أبطال غير متوَّجين بكأس العالم.. هولندا والمجر وآخرون

2022-08-22 19:18
من اليمين المجري فيرينك بوشكاش والبرازيلي سقراط والهولندي يوهان كرويف والفرنسي ميشيل بلاتيني (winwin)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من المنطقي أن يفوز الفريق الأفضل بكأس البطولة في أي رياضة عمومًا، لكن في كرة القدم تحديدًا لم يعتد المشجعّون الخضوع لحسابات "المنطق" إذ يؤدي الحظ مع تفاصيل دقيقة وأخطاء أخرى، دورًا محوريًا في تغيير مسارات الهزيمة إلى نصر والعكس صحيح.

في نهائي كأس العالم 2010 مثلًا، أهدر أريين روبن فرصتين محققتين كانتا كفيلتين بمنح هولندا اللقب بأريحية أمام إسبانيا، وتكرر الأمر في نهائي مونديال 2014 عندما ضيّع غونزالو هيغواين آمال الأرجنتين، ولم يحسن التصرف في أكثر من فرصة تهديفية أمام ألمانيا.

أمّا في نهائي "ويمبلي" الشهير بمونديال 1966 بين إنجلترا وألمانيا، فأدّى سوء تقدير من الحكم السويسري غوتفريت دينست، إلى احتساب هدف للإنجليزي جيف هورست في الأشواط الإضافية، رغم أن الكرة لم تتجاوز الخط، لتتوج إنجلترا بالكأس بعد فوزها 4-2.

كادت تفاصيل دقيقة في تسديدات روبن وميسي أن تُهدي هولندا أول لقب مونديالي وتنهي اللعنة المتلازمة منذ عقود، وتضع ميسي على قدم المساواة مع دييغو مارادونا، بينما ساعد خطأ تحكيميّ على منح إنجلترا لقبها الوحيد الذي ما زالت تفتخر به إلى الآن.

لكن لحسن الحظ أن كرة القدم تتسم بالجماعية، ولا يمكن أن يتحمّل فرد واحد نتيجة مباراة بأكملها تعج بالأحداث طيلة 90 دقيقة وربما أكثر.. لا يتعامل الجميع بالنظرة الفردية المطلقة لمبدأ الفوز والخسارة كما حدث على سبيل المثال في مقتل المدافع الكولومبي أندريس سكوبار من قبل عصابات بلده بعد هدفه العكسي في مونديال 1994 بالولايات المتحدة.

نرصد لكم في التقرير التالي من "winwin" أبرز أفضل المنتخبات في نظر الجماهير، لكنها خاسرة بفعل القوانين والأحكام، عبر النسخ المختلفة من كأس العالم لكرة القدم.

المجر (كأس العالم 1954)

أحدثت المجر ثورة في عالم كرة القدم بخمسينيات القرن الماضي، وأدخلت أنظمة حديثة للعبة عبر تبادل المراكز وتنويع أساليب الهجوم بطرق غير مسبوقة، وامتلكت حينها أسطورة ريال مدريد فيرينك بوشكاش، والهدّاف التاريخي ساندرو كوكسيس، وظل منتخب المجر بين 1950 و1954 منتخبًا لا يُقهر دون خسارة، إذ هزم إنجلترا 6-3 في لندن، و7-2 في بودابست، ودخل كأس العالم 1954 بهدف واحد وهو حصد اللقب.

انتصرت المجر في الدور الأول ضد كوريا الجنوبية 9-0، ثم 8-3 ضد ألمانيا، مُرعبة خصومها بـ17 هدفًا في مباراتين، وفي ربع النهائي حقق المجريون فوزًا تاريخيًا ضد البرازيل 4-2، عُرف بـ"معركة برن"، وفي نصف النهائي واصل رفاق بوشكاش الاكتساح وانتصروا 4-2 ضد حاملة اللقب أوروغواي.

تقدّمت المجر في المباراة النهائية أمام ألمانيا 2-0 في أول 10 دقائق في حدث لا يتكرر كثيرًا في المشهد الختامي لكأس العالم، لكن منتخب "الماكينات" عاد في النتيجة وحسم اللقب بفوزه 3-2، وشهدت المباراة إلغاء هدف مجري مشكوك في صحته، وخاضت المجر بين "1950 و1956" 50 مباراة، وتعرضت لهزيمة واحدة، نعم الهزيمة نهائي كأس العالم.


هولندا (كأس العالم 1974 – 1978)

في السبعينيات لم يعلُ الصوت فوق "الكرة الشاملة" الهولندية التي حظيت بشهرة وتقدير في العالم أجمع، وقدّم المدرب الأسطوري رينوس ميتشلز ولاعبه الأيقوني يوهان كرويف أفضل نسخة لمنتخب لم يفز بكأس العالم في التاريخ.

اكتسحت هولندا الجميع في دور المجموعات بعروض فائقة، ثم هزمت الأرجنتين 4-0، وألمانيا 2-0، والبرازيل 2-0، في ثمن وربع ونصف النهائي بأداء أسطوري وسيطرة مطلقة، وفي النهائي أمام ألمانيا تقدّمت هولندا بهدف نظيف بالدقيقة الثانية دون أن يلمس الكرة أي لاعب من الخصم، لكن ريمونتادا الألمان بقيادة جير مولر حسمت الأمور بنتيجة 2-1 في نهاية المطاف.

بعد 4 سنوات، ومن دون مشاركة كرويف، تأهلت هولندا إلى نهائي كأس العالم 1978 في مواجهة صاحبة الضيافة الأرجنتين، لم تكن هولندا بنفس قوة 1974، وذهبت المباراة النهائية إلى الأشواط الإضافية بعد تعادل هولندا في الدقيقة 82، لكن ماريو كيمبس كان له رأي آخر وقاد "الألبي سيليستي" لأول كأس في تاريخه بالفوز 3-1.

البرازيل (كأس العالم 1982)

حصدت البرازيل كأس العالم 1970 بقيادة بيليه وغيرزينيو وتوستاو وغيرهم من النجوم، ثم احتلت الترتيب الرابع في نسخة 1974، والثالث في 1978، وهذه حصيلة مونديالية لا بأس بها، ثم جاء المدرب تيلي سانتانا في أوائل الثمانينيات ليحدث تغييرًا جذريًا، ويخلق أحد أكثر خطوط الوسط الأكثر إبداعًا في التاريخ مع زيكو وسقراط وفالكاو وجونيور وسيريزو.

كلّف الانسلاخ من الأسلوب الدفاعي البرازيل الكثير رغم أن هجومهم كان الأقوى عالميًا، فلم يمتلك "السيليساو" خطًا خلفيًا بنفس جودة المقدمة، وخلال مونديال 1982، أمطرت البرازيل شباك منافسيها برباعيتين الأولى أمام نيوزيلندا، والثانية أمام إسكتلندا ثم فازت بثلاثية ضد الأرجنتين في الدور الثاني.

وجاءت لحظة السقوط في ربع النهائي أمام إيطاليا التي أحكمت دفاعاتها ولجأت إلى الهجوم العكسي لتنتصر 3-2 بفضل هاتريك باولو روسي، لتفشل البرازيل في بلوغ نصف النهائي بعد أن أهدرت عدة فرص، ومع ذلك أنهت المسابقة بأفضل فارق أهداف (+9).

فرنسا (كأس العالم 1982 - 1986)

بدأ صعود فرنسا إلى سلم القوى العُظمى في كرة القدم الأوروبية في مطلع الثمانينيات عندما ظهر الجيل الذهبي بقيادة ميشيل بلاتيني وروشتو وتيغانا، عندها وصل "الديوك" إلى المربع الذهبي لكأس العالم 1982 و1986 تواليًا لأول مرة في تاريخ البلاد.

افتقدت فرنسا إلى المهاجم الفذّ الذي يترجم أنصاف الفرص لأهداف، ونتيجة لذلك فشلت في حسم الأمور وخسرت في نصف نهائي 1982 أمام ألمانيا بركلات الترجيح (4:5) بعد التعادل 3-3، وعاودت الخسارة مجددًا أمام ألمانيا في نصف نهائي 1986 بنتيجة 0-2.

عقب مونديال 1986 والإخفاق في حصد كأس العالم مرتين تواليًا، اعتزل معظم اللاعبين بعد ضغوطات من الصحافة؛ لُيسدل الستار على جيل ذهبي فرنسي لم يتقلد بالذهب، علمًا أن بلاتيني حصد الكرة الذهبية في تلك الفترة 3 مرات متتالية بين 1983 و1985.

شارك: