السيد أمين عمر.. تحية طيبة!
السيد أمين عمر الحكم الدولي المصري.. تحية طيبة، وبعد؛
في بلد يدمن الشوفينية، يمكن أن يتم تكريم أحدهم فقط لأنه مصري.. لا يهم كيف أبلى وماذا أبلى، لكن المهم أنه كان مصريًّا في أحد المحافل الدولية. ستجده يدافع عن جمال الغندور أو إبراهيم نور الدين حتى لو كانا يستحقان الهجوم من الصحافة الإسبانية والأردنية، فقط لأنهما مصريان وليس لأنهما على حق أو باطل.. لا يهم هذا الأمر كثيرًا.
في بلد يدمن الشوفينية، يمكن تحويل "قرارين تحكيميين كارثيين تم إنقاذهما بالفار" إلى "قرارين ناجحين لحكم شجاع".. تمامًا كما حدث مع مباراة نصف نهائي كأس أمم أفريقيا بين نيجيريا وجنوب أفريقيا، من الحكم أمين عمر وقرار عدم احتساب ركلة جزاء لجنوب أفريقيا، ثم عدم طرد مفالا إلا عن طريق "الاستعانة بصديق" في القرارين.
هناك أشخاص يرون في كلمة "آسف" إهانة لهم، وما الترفّع عن التأسف إلا من الكِبر الذي يقع فيه الإنسان. يقول الجاحظ "فنعم البديل من الزَّلة الاعتذار، وبئس العِوَضُ من التوبة الإصرار".
أمين عمر وخطأ كارثي أمام الزمالك
والإصرار يا سيد عمر على عدم التأسف عن خطئك الفادح في مباراة الزمالك والمقاولين العرب كارثي، أما الأكثر كارثية فهو وصولك لمرحلة مؤسفة من التكبّر عن الاعتذار، بلي الحقائق وسرد الأكاذيب.
السيد أمين عمر كان مستاءً من بث فحوى ما قاله مع غرفة "الفار"، لكن الحقيقة أن هذه المحادثة كانت سببًا واضحًا في إظهار كذب ما قاله عن واقعة عدم احتساب ركلة جزاء لصالح الزمالك، بعدما ادّعى أنه غير مقتنع باحتسابها حتى الآن، متحدثًا عن بعض قوانين لمسة اليد في محاولة منه لطمس كارثية قراره.
فالحقيقة أن كل من شاهد المباراة استمع لعمر وهو يرى أن ربع الكرة على الخط لا يعني احتساب ركلة جزاء، لكن ما أوصله أصلًا لمناقشة ما إذا كانت الكرة على الخط أم خارج منطقة الجزاء، هو الزاوية الثانية التي أقنعته أن هناك لمسة يد يجب احتسابها كخطأ.
انتقال أمين عمر من مناقشة ما إذا كانت الكرة لمسة يد تُحتسب أم لا، إلى "طب هاتلي بقى جوا ولا برا"، كان يعني بشكل قاطع أنه اقتنع أنها لمسة يد تستحق احتسابها، لأنه لا يوجد حكم يناقش ما إذا كانت الكرة داخل أم خارج منطقة الجزاء إن كان غير مقتنع باحتساب لمسة اليد، بينما لا يوجد حكم على وجه الأرض غير أمين عمر يرى أن ربع محيط الكرة غير كافٍ لاحتساب ركلة الجزاء، في الوقت الذي ما يزال هانسي فليك يصرخ كمدًا متحسرًا من بضعة مليمترات أقصته اليابان بسببها من كأس العالم في قطر.
أمين عمر علم بكارثية ما فعله عندما اكتشف أن مهزلته استمع لها الجميع، وفي لقائه الأخير مع الإعلامي أحمد شوبير علم جيدًا أن وصوله لمرحلة "ربع الكرة لا يعني احتساب ركلة الجزاء"، تعني هزلية عدم إدراك حكم دولي لمثل هذا الأمر، لذلك آثر أن يصر على رواية "ليست لمسة يد" حتى لو أظهرته كاذبًا، بينما لم يضع ضمن اختياراته أن يعتذر عن مثل هذا الخطأ الفادح الذي أقر به رئيس لجنة الحكام نفسه.
يقول القروي في بيت شعر "إذا عصف الغرور برأس غر - توهم أن منكبه جناح"
السيد أمين عمر.. أبعد الله عنك وعنّا الغرور.. والسلام عليك ورحمة الله. "غير" المعجب.. أحمد عطا