تشافي: سأظل "سدّاويًّا" وتجربة قطر الأفضل في حياتي

2021-11-08 01:54
الإسباني تشافي هيرنانديز المدير الفني الجديد لفريق برشلونة (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

كشف الإسباني تشافي هيرنانديز، المدرب السابق لفريق السد، الأحد 7 نوفمبر/ تشرين الثاني، عن ذكرياته مع النادي المنافس في دوري نجوم قطر وأهدافه مع ناديه الجديد برشلونة المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني.

جاء ذلك خلال حوار مطول للنجم الإسباني مع الموقع الرسمي لنادي السد، تحت عنوان "تشافي في حوار الوداع .. الكلمات الأخيرة"، حيث تحدث الفني صاحب الـ 41 عاما عن الفترة التي قضاها مع الفريق لاعبا ومدربا، وذكر أن الفترة الماضية التي أمضاها في الدوحة من أجمل فترات حياته.

وتغنى الموقع الرسمي بتشافي حيث وصفه بـ"أسطورة كروية" صنعت المجد، بوصفه لاعبًا ومدربًا، واصفًا مسيرته بحكاية محب لكرة القدم تسلّح بالإخلاص والعزيمة ليبنى لنفسه إمبراطورية وفلسفة خاصة من النجاح عبر تجارب كروية كثيرة ومحطات صعبة مليئة بالتحديات والنجاحات.

واختار تشافي مغادرة الزعيم بعد قضاء أكثر من 6 سنوات ناجحة وحافلة بالألقاب داخل جدارنه؛ بواقع 4 سنوات كلاعب وأكثر من سنتين على رأس العارضة الفنية للفريق، مع اتخاذه قرار العودة إلى برشلونة، حيث سيتولى منصب المدير الفني لفريقه الأم.

وفيما يأتي التفاصيل الكاملة لحوار الموقع الرسمي لنادي السد مع المدرب الإسباني تشافي هيرنانديز:

كنت مع السد منذ عام 2015 وحتى الآن، بوصفك لاعبًا ومدربًا، كيف تقيّم كل هذة الفترة؟

أنا هنا منذ عام 2015؛ منذ ست سنوات وعدة أشهر، كانت أفضل فترة في حياتي. عندما جئت إلى هنا، وجدت عائلة كبيرة وهي عائلة السد، ومنذ البداية كانت قصة حب مع اللاعبين والإدارة والنادي والجماهير، لقد كان شرف كبير لي أن أكون لاعبًا في السد، ثم منحني السد الفرصة لتولي منصب مدرب الفريق.

أستطيع القول إنها أفضل فترة في حياتي، خاصة فيما يتعلق بالحياة الأسرية؛ هنا كان الأمر مثالياً مع زوجتي وأطفالي الذين ولدوا هنا، ومن ثم على مستوى كرة القدم، فقد كان شرف كبيرا أن أكون مدرب السد.. لذا بعد ست سنوات، أنا حزين للغاية بالطبع لمغادرة البلاد وترك السد؛ لأنني لديّ الكثير من المشاعر هنا خاصة بالنسبة لي ولعائلتي، لقد كانت لحظات مذهلة ومدهشة، وأراها قصة حب للأبد، سأحب السد إلى الأبد، وسأحب قطر إلى الأبد.

هذا هو تقييمي لهذه السنوات الست، استمتعت كثيرا، وتحسنت كثيرًا، وكنت أتطور مع اللاعبين؛ استمتعت كثيرًا عندما كنت لاعبًا، ثم عندما أصبحت مدربًا،... كانت تجربة عظيمة، والآن يطلبني برشلونة، وأنا كنت أحلم بالذهاب إلى هناك، ويمكنني فقط أن أقول شكراً جزيلاً للسد، شكراً للجماهير واللاعبين والإدارة، كان شرف كبير لي أن أكون هنا.

حققتَ 7 ألقاب مع الزعيم، ما  اللقب الأفضل بالنسبة لك؟

بصراحة لا يمكنني القول إن هذا اللقب بالذات هو الأفضل؛ لأنه عندما نقيم هذه الفترة الآن، (فإنني) أتذكر الألقاب الأربعة التي فزت بها عندما كنت لاعبًا، بالإضافة إلى سبعة ألقاب بوصفي مدربًا، لكن أعتقد أن الأمر يتعلق بطريقة لعبنا، وكيف يتكيّف اللاعبون مع فلسفتنا الجديدة، كما تعلم لم يكن الأمر سهلاً في البداية.. في بعض الأحيان لم يفهموا طريقتنا في اللعب؛ لأن بالطبع كل التغييرات تحتاج إلى وقت، لكنهم تكيّفوا بشكل جيد منذ منتصف موسمي الأول في التدريب.  شعرت أنه تم التغيير عندما لعبنا في كأس قطر في موسمي الأول، عندما هزمنا الريان 4-1، ثم في النهائي انتصرنا على الدحيل 4-0، لقد كانت بطولة رائعة بالنسبة لنا، وكانت بمثابة نقطة تغيير، شعرت هناك أن اللاعبين قد تغيروا قليلاً وقاموا بتكييف فلسفتنا، لذلك استمتعت بطريقة لعبهم أكثر من الفوز.. أعتقد أن مشجعي السد سيتذكرون بالتأكيد كيف لعبنا، وهذا هو إرثي هنا وإرث الطاقم الفني.

ما أفضل لحظة لك مع الفريق؟

من الصعب اختيار لحظة واحدة بالضبط.. على سبيل المثال، في تلك الأيام الأولى كان الأمر صعبًا حقًا، لكنني شعرت باحترام كبير من الإدارة واللاعبين والنادي والمشجعين، لقد كان الأمر عاطفيًا حقًا في أثناء الاجتماع مع اللاعبين وكنت أبكي، لأنه خلال هذه السنوات الست كانت لدي علاقة جيدة جدًا مع اللاعبين والإدارة، وأعتقد أن هذا هو أهم جزء في الحياة؛ كسب احترام اللاعبين.. كان شعورا رائعا، ولذلك أعتقد أنه يمكنني اختيار هذه اللحظة.

ما أفضل هدف سجلته للسد؟

ربما كان أفضل هدف لي عندما لعبنا في دوري أبطال آسيا في أوزبكستان وسجلت هدفين.. تعادلنا بالطبع، ولم نفز، لكنني أتذكر هذين الهدفين جيدًا؛ ركلة حرة من مسافة بعيدة، وأولهما كانت بعد تمريرة من بغداد، وسجلت هدفًا رائعًا حقًا.

كيف تصف مجموعة اللاعبين الذين كانوا معك في الفريق؟

أتذكر علاقتي باللاعبين وكيف يفهمون كرة القدم بالطريقة الخاصة بي، لم أعتقد أبدا أنه في قطر لدينا هذا النوع من المواهب؛ مثل أكرم عفيف وحسن الهيدوس وخوخي بوعلام وبيدرو وعلي أسد ومشعل برشم وسعد الشيب وطارق سلمان وعبد الكريم حسن.. كان هذا الجيل من اللاعبين المحليين مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، صنع هؤلاء اللاعبون المحليون الفارق للفريق لأنهم يحبون كرة القدم، وقد أنشأنا معًا فريقًا قويًا للغاية منذ البداية.

 هناك لاعبون أجانب، أتذكر أنني لم أكن أعرف بغداد بونجاح بصراحة، في رأيي هو مهاجم كبير، وهو ممتاز في مركز الرقم 9،  ثم كان هناك غابي وسانتي كازورلا، الذي في رأيي، هو أفضل لاعب دربته حتى الآن.. هناك أيضًا غيليرمي ورودريغو تاباتا ويونغ ونام تاي هي، أتذكر هذه النوعية من اللاعبين الذين يمكنهم إحداث فارق للفريق، لكنهم في نفس الوقت أشخاص طيبون في غرفة الملابس، وقد قمنا معًا ببناء أجواء وبيئة جيدة جدًا. سأتذكر علاقتي مع جميع اللاعبين، كانت فترة رائعة في حياتي هنا.

مقابلة تشافي هيرنانيدز كاملة مع الموقع الرسمي لنادي السد

أصعب لحظة مرت عليك في تعاملك مع اللاعبين؟

بالطبع، أتذكر عندما بدأت العمل مدربًا، وكان الجميع في المدرجات يريدون إقالتي، كانت لحظة صعبة للغاية بصراحة لكني أفهمها.. أنا لست جديدًا في عالم كرة القدم، لقد حدث ذلك معي في برشلونة عدة مرات، وأنا أفهم ذلك لأنه عندما لا تحصل على نتائج في النهاية يكون الناس غاضبين جدًا، فهمت الموقف وحاولت التغيير، وأتذكر أنه بعد إحدى المباريات، كان لدينا اجتماع مهم للغاية، التقيت باللاعبين وحدي، بدون الجهاز الفني، وتحدثت مع اللاعبين بشكل مباشر وصريح للغاية، وأذكر أنني قلت لهم إنني إذا كنت أنا المشكلة، فسوف أخرج.. ليس لدي أي مانع، لكنني أعتقد أنه في تلك اللحظة شعرت أن الفريق بخير، وأننا سنتحسن، وسنتدرب بجدية وسنعمل أكثر، وعندما أنظر الآن، فأراها واحدة من أفضل الفترات في تاريخ السد بالتأكيد.

كيف ترى الفترة التي تعرّض الفريق فيها لعدة هزائم بعد الخروج من دوري الأبطال 2019؟

أتذكر جيدًا هذه الفترة لأننا خسرنا أمام الهلال، لقد كان خطأ كبير منا هنا في ملعبنا، أتذكر أنني أخبرت اللاعبين أن هناك مباراتين، وأننا يجب أن نكون هادئين، وألا نكون عصبيين، وأن نتحكم في أعصابنا، لكن ذلك كان مستحيلاً، وبعد ذلك أتذكر البطاقة الحمراء لعبد الكريم حسن، وكيف كان الفريق يتراجع بعد ذلك لمدة شهر ونصف، وفقدنا فرصتنا في دوري نجوم قطر خلال هذه الفترة.. بعد ذلك، تحسنا كثيرًا في كأس قطر، والتي كانت نقطة التغيير بالنسبة لنا، لكن هذه الفترة كانت صعبة حقًا؛ حيث خسرنا أمام الوكرة، وتعادلنا في مباريات كثيرة وخسرنا أمام الريان، وأعتقد أنه من الناحية الذهنية، كان الفريق بحاجة إلى المزيد، ولهذا السبب، أصبحت أتطور كثيرًا بوصفي مدربًا في مثل هذه الفترات؛ لأنه عندما تفوز بالطبع يكون الأمر أسهل بكثير، وعندما تخسر تكون هذه هي اللحظة التي تتحسن فيها. كان وقتًا جيدًا حقًا لتحسين نفسي، وتحسين الفريق.. لا شيء يحدث بدون سبب، خلال كل الفترات يمكنك التحسن خاصة في اللحظات السيئة.

هل ترى أنك طبّقت كل أفكارك في عالم التدريب قبل رحيلك؟

نعم، أعتقد أنني فعلت كل شيء من أجل اللاعبين، حاولت أن أجعلهم يشعرون بالثقة والراحة، أتذكر أنني أخبرت اللاعبين أن للمدربين ثلاثة أهداف؛ الأول هو مساعدة اللاعبين شخصيا ومهنيا، والثاني هو الاستمتاع بالتدريب وعلى أرض الملعب في أثناء المباريات، والأخير هو الفوز.. لقد فزنا بكل شيء تقريبًا، سأتذكر فقط أننا لم يحالفنا الحظ في دوري أبطال آسيا هذه هي النقطة التي سأتذكرها، لكن ما عدا ذلك، فعلت كل شيء من أجل اللاعبين، وأعتقد أنهم كانوا يستمتعون في هذا الوقت، لذلك أنا فخور وسعيد بنفسي والجهاز الفني، وبالطبع أنا فخور جدًا باللاعبين، وفي النهاية أهم جزء في كرة القدم هم اللاعبون. عندما يكون لديك لاعبون جيدون ومحترفون جيدون وأشخاص جيدون، يكون الفوز أسهل بكثير، وسوف تقترب أكثر للفوز بأي بطولة، وهذا حدث هنا.

يقول اللاعبون إنهم يريدون أن يكون مدربهم الجديد مثل تشافي.. ما تعليقك؟

عندما يقول اللاعبون ذلك، أشعر بالفخر، لأن الأمر يتعلق بالاحترام، هذا يعني أنهم لا يعانون في التدريبات، وأنهم كانوا يستمتعون بها، وذلك يجعلني أشعر بسعادة كبيرة.. المدرب الذي سيأتي إلى هنا بعدي سوف يستمتع هنا بالتأكيد؛ لأنك تعلم أن لدينا فريقا كبيرا مع شخصيات كبيرة ومحترفين، لذلك لا داعي للقلق. الشخص الذي سيتولى منصب مدرب السد سيستمتع وسيكون سعيدا هنا، البيئة مثالية والمشجعون دائمًا سعداء حقًا بالفريق.. بالطبع، عليهم الاختيار بشكل جيد، لكن الفريق الذي سيقوده المدرب الجديد رائع وهم مذهلون، وبالتأكيد سيواصل السد الفوز.. أنا متأكد، من أنهم سيواصلون الفوز بالألقاب بالتأكيد.

ما رسالتك للجمهور؟

للمشجعين أريد أن أقول شكرا جزيلا لكم، تعلمت منهم أيضًا.. عندما ينتقدون، فهذا أمر طبيعي،  فهمت هذا الشيء حقًا،... شعرت دائمًا أنهم يدعمونني أنا والفريق، وبالطبع الفريق بحاجة للجماهير خاصة في اللحظات السيئة؛ لأنه بصراحة سوف نمر بلحظات سيئة، وعليهم أن يكونوا مخلصين، وعليهم أن يكونوا الداعم الأكبر كما هي العادة.. لذا أود فقط أن أقول لهم شكراً جزيلاً، لأنني استمتعت كثيراً هنا.. شكرا لكم.

ما كلمتك الأخيرة عن النادي؟

عندما أتحدث عن النادي بصراحة، أنا أتحدث من أعماق قلبي، سأفتقدكم جميعًا لأنكم أشخاص ممتازون محترفون؛ اللاعبون والإدارة وطاقم المعدات والطاقم الطبي. كانت فترة رائعة من حياتي، سأفتقدكم كثيرًا، وأرجو لكم كل التوفيق لأنكم تستحقون ذلك. وجدت أفضل الأشخاص هنا، ويمكنني أن أقول إنكم جميعًا ممتازون، وستظلون دائمًا في قلبي… أنا سدّاوي الآن، وسأبقى مشجعا للسد إلى الأبد، لذلك سأتابع الفريق دائمًا لبقية حياتي. من الممكن ألا يكون هذا الوقت هو المناسب للوداع، ربما سأعود في المستقبل.. لمَ لا؟ أشعر أن السد هو بيتي.. لذا شكرا جزيلا للجميع، وأنا سعيد جدًا وفخور جدًا بأن أكون جزءًا من تاريخ هذا النادي.

شارك: