تحليل | كيف "دمّرت" الأرجنتين كرواتيا في نصف النهائي؟

2022-12-14 02:41
الأرجنتيني ليونيل ميسي والكرواتي جوسكو غفارديول من نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

هزم المنتخب الأرجنتيني نظيره الكرواتي (3-0)، وحجز مكانه في نهائي كأس العالم قطر 2022، في مباراة دارت أحداثها أمام 89 ألف مشجّع بملعب "لوسيل" في الدوحة، بإدارة تحكيمية من المكسيكي سيزار ارتورو راموس.

ووصل منتخب "ألبيسيلستي" إلى النهائي الثاني في آخر 3 نسخ لمسابقة كأس العالم؛ إذ انهزم في المشهد الختامي بمونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا (0-1) بهدف ماريو غوتزه القاتل، في الرمق الأخير من الشوط الإضافي الثاني.

في حين حسم قائد الأرجنتين ومهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي وأفضل لاعب في العالم 5 مرّات، ليونيل ميسي (35 عامًا)، معركة النجوم أمام لوكا مودريتش (37 عامًا) قائد كرواتيا ومتوسط ميدان ريال مدريد الإسباني، المتوّج بالكرة الذهبية 2018.

وينتظر المنتخب الأرجنتيني في نهائي قطر 2022، الفائز من مواجهة نصف النهائي الثاني بين المنتخبين المغربي والفرنسي.. لكن أولًا لنلقي نظرة على بعض الأمور التكتيكية؛ إذ لعبت الأرجنتين بالرسم التكتيكي (4-4-2)، وكرواتيا بالرسم (4-3-3).

ملخص المباراة

استخدام ليونيل ميسي

أجاد مدرب الأرجنتين، ليونيل سكالوني، في استغلال قدرات ميسي أيما استغلال, فأشركه في الرسم التكتيكي (4-4-2) في الهجوم بجوار الشاب جوليان ألفاريز.. حيث يعمل ميسي على جذب لاعبي كرواتيا، ويتحرك ألفاريز في أنصاف المساحات الفارغة.

ويمكن تلخيص عمل هذا الثنائي الهجومي (ميسي وألفاريز) في لقطتي الهدف الأول والثالث، ميسي يستلم الكرة ويجذب إليه أكبر عدد من لاعبي كرواتيا، وألفاريز يركض إلى المساحة التي تسمح له بالتسجيل.

بعيدًا عن تلك المعادلة الهجومية، قدّم ميسي مباراة جيدة للغاية في الشق الدفاعي، وساند زميليه رودريغو دي باول وتهويل مولينا على طول الرواق الأيمن للمنتخب الأرجنتيني، كما استرجع ميسي الكرة 6 مرات أمام المنتخب الكرواتي.

خريطة لقاء الأرجنتين وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (WhoScored)
خريطة لقاء الأرجنتين وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (WhoScored)

غلطة الشاطر بألف

يمكن اعتبار الكرواتي جوسكو غفارديول أحد اكتشافات مونديال قطر، وضمن التشكيلة المثالية للمسابقة إلى الآن، لكن المدافع الشاب لريد بول لايبزيغ الألماني أخطأ مرتين خلال اللقاء، وتسبب بهدفين في شباك الحارس ليفاكوفيتش.

كان تمركز غفارديول كارثيًا في لقطة انفراد ألفاريز، وحصوله على ركلة الجزاء التي سجّل منها ميسي الهدف الأول، فقد استلم ألفاريز في المكان الفارغ الذي من المفترض أن يكون فيه غفارديول.. كما يظهر في الصورة.

تمركز غفارديول في لقطة الهدف الأول (بالدائرة الحمراء)
تمركز غفارديول "بالدائرة الحمراء" في لقطة الهدف الأول (DailyMotion)


الخطأ الثاني لغفارديول في لقطة الهدف الثاني الذي سجّله ألفاريز إثر هجمة معاكسة خاطفة. فقد كان غفارديول في منتصف الملعب عندما أوشك ألفاريز على التسديد والتسجيل. المدافع الشاب يعيبه التقدّم المفرط وبطء الارتداد الدفاعي.

الخطأ الثالث كان بترك المجال لميسي بالركض والاقتراب من منطقة الجزاء في لقطة الهدف الثالث؛ إذ رواغه ميسي 3 مرات، واقتحم مربع العمليات، وقدّم تمريرة الهدف الثالث.. في مثل تلك الحالات عرقلة المهاجم وإحداث مخالفة تكتيكية هي الحل.

ترابط الخطوط

كانت خطوط المنتخب الأرجنتيني أكثر ترابطًا وقربًا، والناظر لشبكة تمريرات المباراة سيجد أن ميسي (بالرقم 10) كان له دور محوري في وسط الملعب أكثر منه في الجناح. في حين أن لياندرو باريديس لعب أغلب المباراة بين قلبي الدفاع.

تعمل تقنية شبكة التمريرات، بأنه كلما كان الخط أكثر سماكة ووضوحًا بين لاعبين اثنين، كانت التمريرات بينهما أكثر من غيرهما من اللاعبين؛ لذلك نجد أن لاعبي الوسط بروزوفيتش (بالرقم 11) وكوفاسيتش (بالرقم 8) هما الأكثر تبادلًا للكرة في كرواتيا.

شبكة تمريرات اللاعبين في مباراة الأرجنتين وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (mark stats bot)
شبكة تمريرات اللاعبين في مباراة الأرجنتين وكرواتيا في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022 (mark stats bot)


التقاط الكروات للطُعم

لعب المدرب سكالوني على ردّة الفعل وليس الفعل نفسه، فترك الكرة للاعبي المنتخب الكرواتي يسيطرون عليها وهميًا بلا خطورة حقيقية على مرمى إيميليانو مارتينيز. وعمد إلى الهجمات المعاكسة بقيادة الثنائي ميسي وألفاريز.

تفطّن سكالوني إلى أنه سيستقبل أهدافًا حال فتح خطوطه ولعب بالهجمات المنظّمة؛ لذلك لعب بطريقة "الكبار"، وهي إغلاق المساحات في الخلف واغتنام أنصاف الفرص في التسجيل، مثلما فعلت فرنسا في 2018 والمغرب في 2022 الحالية.

تهور وتأمين

لم يحسن مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش التعامل مع المباراة، فاندفع هجوميًا وابتلع طُعم خصمه سكالوني. كما أفسد المباراة على نفسه حينما حوّل طريقة اللعب بالشوط الثاني إلى (4-1-4-1) بوجود محور وسط واحد فقط يحمي خط الدفاع وهو كوفاسيتش.

الاندفاع المفرط في الهجوم لكرواتيا في الشوط الثاني نتج عنه الهدف الثالث، وكاد يأتي الرابع والخامس. لكن اللافت أن المدرب سكالوني ومع تقدّمه 2-0 أراد مزيدًا من التأمين لمجابهة طوفان الهجمات الكرواتي، فحوّل رسمه من (4-4-2) إلى (5-3-2) عندما أشرك قلب الدفاع ليساندرو مارتينيز مكان لاعب الوسط ليناردو بارديس.

يمكن القول إن داليتش تهوّر مرتين؛ الأولى عندما بادر بالهجوم وترك مساحات واسعة في الخلف، والثانية عندما أراد تعديل خطته فزاد لاعبي الهجوم على حساب الجانب الدفاعي، فاستقبل الهدف الثالث الذي قتل المباراة.

شارك: