رحيم ستيرلينغ.. العودة من تحت الرماد

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-13 10:47
أداء رائع من الدولي الإنجليزي رحيم ستيرلينغ جناح فريق تشيلسي أمام مانشستر سيتي في "البريميرليغ" (twitter/sterling7)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قدّم فريقا تشيلسي ومانشستر سيتي معزوفة كروية رائعة استمتعنا بها، وانتهت بنتيجة عادلة إلى حد كبير بعدما استقبلت شباك كل فريق أربعة أهداف كاملة؛ في مباراة شهدت تألقًا غير عادي للجناح الإنجليزي رحيم ستيرلينغ، الذي سجل هدف البلوز الثاني وقدم مباراة مميزة من حيث المراوغات والتمريرات والانطلاقات.

الدولي الإنجليزي، الذي لن يكون دوليًا في التوقف الدولي بعد قرار الناخب الوطني الإنجليزي غاريث ساوثغيت باستبعاده عن تجمع منتخب الأسود الثلاثة، يمتلك رقمًا مميزًا مع إنجلترا؛ إذ إنه أكثر من صنع أهدافًا للاعب واحد في القرن الحادي والعشرين، حيث اعتاد صناعة الأهداف لمهاجم المنتخب هاري كين.

وتمتع ستيرلينغ بقوة هائلة خلال المباراة حتى على المستوى الدفاعي، فقد استعاد الكرة لفريقه في نصف ملعب مانشستر سيتي في 3 مناسبات مختلفة وفي 8 مناسبات بشكل عام، كما أنه فاز بـ9 تحديات مع المنافسين.

مستوى رائع لستيرلينغ ضد مانشستر سيتي 

بينما كانت انطلاقات ستيرلينغ خارقة خلال المباراة مستفيدًا من سرعته غير العادية بالكرة ودونها، فقد كان اللاعب الأكثر تنفيذًا للانطلاقات الناجحة بـ10 انطلاقات خلال المباراة المثيرة التي تمتعت بسرعة نسق عالية جدًا تناسب الجناح الإنجليزي.

الرحيل عن مانشستر سيتي

ستيرلينغ اتخذ قرارًا جريئًا برغبته في الرحيل عن مانشستر سيتي الذي لم يمانع مغادرته. رغبته في اللعب بانتظام بدلًا من نظام المداورة الذي لا يتخلى عنه غوارديولا أبدًا جعل تشيلسي أرضًا خصبة لاهتمامه؛ حيث احتياج البلوز الشديد لبعض اللاعبين من أصحاب الخبرة وسط كل هذه الكوكبة من اللاعبين الشباب والمُراهن عليهم مستقبلًا وليس حاضرًا.

مشكلة رحيم الكبرى في مانشستر سيتي كانت تتعلق بإنهائه للهجمات، فرغم حضوره القوي خلال المباريات ووجوده في الأماكن الصحيحة لالتقاط الفرص، إلا أن الانطباع العام والذاكرة المتبقية لدى البعض عن ستيرلينغ هو أنه الرجل الذي أضاع كثيرًا من الفرص المهمة والتي لو سجلها لربما تُوج مانشستر سيتي بلقب دوري الأبطال في توقيت أبكر من العام الماضي.

رغم ذلك إلا أن ستيرلينغ يمتلك سجلًا هائلًا من الأرقام المميزة مع مانشستر سيتي، فالنجم الإنجليزي لم يغادر الفريق السماوي في الصيف قبل الماضي إلا وقد أصبح ثاني أكثر اللاعبين الذين دربهم بيب غوارديولا في تاريخه مساهمة في الأهداف بـ 186 مساهمة (120 هدفًا + 66 تمريرة حاسمة) بعد ليونيل ميسي صاحب الـ291 مساهمة (211 هدفًا + 80 تمريرة حاسمة). ستيرلينغ بذلك قد تجاوز كيفن دي بروين (175 مساهمة) وسيرخيو أغيرو وغابرييل جيسوس قبل أن يتخطاه كيفن دي بروين بمساهماته الـ25 في الموسم الماضي.

تألق مع تشيلسي

في ظل حالة انعدام التوازن للبلوز، ما زال رحيم ستيرلينغ يحاول تقديم ما بوسعه. كل شيء يمكنك أن تجده في لحظةٍ ما من ستيرلينغ بعيدًا عن الجانب التهديفي الذي ما زال بحاجة لتحسينه رغم تسجيله 4 أهداف هذا الموسم وصناعته لاثنين.

حتى منتصف أكتوبر الماضي كان ستيرلينغ -بحسب شبكة أوبتا- اللاعب الأكثر تسلمًا للتمريرات البناءة من الزملاء في البريميرليغ بـ64 تمريرة بناءة يليه إيرلينغ هالاند (63) ثم أولي واتكينز وسون هيونج مين (61) تمريرة.

ومعنى تمريرة بناءة يختلف من شركة إحصائيات لأخرى؛ لكنها بالتبسيط تلك التمريرات التي تقطع عددًا معينًا من الأمتار (يختلف من شركة لأخرى لكن يقل عن 10 أمتار) وتقطع خطوط دفاعات المنافس.

ومن خلال هذا الأمر يمكن تفسير جودة ممرري تشيلسي؛ لكن كذلك جودة التحركات وإخلاء المساحة من جانب اللاعب، أي أن ستيرلينغ واحد من اللاعبين الذين يمتازون بتلك الخصلة.

من أبرز الإنجليز

صحيح أن كثيرًا ما يتم تدليل اللاعبين الإنجليز من جانب الصحافة الإنجليزية، لكن الحقيقة أن ستيرلينغ واحد من اللاعبين الذين يخسرون المقارنة مع لاعبين من جنسيات أخرى.

لكن لو عدنا للجنسية الإنجليزية، فإن ستيرلينغ يعد واحدًا من أبرز اللاعبين الإنجليزي خلال 15 عامًا ماضية، فعلى سبيل المثال يعتبر ستيرلينغ اللاعب الإنجليزي الأكثر مساهمة في الأهداف في دوري الأبطال بـ44 مساهمة منها 27 هدفًا، وهو بذلك ثاني أكثر اللاعبين الإنجليز تسجيلًا للأهداف في تاريخ دوري الأبطال بعد واين روني صاحب الـ30 هدفًا.

ستيرلينغ يحتل كذلك الترتيب الخامس في اللاعبين الأكثر مساهمة في الأهداف بالبريميرليغ منذ أن لعب مباراته الأولى في المسابقة، خلف هاري كين ومحمد صلاح وسيرخيو أغويرو وجيمي فاردي، وهو مرشح بقوة للوصول للمركز الثالث؛ إذ لا يفصله عن فاردي سوى هدف واحد بالتسجيل أو الصناعة ويتأخر عن أغويرو بحوالي 20 مساهمة فقط يمكن جدًا أن يحققها، فهو لا يزال في الثامنة والعشرين من عمره رغم خوضه في الوقت الحالي لأكثر من 250 مباراة في البريميرليغ.

فمن المذهل أن تبلغ من العمر 28 عامًا وأنت تلعب موسمك الثالث عشر؛ علمًا أن متوسط خوض ستيرلينغ للمباريات في جميع المسابقات كل موسم يبلغ 36 مباراة.

إحياء المسيرة

مباريات مثل تلك التي قدمها ستيرلينغ أمام مانشستر سيتي يُمكن وصفها بالخروج من تحت الرماد؛ فالجميع يتفق أن الدولي الإنجليزي يحتاج للتحسن أمام المرمى، لكنه قيمة فنية لتشيلسي في الوقت الحالي وسيعول عليه البلوز كثيرًا مع زملائه لمنح جماهير البلوز ما يتوقون إليه من عودة جديدة للمنافسة على البطولات بعد معاناتهم منذ أن رفعوا كأس دوري أبطال أوروبا 2021 .. وقتها لم يكن رحيم هُناك، وتركه للسيتي أعقبه تتويج الأخير بنفس البطولة، فهل يكسر ستيرلينغ تلك العقدة يومًا ما؟

شارك: