التحفيل.. وكيد النساء!
صدق ويجب أن تصدق عزيزي القارئ أن التحفيل في مصر المحروسة أصبح بطولة في حد ذاته.
أبسطها أو أشرحها بمعنى أن أغلب جماهير الكرة المصرية أصبح همها ومصدر سعادتها الأول هزيمة المنافس التقليدي في المقام الأول، وبعد ذلك تأتي انتصارات وبطولات فريقه.. (يعني الزملكاوي فرحته ومصدر سعادته هزيمة الأهلي قبل فوز فريقه والعكس صحيح).. الكلام بدون أدني مبالغة.
والدليل أن بعد هزيمة فريق الأهلي أمام صن داونز بخماسية في دوري أبطال أفريقيا نسي "الزملكاوية" أسوأ موسم وخروجهم من معظم البطولات وأقاموا الأفراح والليالي الملاح وشهدت (السوشيال) أكبر كم من التحفيل في التاريخ.. الأمر تعدى (الشماتة) ببعض الكلمات إلى الاستعانة بأجزاء من المباراة وخاصة الأهداف التي دخلت مرمى الشناوي وتركيبها بطريقة كوميدية، ولأن الدنيا دوارة، بعدها بساعات ردت جماهير الأهلي حفلة التحفيل أضعاف بعد هزيمة الزمالك أمام إنبي في الدوري المصري.
الظاهرة قد تكون موجودة في عدد من الدوريات العربية وحتى الأوربية ولكنها في مصر أصبحت خطيرة، وتعدت حدود الفكاهة وخفة الدم ولا بد من التوقف أمامها والحد منها على الأقل لأن منعها أصبح دربًا من الخيال.
ويكفي مثلاً أن عددًا من الإعلاميين الكبار التقط الخيط ولعب على وتر الجماهير.. مثلًا إعلامي بحجم ووزن عمرو أديب أصبح يترك القضايا المهمة والجادة بعد المباريات ولا يجد أي حرج في التحفيل والتهليل ضد الأهلي ونفس الكلام في الاتجاه الآخر مع تامر أمين وأحمد موسى وغيرهما.
أيضًا دخلت البرامج الفضائية -غير المتخصصة في الرياضة- في اللعبة بحثًا عن "الترند"، والأخطر في هوس التحفيل دخول عدد من مسئولي قطبي الكرة في الموضوع والتحفيل علنًا.. وهنا أتحدث عن جمال عبد الحميد في الزمالك وأسامة حسني في الأهلي كمثال، والغريب أن بعض رموز الأهلي والزمالك يكتفي بالتحفيل والشماتة في خسارة الآخر بالاكتفاء بنشر صورة بابتسامة (صفراء) كنوع من السخرية على طريقة (كيد النسا).
وطبيعي ومنطقي في هذه الأجواء أن يدخل إعلام الناديين ومنصاتهما الإعلامية (القناة والصفحة الرسمية والموقع الرسمي) في لعبة كيد النسا، أقصد التحفيل..
مخطئ من يتصور أن الموضوع بسيط لأنه يكبر بدرجة مخيفة والمخطئ الأكبر من يحلم بانتهاء الموضوع بسهولة، والأهم والمطلوب حاليًا تحجيم وحصار الظاهرة الأسوأ في الرياضة المصرية.
شارك:
أخبار ذات صلة
