيطاليا، وبالتأكيد يظل بايرن ميونخ وجهة مرجحة بشدة.

تبقى الإشارة إلى أنه وفي تصريح قديم قال كلوب أنه إذا رحل عن ليفربول فسيريد العودة لتدريب الفريق الذي بدأ معه مسيرته التدريبية، ماينتس، ثم الاعتزال إلى الأبد، ولا يُعرف إذا كانت نواياه الآن نفسها أم قد يعدل عن الأمر.

من هو خليفة كلوب في تدريب ليفربول؟

مع رحيل كلوب يظل اسم تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن هو الأوفر حظًا حتى الآن لخلافته في تدريب ليفربول، حتى وإن كان عقده لا يزال ممتدًا لعامين آخرين مع النادي الألماني.

وطرحت الصحف الإنجليزية أسماء متعددة مثل روبيرتو دي زيربي مدرب برايتون الحالي، وأسطورة ليفربول ومدرب الاتفاق السعودي الحالي ستيفن جيرارد، كخيارات محتملة أيضًا لخلافة كلوب.

المدرب الألماني عندما سُئل حول من سيكون خليفته، اكتفى بالقول أن الإدارة تعمل بكل ما لديها على هذا الملف، وأنه لن يشارك في عملية اختيار المدرب الجديد.

أحد الأسماء المطروحة لتعويض رحيل كلوب أيضًا هو مساعده الحالي، بيب ليندرز، والذي حظيّ باهتمام عديد الأندية الأوروبية في السنوات المقبلة، ولديه رغبة كبيرة في أن يصبح مديرًا فنيًا في السنوات المقبلة.

ومن المتوقع أن تزداد الأسماء المطروحة لتدريب ليفربول في الفترة المقبلة، ولكن أغلب الظن أن إدارة ليفربول قد تؤجل إعلانها عن الخليفة الدائم لكلوب للأشهر المقبلة لا سيما وأن الفريق ينافس على 4 بطولات ولا يريد المدرب ولاعبوه أي نوع من أنواع التشويش.

ولكن في الوقت نفسه، قد تريد إدارة ليفربول حسم الملف سريعًا منعًا للكثير من الشائعات، لذا فكل الأمور مفتوحة على مصرعيها وستُكشف خلال الفترة القليلة القادمة.

ما هي بطولات كلوب مع ليفربول؟

رغم وصوله إلى تدريب ليفربول عام 2015، إلا أن أول بطولة حققها كلوب مع ليفربول كانت في موسم 2018-2019، وهي مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على توتنهام 2-0 في النهائي بملعب واندا ميتروبوليتانو.

وتوالت الإنجازات بعد ذلك، حيث نجح في تحقيق الدوري الإنجليزي لليفربول للمرة الأولى في حقبة البريميرليغ، كما حقق ألقاب السوبر المحلي "الدرع الخيرية" والسوبر الأوروبي، فضلًا عن كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو.

6 ألقاب فقط هي محصلة 8 أعوام ونصف لكلوب في تدريب ليفربول، لكن لكل منها قيمته الخاصة، وربما أن إنجازات المدرب لم تتوقف فقط عند تحقيق البطولات.

وصل كلوب إلى نهائي دوري الأبطال مرتين مع ليفربول وخسرهما أمام ريال مدريد، وخسر نهائي الدوري الأوروبي على يد إشبيلية، كما خسر الدوري الإنجليزي الممتاز أكثر من مرة بفارق ضئيل للغاية عن مانشستر سيتي.

ولا تزال الفرصة سانحة لكلوب لإنهاء مثالي لمسيرته مع الريدز، حيث يتصدر ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وبلغ دور الـ 16 من الدوري الأوروبي، كما سيخوض نهائي كأس كاراباو أمام تشيلسي، مع وصوله للدور الرابع في كأس الاتحاد الإنجليزي.