اتحاد الكرة و"قرود" الحكمة!

تحديثات مباشرة
Off
2023-12-09 20:42
أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم (EFA Official)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

على رأس ابتلاءات الكرة المصرية أن يقود شؤونها اتحاد يرفع شعارًا واحدًا طوال الوقت، وهو شعار "قرود الحكمة" وفقًا للمنظور الصيني، لا أرى، ولا أسمع، ولا أتكلم.. فهذا الاتحاد يتحول إراديًّا إلى أبكم وأعمى وأخرس، عندما تندلع أزمة كبيره تكون حديث الساعة في الشارع الكروي في بلاده، ورغم أن معظم أعضائه إعلاميون ولهم برامج ثابته على كبريات الفضائيات المصرية، سواء رياضية أو عامة، فإنهم يتجاهلون أو بمعنى أدق يتجنبون "خوفًا" الحديث عن أهم الأزمات وأخطر القضايا، أو حتى مجرد التطرق إليها.

فالآن علي سبيل المثال لا الحصر، لا حديث في الإعلام الرياضي ولا الشارع الكروي المصري، سوى عن أزمة لجوء محترف نادي بيراميدز، المغربي محمد الشيبي، للقضاء، شاكيًا لاعب الأهلي حسين الشحات، بعد قيام الأخير بصفعه عقب نهاية مباراة جمعت الفريقين في يوليو/ تموز الماضي.

ورغم أن لجوء لاعب بيراميدز للقضاء مخالف للوائح الرياضية، بل مخالف حتى للدستور المصري، الذي أقر بالفصل في القضايا الرياضية وفقًا للوائح الدولية، فإن الاتحاد المصري برئاسة جمال علام قرر رفع شعار "سأظل صامتًا"، وهو ما دفع النادي الأهلي لمخاطبة "الجبلاية" -لقب الاتحاد المصري- للتدخل ومنع اختراق لوائح " فيفا"، التي تجرم اللجوء إلى القضاء في تلك الأزمات. واستشهد النادي الأحمر بواقعة مماثله حدثت في نهاية مباراة "نهائي القرن الأفريقي"، التي جمعت بين الأهلي والزمالك في نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2020، والتي تحول فيها ملعب القاهرة إلى حلبات لكل أنواع الفنون القتالية "ملاكمة وكاراتيه ومصارعة" بين لاعبي الفريقين، عقب إطلاق صافرة النهاية، من دون أن يذهب أحد إلى القضاء، واكتفى الجميع بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأفريقي علي اللاعبين المتورطين. وسرد الأهلي في خطاب الاحتجاج الكثير من الأزمات المماثلة التي أُغلقت بعقوبات وفقًا للوائح، من دون الخروج إلى ساحات القضاء والنيابة، إلا أن الجبلاية المصرية لم ترد على خطاب الأهلي، رغم وضوح خرق اللوائح.

ولم تكن تلك الأزمة الوحيدة التي تشغل الجميع في مصر الآن؛ حيث تزامنت مع أزمة أخرى عندما تم الإعلان عن قيام البرتغالي روي فيتوريا، مدرب منتخب مصر، بدور الوسيط لحل أزمة قائد الزمالك شيكابالا مع ناديه البرتغالي الأسبق سبورتينغ لشبونة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة إعلام وجماهير الأهلي، التي اتهمت مدرب الفراعنة بالانشغال في قضية تخص الزمالك. ورغم خطوره الاتهام، فإن الاتحاد لم يخرج عبر آلته الإعلامية لينفي الأمر أو يؤكده، تاركًا المساحة لنار الشائعات لتتمدد، رغم الكشف عن غضب فيتوريا من الأمر.. والمفاجأة أن أول مَن تحدث عن وساطة مدرب الفراعنة هو عضو في مجلس إدارة الاتحاد عبر برنامجه الفضائي!

شعار "سأظل صامتًا" الذي رفعه الاتحاد المصري، ذكّرنا بواقعة كادت تحرق الكرة المصرية، عندما اتُهم مدير الاتحاد، وليد العطار، بأنه تعمد إخفاء خطاب الاتحاد الأفريقي بشأن استضافة نهائي دوري الأبطال الأفريقي 2021، وخرج الأهلي وأنصاره وإعلامه لفترات طويلة، يتهمون العطار بالمؤامرة لحرمان الأهلي من استضافة النهائي الذي خسره الفريق لاحقًا أمام الوداد المغربي في الدار البيضاء، علمًا أن العطار لم يجد مَن يدافع عنه داخل الاتحاد الذي يعمل بداخله.

شعار "سأظل صامتًا" استغله الكثيرون لشن حروب ضد كل أطراف المنظمومة الكروية في مصر، وجعل حكام الكرة لقمة سائغة في فم الجميع، حتى وصل الأمر الي اتهامهم بالفساد على حد وصف إدارة نادي بيراميدز لهم، بعد خسارة النادي أمام الزمالك في نصف نهائي كأس مصر، واكتفى اتحاد الكرة برد لم يرد للحكام اعتبارهم، ناهيك عن الصمت المُطبَق على ما يتعرض له الحكام من اتهامات وإهانات، دفعت رئيس لجنة الحكام السابق، الإنجليزي كلاتينبيرغ، إلى الرحيل عن مصر، وبات الكل في مصر يحلم بأن يسمع صوت الاتحاد، فالصمت ليس لغة العظماء دائمًا يا "بهوات".

شارك: