بوداوي من نجم إلى احتياطي.. هل دفع ثمن مساندته ليوسف عطال؟
يبدو أن لاعب كرة القدم الجزائري هشام بوداوي (24 عامًا) بدأ يدفع ثمن مساندته لمواطنه وزميله في فريق نيس، يوسف عطال، الذي أحيل إلى الرقابة القضائية الفرنسية، وسيخضع إلى محاكمة رسمية منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عوقب عطال وتم إيقافه من قبل رابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم (Ligue 1)، وإدارة نادي نيس، على خلفية موقف اللاعب من الصراع الدائر في فلسطين، بالإيقاف 7 مباريات، قبل أن يصير إيقافًا إلى أجل غير مسمّى.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وُضع عطال تحت الرقابة القضائية، ومُنع من السفر، ووُجهّت إليه تهمة الحث على الكراهية على أساس ديني، وحددّت السلطات الفرنسية موعد 18 ديسمبر لمحاكمته رسميًّا، حيث يواجه أحد عقوبتي السجن أو الغرامة.
على إثر هذه الأحداث المتلاحقة والسريعة من السلطات الفرنسية بحق عطال، نال اللاعب مساندات من زملائه في الجزائر، على رأسهم القائد رياض محرز ورامي بن سبعيني وسفيان فيغولي وإسلام سليماني، وأيضًا هشام بوداوي زميله في نيس.
أدوار بوداوي بدأت تتقلّص مع نيس
على غير العادة، جلس بوداوي احتياطيًّا، اليوم الأحد، أمام ستاد ريمس بالجولة 15 من الدوري الفرنسي، وهي المباراة الثالثة تواليًا التي لا يبدأ خلالها اللاعب في التشكيلة الأساسية، وتزامن ذلك مع مساندة بوداوي لعطال تمامًا!
في الجولات 13 و14 و15، لعب بوداوي فقط 25 دقيقة من أصل 270 دقيقة.. ولم يبدأ في التشكيلة الرئيسية كما أشرنا.
الوضع قبل ذلك كان مثاليًّا للغاية بالنسبة إلى بوداوي في تشكيلة نيس، فقد شارك في الجولات الخمسة السابقة أساسيًّا (وهي الجولات 8 و9 و10 و11 و12)، بل إنه أكمل كل الدقائق التسعين المتاحة في المباريات الخمسة، ولم يتم استبداله!
الحساب الرسمي للدوري الفرنسي عبر منصّة "إكس" كتب في منتصف نوفمبر الماضي عن أداء بوداوي، إن اللاعب يتأهب لخوض المهمة الدولية مع الخضر، "بعد تقديم مستوى مميز في الدوري الفرنسي مع نيس".
الأدهى أن الصحافة الفرنسية توقّعت أن يشارك بوداوي أمام ريمس، بعد إصابة لاعب الوسط الفرنسي جيفرين تورام، غير أن المدرب الإيطالي فرانشسكو فاريولي، لم يعتمد على النجم الجزائري، رُغم النقص العددي لديه في الوسط.
وسائل إعلام ناطقة باللغة الفرنسية أشارت إلى أن بوداوي ربما قد دفع ثمن مساندته لعطال بالفعل، وأن استبعاده النجم الأسمر من التشكيلة الرئيسية لنيس، نابع من أسباب غير رياضية، عطفًا على قوة أداء اللاعب وخبرته مع الفريق.
مدرب نيس السابق بين 2021 و2022، كريستوف غالتييه، يخضع بدوره حاليًّا للمحاكمة في قضية عنصرية تجاه اللاعبين الجزائريين والمسلمين وذوي البشرة السمراء بشكل عام، ما يفتح باب الاحتمالات حول مدى عنصرية هيكل النادي في الأساس.
بوداوي الحاسم
يُعد بوداوي -صاحب 16 مباراة دولية- أحد أهم اللاعبين في تشكيلة نيس على الإطلاق بالسنوات الماضية، وبالموسم الحالي أيضًا، فقد سجّل هدفين حاسمين جلب بهما 6 نقاط إلى خزينة الفريق، رُغم أنّهُ لاعب وسط دفاعي.
في الجولة الثامنة أمام ميتز، أحرز بوداوي هدفًا خارج قواعده وقاد نيس للفوز (1-0)، وعاد في الجولة العاشرة ليحرز هدفًا قاتلًا خارج ملعبه أيضًا أمام كليرمون في الدقيقة 74، وجلب الانتصار لفريقه بنتيجة (1-0).
هل مستقبل بوداوي خارج نيس؟
يمضي بوداوي العام الخامس تواليًا مع نيس، فقد وفد إليه صيف 2019 من أكاديمية بارادو الجزائري مقابل 4 ملايين يورو، ويرتبط مع (النسور) بعقد يمتد إلى صيف 2027، لكن يبدو أن اللاعب لن يكمل هذه المدّة إلى آخرها.
فقد تحدثت مصادر عن عروض وصلت إلى بوداوي من أندية أوروبية، أبرزها برايتون وبورنموث الإنجليزيان، فضلًا عن بورتو البرتغالي وأتالانتا الإيطالي.. ومن المعلوم أن برايتون وبورتو وأتالانتا تحديدًا أندية تصقل المواهب وتبيعها بأعلى سعر.
هل يرحل عطال عن نيس؟
بالنسبة إلى عطال، فإنه يقضي آخر موسم في عقده مع نيس، حيث من المفترض أن يكون لاعبًا حرًا مع بداية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل 2024، وبإمكانه التوقيع مع نادٍ جديد في صفقة مجّانية، ليسدل الجزائري الستار على 6 مواسم متتالية مع الفريق.
وفد عطال -خرّيج أكاديمية بارادو الجزائرية- إلى نيس صيف 2018 من كورتري البلجيكي مقابل رسوم مالية زهيدة بلغت 350 ألف يورو فقط، وشارك مع "النسور" إجمالًا في 115 مباراة بكل البطولات، حيث قدّم 12 تمريرة حاسمة، وسجّل 8 أهداف.
شارك:
أخبار ذات صلة
