الميركاتو الصيفي.. تشيلسي يصنع الاستثناء في زمن كورونا

2021-06-08 09:01
الألماني كاي هافيرتز أثناء تقديمه في تشيلسي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عانت أندية كرة القدم من أزمات حقيقية ومعضلات اقتصادية جمة جراء فيروس كورونا، وانعكست آثار هذه الجائحة على أنشطة سوق الانتقالات الصيفي، حيث أدى تراجع العائدات المالية إلى إتباع أغلب الأندية لسياسة التقشف وتوخي نهج عدم المجازفة بشراء اللاعبين بالملايين، وعلى النقيض من ذلك رفعت بعض الفرق راية التحدي في وجه الأزمة وفتحت خزائنها للتعاقد مع العصافير النادرة في الساحة الأوروبية.


لقد فضلت بعض الفرق عدم المجازفة في الميركاتو الصيفي، لكن هناك أندية أخرى كسرت حاجز التقشف ونزلت بكل ثقلها في سوق الانتقالات وتعاقدت مع لاعبين بملايين اليوروهات مثل تشيلسي الذي تحلى بشجاعة جعلته يبرم 7 صفقات كاملة، وكأن شيئا لم يحدث.


تشيلسي يتحدى كورونا


وفق موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في انتقالات اللاعبين فقد صرف "البلوز" ببذخ في ظل أزمة كورونا، ودفع 247 مليون يورو لشراء عقود مجموعة من اللاعبين يتقدمهم الألماني الشاب كاي هافيرتز مقابل (80 مليون) ومواطنه تيمو فيرنر (53 مليون يورو) والمغربي حكيم زياش (40 مليون يورو) وبن تشيلويل (50,2 مليون يورو).


وتسعى إدارة تشيلسي من خلال ضم نخبة من أفضل اللاعبين في أوروبا إلى استعادة هيبة النادي في الدوري الممتاز في ظل هيمنة مانشستر سيتي وليفربول على المشهد في السنوات الثلاث الأخيرة. 


ليفربول بطل الموسم الماضي اكتفى بضم كوستاس تسيميكاس وتياغو ألكنتارا، وديوغو جوتا مقابل (87.7 مليون يورو)، أما مانشستر سيتي فصرف ما يقارب المبلغ ذاته لإنهاء صفقات 5 لاعبين هم: فيران توريس، ناثان أكي، بابلو مورينو، يان كوتو وعيسى كابوريه، قبل أن يدفع 74 مليون أخرى مقابل البرتغالي روبن دياس.


أما مانشستر يونايتد وقبل ضمه الأورغوياني إيدنسون كافاني مجانا في اللحظات الأخيرة للميركاتو، تعاقد مع الهولندي فان دي بيك، وظل مترددا في دفع 120 مليون مقابل خطف الموهبة جادون سانشو، وذلك خوفا من تداعيات هذه الصفقة على خزينة النادي في ظل تواصل غياب الجماهير بالدوري الإنجليزي.


وفي الدوري الإيطالي، صرف إنتر ميلان مبالغ قيمة في الميركاتو، أكثر من أي ناد إيطالي آخر، للتعاقد مع مجموعة من اللاعبين أبرزهم المغربي أشرف حكيمي (40 مليون يورو) ونيكولو باريلا (25 مليون يورو) وستيفانو سانسي (20 مليون يورو).


ريال مدريد.. صفر تعاقد


لم يكن ريال مدريد بمنأى عن شر فيروس كورونا، واتبع النادي سياسة أخذ الحيطة والحذر، بعدما قرر "الميرينغي" بقيادة رئيسه فلورنتينو بيريز عدم إبرام صفقات هذا الصيف خوفا من الوقوع في أزمة اقتصادية.


خُفضت ميزانية النادي الملكي بنحو 172 مليون يورو مقارنة بالموسم الماضي، ومن أجل سد العجز المالي أقدم النادي على بيع لاعبيه الفائضين عن الحاجة يتقدمهم أشرف حكيمي وخاميس رودريغيز وسيرغي ريغيلون إضافة إلى إعارة الويلزي غاريث بيل إلى توتنهام وإبراهيم دياز إلى ميلان الإيطالي.


برشلونة حاضر في الميركاتو


ذكرت صحيفة "آس" الإسبانية أن ميزانية الفريق الكتالوني في الموسم الحالي انخفضت بقيمة 300 مليون يورو، وانعكس هذا الأمر على قدرته الشرائية في سوق الانتقالات، من خلال مفاوضاته غير المجدية مع إنتر ميلان للتعاقد مع مهاجمه لاتارو مارتینز بسبب ارتفاع قيمته السوقية، وعلى الرغم من كل الظروف نجح برشلونة في إبرام بعض الصفقات أبرزها ميراليم بيانيتش (60 مليون يورو) وفرانسيسكو ترينكاو (31 مليون يورو).


كما اضطر البلوغرانا إلى الاستغناء عن عدد كبير من لاعبيه بهدف توفير نفقات رواتبهم السنوية المكلفة مثل لويس سواريز المنضم إلى أتلتيكو مدريد وأرتورو فيدال المنتقل إلى إنتر، كما باع النادي نيلسون سيميدو إلى ساوثهامبتون مقابل 35 مليون يورو، وآرثر إلى يوفنتوس نظير 72 مليون يورو وإيفان راكيتيتش إلى إشبيليه.


عجلة الأسعار تعود إلى الخلف


أصاب فيروس كورونا الاقتصاد الكروي في مقتل، ودفع الأندية إلى حساب كل خطوة قبل التحرك نحو شراء لاعب ما، فباتت الصفقات الحالية لا تتعدى حاجز الخمسين مليون يورو في أغلبها مع وجود استثناءات، وكانت هذه الأسعار قبل نحو عقد من الزمن تصنف على أنها الأغلى في التاريخ.


فمثلا وقع نادي تشيلسي الإنجليزي على أعلى صفقة موسم 2010-2011، عندما ضم إلى صفوفه المهاجم الإسباني فيرناندو توريس قادما من ليفربول مقابل 58.5 مليون يورو.


كما عدت صفقات التعاقد مع أنخيل دي ماريا (33 مليون يورو) ومسعود أوزيل (18 مليون يورو) وسامي خضيرة (14 مليون)، ثراء وبذخا من إدارة ريال مدريد عام 2010، وبدوره يعد دفع مبلغ يقدر بـ (69.5 مليون يورو) من برشلونة لضم ديفيد فيا وخافيير ماسكيرانو والبرازيلي أدريانو مبالغ فيه قبل عقد من الزمن.


إن الصعود الصاروخي في أسعار اللاعبين على الأقل في السنوات الثلاث الأخيرة، شهد سقوطا حرا في زمن كورونا، لأن منابع المال المتمثلة في الحضور الجماهيري وحقوق الرعاية تراجع منسوبها، بشكل تسبب في خسائر فادحة ليس على الأندية الصغرى فحسب بل الأندية العملاقة مثل برشلونة.


من دون شك أن تشيلسي صنع الاستثناء في ميركاتو صيفي خيم عليه الخوف والقلق في ظل توخي أغلب الأندية مبدأ السلامة المالية لتجنب الوقوع في أزمات مالية قد تزيد حدتها مستقبلا في حال عدم انجلاء غمامة فيروس كورونا عن البطولات الأوروبية مستقبلا.

شارك: