قبيلة كالينجين.. منجم الذهب الكيني في ألعاب القوى

2022-09-05 15:58
أرشيفية- العداء الكيني إيليود كيبشوج (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تكتنز فكرة تفوق عرق من الأعراق البشرية في لعبة رياضية ما بمضامين "عنصرية" في كثير من الأحيان، ويكفي أنها تكسرت أمام رائد العنصرية الأول في القرن العشرين الألماني النازي أدولف هتلر، الذي قاد حملة ضخمة لتأكيد تفوق العرق الآري في أولمبياد برلين عام 1936، وهو الذي انتفخت أوداجه غضباً بعد فوز الأمريكي صاحب الأصول الأفريقية جيسي جونز بأربع ذهبيات في ألعاب القوى (سباقات العدو والوثب الطويل).

لكن وبعيداً عن العنصرية نجد أن بعض الأعراق البشرية حباها الله بسمات جسدية خاصة لا توجد في أعراق أخرى، وأكبر مثال على ذلك قبيلة كالينجين الأفريقية التي قدمت للعالم مئات العدائين من أبطال المسافات الطويلة كالماراثون.

وتعيش هذه القبيلة حول حوض النيل في كينيا، ويتخطى تعدادها 4 ملايين نسمة، إذ أرجع الكثير من العلماء أسباب إنجابها للعدائين الأقوى والأشهر على الصعيد العالمي إلى الجينات المتوارثة لدى أبنائها، والنظام الغذائي الذي يعتمد على النشويات بالدرجة الأولى.

ويضاف إلى ذلك البيئة التي أسهمت في صقل أجساد العدائين وجعلتهم الأفضل قدرة على التعامل مع ظروف الماراثون، إذ لا يعرف أبناء هذه القبيلة وسائل النقل الحديثة وحتى القديمة منها كالحيوانات، فهم يتنقلون إلى مدارسهم وأعمالهم جرياً على الأقدام غالباً، ولا يقتصر وجودهم بكينيا فقط؛ إذ يقطنون كذلك في أوغندا وتنزانيا.

إيليود كيبشوج.. أحد أفضل من أنجبت قبيلة كالينجين

وينحدر العداء الكيني العالمي إيليود كيبشوج (37 عامًا) من قبيلة كالينجين، إذ يحمل ذهبية ماراثون أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، وفضية سباق 5000 متر في أولمبياد بكين 2008، وبرونزية نفس السباق في أولمبياد أثينا 2004.

وإلى جانب إيليود كيبشوج فقد قدّمت كينيا عداء آخر لا يشق له غبار من قبيلة كالينجين، هو ويلسون كيبسانج (مواليد عام 1982) المتخصص في سباقات العدو الطويلة، حيث يملك الرقم القياسي العالمي للماراثون بزمن قدره 2.03.23، كما سبق له إنهاء 4 سباقات على صعيد الماراثون في أقل من ساعتين.

أخيراً وليس آخراً، أسوأ ما قد يتحدث عنه أي مسؤول رياضي في العصر الحديث الإشارة من قريب أو بعيد إلى ندرة الخامات أو المواهب الرياضية في هذه الدولة أو تلك، ذلك لأن علوم التربية الرياضية تشير صراحة إلى أن المواهب موجودة على الدوام، لكن ما تحتاجه هو الاجتهاد في البحث عنها وتبنّيها وصقل قدراتها قبل أن يشتد عودها وتصبح قادرة على حصد الإنجازات.

فعلى سبيل المثال عرف عن سكان الجبال قدرتهم على خوض رياضة رفع الأثقال والعدو، أما سكان السهول فيلائمهم خوض رياضات العدو والقفز والتحمّل، أما سكان المدن  المكتظة بالأحياء الشعبية فيميلون أكثر إلى الرياضات الجماعية ككرة القدم والسلة واليد، في حين أن المدن الساحلية تنجب عادة السباحين وأبطال الغطس وغيرها من الرياضات المائية.

شارك: